شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 53)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 53)
المحتوى
على قدرة هذه الدول في الاستفادة من مناخ التحولات التي طرأت في سياسة الادارة الاميركية نحى
الشرق الاوسط ء مع تولي الرئيس جيمي كارتر الحكم في الولايات المتحدة, الذي أظهر انتقادات
واضحة لسياسة «الخطوة خطوة» التي انتهجتها الادارة السابقة. وقد ذهبت ادارة كارتر ابعد من
ذلك في اوائل العام /111/1, حين المحت الى امكان اشراك الاتحاد السوفياتي في عملية السلام؛ كما
عبر عن ذلك البيان السوفياتي ‏ الاميركي الشهير بشأن المؤتمر الدولي» عاكساً انتصار اصحاب
الاتجاه نحى الانفراج في الادارة الاميركية الجديدة في مواجهة اصحاب نظرية الحرب الباربة9*),
حيث أضفى الانفراج في العلاقة بين الدولتين العظميين بعداً ايجابياً على معالجة القضايا الاقليمية,
والساخنة؛ في العالم الثالث ومن ضمنها أزمة الشرق الاوسط .
والواقع ان الاميركيين انفسهم دهشوا للخطوة المفاجئة التي أقدم عليها الرئيس السادات في
العام /151., في وقت كان التحضير للمؤتمر الدولي يجرى على قدم وساقء وفي وقت بدا ان الادارة
الاميركية في سبيلها الى تجاوز « الفيت» القائم ضد م.ت.ف. من جانب الادارة السابقة. واكثر من
ذلك؛ فان وزير الخارجية الاميركية آنذاك؛ سايروس فانس» لم يستطع أن يخفي دهشته حينما علم
أن معظم الزعماء العرب في بلدان المجابهة على استعد اد للقبول بأقل من دولة فلسطينية مستقلة(**).
وهكذا اسهمت الخلافات فيما بين دول الطوق العربية؛ والتي برزت: أساساًء حول الاشتراك في
المؤتمر الدوليء ومسالة التمثيل الفلسطينيء اضافة الى زيارة السادات المفاجئة الى القدسء الى
تضييع الفرصة التي بدت مواتية مرة أخرى: حيث انتهت الامورء في النهاية» الى توقيع مصر اتفاقية
كامب ديفيدء التي اسدلت الستار على فكرة المؤتمر الدولي وجمّدت التحرك بشأنها طيلة الستوات
الممتدة فيما يعد.'
ولا شك في ان توقيع مصر على اتفاقية كامب ديفيد ترك انعكاسات ايجابية على العلاقة بين سوريا
والمنظمة؛ بعد ان اقدمت سوريا على تغيير تحالفاتها وخططها في لبنان!**)؛ فاستبدات تحالفها السابق
مع المارونية السياسية بالتحالف مع المنظمة والحركة الوطنية اللبنانية, مما ادى الى تقجر الصدام
بين سوريا وحزب الكتائب؛ في العام 151. كما ان الخوف السوري من التحاق النظام الهاشمي
بمصرء وتوقيع اتفاقية شبيهة باتفاقية كامب ديقيدء دفع سوريا الى تشديد الضغوط على العاهل
الاردني. وقد بلغت الضغوط هذه ذروتها في العام ‎:15/4١‏ حين حشدت سوريا جيشها على الحدود مع
الاردن؛ في محاولة لاظهار القوة, وربع النظام الاردني عن التفكير في الالتحاق بمصرء وعن تقديم
المساندة الى الاخوان المسلمين في سورياء الذين قاموا بمحاولة لتغيير نظام الأسد
بيد ان التحسن في العلاقة بين سوريا والمنظمة, الذي أدى, عملياًء » الى مذع انجرار النظام
الاردني وراء مصرء وحصر السلام على الجبهة المصرية فقطء لم يؤْد الى تحقيق الهدف الآخر, الذي
لم يكن أقل أهمية, لتمكين سوريا والمنظمة من القدرة على الانتقال من حالة الدقاع الى الهجوم: أي
من التوصل الى انهاء الحرب الاهلية اللبنانية, التي أدتء في الحقيقة الى اضعاف الطرقين معاً.
واسباب هذا الفشل تعود؛ جزئياً: الى غياب الاتفاق بين سوريا والمنظمة على مثل هذا الحل. اما في
الواقع؛ فان الدور الاسرائيثي في لبنان» الذي اتخذ شكلا اقوى مما كان عليه منذ بداية الحرب» بات
عامل مقرراً في مسألة انهاء الحرب وتقرير مصير الازمة اللبنانية» وهذا ما توضح من خلال التحالف
فيما بين اسرائيل وحزب الكتائب. وهكذا لم يكن تحقيق التسوية في لبنان مقتصراً على ارادة ورغبة
سوريا والمنظمة فقطء وانما ارتبط, أيضاً بالموقف الاسرائيلي.
لقد أدى الخروج المصري من الصراع العربي - الاسرائيلي الى حصر المواجهة؛ عملياً على
لن شؤون فلسطيزية العدد 185 أيار ( مايى) 1444
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22323 (3 views)