شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 74)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 74)
- المحتوى
-
سب الانتفاضة الفلسطينية والمازق الاسرائيلي
وابرز الاحداث التي عبّر فيها الشعب الفلسطيني داخل الوطن المحتل عن رفضه للاحتلال ومشاريعه. هي
التظاهرات التي عمّت المناطق المحتلة خلال أحداث أيلول ( سبتمبر ) 157٠ في الاردن؛ ثم أحداث أيار ( مايى)
في لبنان» خلال الصدام الذي وقع بين الجيش اللبناني والمقاومة الفلسطينية» واثر استشهاد القادة الفلسطينيين
الثلاثة, كمال العدوان وكمال ناصر وأبى يوسف النجار؛ والتظاهرات التي عمّت المناطق المحتلة اثر خطاب ياسر
عرفات في الامم المتحدة؛ والتظاهرات التي قامت على خلفية الحرب الأهلية في لبنان في نيسان (ابريل) 41518
والانتفاضة الشعبية في العام 15177؛ و «يوم الارض»؛ والتظاهرات التي قامت اثر زيارة أذور السادات للقدس
في العام 1417/17؛ وخلال الغزى الاسرائيلي لجنوب لبنان في الأعوام 19174 ى 1541/4 ى 15/40؛ والغزى الاسرائيني
في العام 1547؛ ومذابح صبرا وشاتيلا؛ وتظاهرات الاحتجاج على حصار المخيمات؛ وغيرها من الحلقات
النضالية المتواصلة. وقد راكمت الاحداث هذه خبرة نضالية واسعة؛ تفجرت بصورة نوعية في أواخر .١5/7
وقد تنبّه بعض الاسرائيليين إلى المتغيرات الجديدة في المناطق المحتلة, فأشار الى ملامح مقاومة ذات نوعية
جديدة: تختلف عن الاشكال السابقة من حيث طبيعتها وحجمها وأدواتهاء مع انها تشكل استمراراً لها. وفي
هذا الاطار, كتب د. موشي شيمشء الباحث في جامعة بن غوريون, مقالة في «هآرقس» (1941/7/1517) بعنوان
«انقلاب سياسي في المناطق»؛ أكد قيها أن ما يتم في المناطق المحتلة لا يمكن اعتباره «موجة عابرة» من موجات
«الاخلال بالأمن»؛ وانما هى ناجم عن التحولات السياسية والاجتماعية التي تجرى في المناطق» والتي أصبحت
ذات طابع خطير خلال العقد الأخير. واورد شيمش بعض سمات الوضع في المناطق المحتلة, من ضمنها: تميّز
سكان المناطق المحتلة بدرجة عالية من الوعي السياسيء والوعي بالهوية الوطنية الفلسطينية؛ واضفاء الطابع
الفلسطيني على نظام الحياة الاجتماعية والقضائية. فالنظام الثقافي كله يعتبر سياسياً من أساسه؛ والسبب في
ذلك يعود الى يقظة الاحساس بالهوية الوطنية الفلسطينية بين الفلسطينيين؛ بشكل عام, وكرد على الاحتلال
الاسرائييء بشكل خاص.
وتناول شيمشء في مقالته, القوى الجديدة الفاعلة في الصراع داخل المخاطق المحتلة, والمتمثلة في «جيل
الاحتلال», فكتب: «لقسد... ظهرت زعامة شابة تنتمي الى ' جيل الاحتلال ' . وهي متشبّعة بأفكار القومية
الفلسطينية المتطرقة» التي تنادي بها المنظمات [الفدائية]. وتحظى هذه الزعامة» أكثر من أي زعامة سابقة,
بتأييد وأسع, وبتشجيع من معظم السكان الذين ولد عدد كبير منهم, وتربى؛ في عهد الاحتلال. ومؤلاء يشكلون,
حالياً ما يقرب من 10 بالمئة من مجموع السكان... ويرتبط هؤلاء. سياسياًء بمنظمة التحرير الفلسطينية,
ارتباطاً مطلقاً لا خلاف عليه...»
وهكذاء فان هناك عاملين أساسيين ساهما في احداث التحولات النوعية في المناطق المحتلة. خصوصاً في ما
يتعلق بالوعي السياسي؛ ووضوح الاهداف الوطنية» والحالة الجماهيرية الثورية الراهنة. العامل الاول يتمثل في
ظهور وتطور م.ت.ف. ككيان سياسي - تمثيلي للشعب الفلسطينيء وممارربسة المنظمة لمجمل أشكال النضال» من
أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال. والعامل الثاني يتمثل في الاحتلال الاسرائيلي
نفسه, وما نجم عنه من أوضاع سياسية؛ وأمنية, واقتصادية, واجتماعية؛ أدت, بمجملهاء الى تعميق الانتماء
الى م.ت.ف. باعتبارها المعبّر عن طموحات الشعب الفلسطيني والمتحدث الشرعي باسمه.
لقد انضج العاملان هذان «حالة ثورية جماهيرية» تتقدمها حركة وطنية اكتسبت دورها القيادي من خلال
انتمائها الىوم.ت.ف. مما مكنها من قيادة دفة الصراع الميداني بدرجة عالية من الشمولية؛ والتضحية؛ والتنظيم,
وعلى نحو فاج القيادة الاسرائيلية نفسهاء واريكها؛ فراحت تطلق تفسيرات مختلفة على الانتفاضة الجماهيرية
الشاملة: تارة بقولها ان الانتفاضة الراهنة هي «تعبير عفويء نابع من اليأس والقنوط السائد في المناطق المحظة»,
وتارة أخرى بوصفها بأنها «مظهر من مظاهر تراجع التأييد ل م.ت.ف.». وحاولت الاوساط الاسرائيلية ان تدلل
على ذلك بتضخيم دور المجموعات الاسلامية الاصولية. إلا ان مجريات الاحداث قد اثبتت زيف الادعاءات
والتفسيرات الاسرائيلية: وأكدت استحالة فصل الداخل عن الخارج ؛ علماً بأن جدلية العلاقة فيما بينهما
العدد 181: أيان ( مأيى) 1584 ششيون تلسطزية 7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)