شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 73)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 73)
المحتوى
تقارير
الانتفاضة الفلسطيئية والمأزق الاسرائيل
كشفت الثورة الشعبية في المناطق المحتلة عن جانبين هامّين في الصراع الدائر في المنطقة, هما: عناصر قوة
الشعب الفلسطيني وثورته, من جهة, وأزمة الكيان الاسرائيلي؛ والقوى المسائدة له من الجهة الاخرى. وني
تحليل لهذين الجانبين يفسر التخبط الاسرائيلي للخروج من الأزمة» ويوضح طبيعة التحركات السياسية المحمومة
للادارة الاميركية, ولحلفائها في المنطقة, والتي تهدف, في الأساسء الى تحقيق أهداف عدة, أهمها: الالتفاف عن
م.ت.ف. وتجاهل دورها في الحلول المقترحة؛ وأجهاض الانتفاضة الشعبية؛ وحماية الدول المجاورة لفلسطين من
تأثيرات الانتفاضة على أوضاعها الد اخلية؛ وانقان اسرائيل من أزمتها الراهنة.
سوف نحاولء هناء التركين قدر الامكان؛ على أبرزما تمخضت عنه الانتفاضة من نتائج ودلالات» فلسطينياً
واسرائيلياً ودولياً؛ ثم التعرض الى بعض الاقتراحات السياسية التي ظهرت على خلفية الانتفاضة الشعبية,
للوقوف على مخاطرفا ا : وأيعادها.
عناصر قوة التورة الفلسطينية
بداية؛ ان ما يجرى داخل الوطن المحتل ليس مقطوع الجذور؛ وانما هى استمرار لمجمل نضالات الشعب
الفلسطيني, سواء أداخل الويطن المحتل أم خارجه. تلك النضالات التي أخذت تتراكم منذ اليوم الاول للاحتلال
الاسرائيي» واتخذت اشكالا مختلفة. مرت بفقترات ومراحل متعددة» ويوتيرة متفاوتة, صعوداً وهيوطاً ؛ لكنهاء
ضمن السياق العام, كانت تخطو حثيثاً نحو مزيد من التنظيم, والاداء الفاعل, وتجلّت, بصورة واضحة؛ من
خلال التشكيلات السياسية الميدانية, التي نشأت في داخل المناطق المحتلة, لادارة الصراع مع الاحتلال
الاسرائيلي, ومن خلال بناء المئؤسسات الوطنية الفلسطينية المتعددة (الثقافية, والتربوية, والنقابية, والاجتماعية,
الخ). وقد برز دور هذه المقاومة مع تعزز مكانة م .ت.ف. العربية والدولية خلال العامين ‎١9/5‏ و ‎,١51/6‏ حيثت
انعكست انتصارات المنظمة ايجابياً على الحالة الجماهيرية في المناطق المحتلة. عندئذ, بدأت الاوساط الرسمية
الاسرائيلية تشعر بالخطر الذي يتهددها جراء صعود م.ت.ف. وانجازاتها؛ السياسية والعسكرية والتنظيمية,
فارتفعت أصوات اسرائيلية مطالبة بضرورة الاستعداد لمواجهة الظروف المستجدة, وآثارهاء في المناطق المحتلة.
وفي هذا الاطار, كتبت صحيفة «عل همشمار» الاسرائيلية: «بعد النجاحات السياسية الكبيرة لمنظمة التحرير
الفاسطينية» يعترف الجميع بالتقصير الخطر في السياسة الاسرائيلية» الذي حال دون تبلور تمثيل سياسي
معتدل الفلسطينيين في الضفة الغربية. ومن المؤكد أنه لو قام مثل هذا التمثيل؛ لشكل عائقاً كبيراً أمام جهود
م.ت.ف. للوصول إلى مكانتها التمثيلية» (عل همشمان, ‎.)1541/1١/1١1‏
وهكذاء فقد اعتبر هدف فصل المنظمة عن الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده المختلفة, عامة, وفي المناطق
المحتلة, خاصة؛ حجر الزاوية بالنسبة الى السياسة الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته. وإتنفيذ هذا
الهدف, صاعدت اسرائيل من ضرباتها العسكرية ضد م.ت.ف. ومؤسساتهاء وامتداداتها؛ كما وجّهت ضربات
متعددة الى القوى الوطنية داخل الوطن المحتل, في محاولة منها لضرب النهوض الوطني الفلسطيني المتصاعد.
الا إن هذه الاجراءات قد فشلت في القضاء على م.ت.ف. وبالتالي عجزت عن انهاء المقاومة داخل الوطن المحتل.
وحتى لا نغرق في التفاصيلء في الامكان الاشارة الى أهم المحطات والاحداثء التى عبرت فيها جماهير الارض
المحتلة عن ارتباطها بالقيادة الشرعية للشعب الفلسطيني؛ وعن رفضها للاحتلال الاسرائيلي منذ العام 15317
حتى العام 1547: الذي بدآت معه تباشير مقاومة ذات طبيعة نوعية جديدة: ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا.
7 اشيُون فلسطزية العدد 187. أيار ( مايى ) ‎١984‏
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22323 (3 views)