شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 52)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 52)
- المحتوى
-
بل سياسات دول اللوق العربية تجاه م.ت.ف...
في تحقيق ذلك وغايات توظيفه؛ اذ ان ما هو جوهري يبقى في الدوافع نفسها والتوقيت . والحقيقة» ان
اعجاباً متبادلًاً كان نشاً بين الجميل والسادات ؛ فقد كان كلاهما يمتلك احساساً برسالة يعتقدان بأن
التاريخ اناط بهما حملها.
غير ان سورياء التي بقيت في الظل؛ هي التي تحركت أولاً وليس مصر أو اسرائيل» للدقاع عن
المارونية السياسية في لبنان, وعن قرية بكفياء منطقة نقوذ عائلة آل الجميل؛ للحؤول دون اسقاطها
من قبل التحالف الفلسطيني اللبناني, الذي باتء في بداية العام 191/1 يسيطر على اكثر من /١
بالمئة من المناطق اللبنانية بعد ان نجحت المنظمة في الاستفادة من دروس صراعها في الاردن مع
العاهل الاردني: حين استطاعت ان تؤمن لها حليفاً سياسياً بوزن الوطني الكبير كمال جنبلاط.
فسوريا التى كانت؛ قبل ذلك, تقف الى جانب المنظمة وجنبلاط, تخلت عن هذا الموقفء وقامت بتوجيه
دعمها للموارنة» الذين طاما ارتابوا من الجار القومي - البعثيء ونواياه. وفي الحقيقة, ان الامر لا
ينطوي على مفارقة, اذا ما اخذنا بعين الاعتبار المصالح والاعتبارات التي دقعت بالنظلام السوري الى
تغيير خططه. فقد كان هذا النظام يرتاب من ازدياد قوة المنظمة ونفوذها في لبنان» عشية التحضير
للمؤتمر الدولي. كما ان سوريا لم تنظرء بارتياح» عبر التاريخ» للتقارب في العلاقة بين م.ت.ف. ومصر.
اضافة الى ذلك؛ كان التدخل السوري في لبنان ضرورياً لبناء قاعدة توازن معاكسة في وجه جارة سوريا
الاقليمية, الغنية بالنفط والمواربء أي في مواجهة العراق, الذي ما انفك يشكك بالحركة التصحيحية
التي قام بها الرئيس السوريء ويعمل على اعادة الجناح القومي الى حزب البعثء الذي تخلص منه
الاسدء الى الحكم في سوريا من جديد. ان الحاجة الى ايجاد هذا التوازن المعاكسء وتقوية موقف
سوريا قبالة مصي, هما المحركان الاساسيان اللذان دفعا الرئيس الاسد الى التحالف مع عمان,
والتدخل في لبنان, وتشديد القبضة السورية على م.ت.ف. في آن.
وقد عمل الاسد على تجاوز ضعف الزعماء السوريين السابقين له, حين تمكن من توظيف ضعف
جارتيه التقليديتين, لبنان والاردن: في سياق بناء موقع اقليمي قوي لسورياء حاول أن يعززه بضم
م.ت.ف. وجعلها من خلال الحاقها بالسياسة السورية ورقة رابحة في يدهء لاستخدامها في
مساوماته السياسية. وريما كانت النوايا السورية هذه تجاه المنظمة» التي من شأنها اضعاف
الفاسطينيين في مواجهة اسرائيل, هي الاساس الذي جعل الولايات المتحدة واسرائيل لا تعارضان
التدخل العسكري السوري في لبنان طالما ان الهدف منه تحجيم المقاومة الفلسطينية؛ ووجد في
اسرائيل من رحب بهذا التدخل؛ على انه يستنزف سوريا في يمن جديدة(؟*) تؤدي الى اضعافها في
المدى البعيد.
والحقيقة أن الرهان الاسرائيلي اثبت صحته فيما بعد . ذلك ان التدخل السوري في لبنان لم يؤد
فقط الى ارتهان الازمة اللبنانية» منذ ذلك الوقت؛ للصراعات الاقليمية بصورة متزايدة: وإنماء أيضاًء
الى فتح مسار من التوتر في العلاقة السورية الفلسطينية؛ أدى الى اضعاف هذين الحليفين
الخصمين؛ حيث بات التنافس فيما بينهما يخلق اشكالًا متعددة من الصراعات. كما ان كل الحلول
المطروحة للازمة اللبنانية اصبحتء من الذاحية الفعلية» متعذرة» نتيجة الخوف وفقدان الثقة
المتراكمان اللذان نشآ بنتيجة الخلاف السوري الفلسطيني؛ وهو ما ظهر. بوضوحء خلال مؤتمر
القمة السداسيء الذي عقد في الرياضء لحل الازمة اللبنانية» والذي انتهى الى الفشل.
لقد كان من شأن هذا التمزق في العلاقة التي ربطت بين دول المواجهة العربية ان ينعكس
العدد 187, أيار ( مايى) 1984 يون فلعطزية لمكن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)