شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 101)
- المحتوى
-
محمد علي اليوسفي سس
وهيء أيضاًء استدراتيجية يوشع الذي سحق الجيوش الكنعانية: وتمكن من وصل اراضي الجليل بأراضي
السامرة؛ كما استولى على القدس والسهل الساحليء لينشىء وحدة ترابية.
ويأتي شتات اليهود في العام السبعين بعد الميلاد, فيتخذ الشعب اليهودي موقفاً دفاعياً. هذه المرة» وليس
هجومياً. انه شعب بلا دولة. لكن التوارة صارت البديل الرمزي للارض الموعودة, أي انها صارت «نوعاً من أرض
أو مملكة متحركة» دون ان تكون الملجأ الوحيد؛ اذ تكونت في القرون الوسطى احياء يهودية ذات استقلالية دينية
وادارية وقضائية؛ كما ظهر الغيتو في القرن السادس عشر. وضعف هذا التضامن العضوي خلال ازدهار القرنين
الثامن عشر والتاسع عشر ليبرز مجدداً منذ بداية القرن العشرين» بل قبل ذلك بقليلء لأن استراتيجية الارض»
كما يدعوها المؤلف, رافقت الشعب أليهودي في فلسطين كما في الشتات. لذلك؛ تم التركيز على الوظيفة 0ك
للمستوطنات الزراعية» لاحقاً. سواء قبل اقامة دولة أسرائيل» أم في الاراضي المحتلة بعد هزيمة حزيران ( يونيو )
57 (ما عدا الجولان والقدس الشرقية؛ لأن اسرائيل ضمّتهماء والمؤلف يتعامل مع الامر الواقع) ويشير الى
كون الاستراتيجية الاقليمية الشاملة عند اسرائيل تتشكل من اربع استراتيجيات؛ تستهدف العسكرية منها
المجال الطبيعي في بعده العمودي (تضاريس) والاققي (امتدادات» حدود)؛ وتستهدف الاستراتيجية السكانية
المجال البشريء أي توزع الناس على سطح الارض؛ وتتوجه الاستراتيجية النفعية الى المجال الاقتصادي.
فترصد مختلف أوجه النشاطات الاقتصادية وتوزعها؛ بينما تستهدف الاستراتيجية الرمزية المجال
الايديولوجيء أي الاماكن ذات الصلة بالذاكرة الميثولوجية والتاريخية؛ أو الدينية .
وتشكل الاستراتيجية العسكرية استراتيجية الحد الادني, لانها لا تتضمنء في الدرجة الاولىء سوى
القوات المسلحة. ومقابل ذلك؛ فان الاستراتيجية الرمزية هي استراتيجية الحد الاقصىء لانها تتدخل في السلوك
الاخلاقي والمرجعية الفكرية والعادات الثقافية. اما بالنسبة الى استراتيجية الموارد, وهي استراتيجية مزدوجة.
فانها تشكل الاستراتيجية الوسيطة بين الحدّين» نظراً الى كون الاستراتيجية الديمغرافية تتعاق بالناس»
والاستراتيجية النفعية تتعلق بالمنتوجات التي يتبادلونها
وقبل الانطلاق الى تحليل تلك الاستراتيجيات؛ يبدا المؤلف بتحديد مجال تطبيقاته المنهجية؛ ليقع في مأزق
تحديد المصطلح: لقد انتهى آمر القدس والجولان ولم تعودا تهمان منهجه؛ فماذا عن البقية ؟ هل هي «أراضٍ
محتلة» ؟ آم «أراض مدارة» ؟ أم «يهود ا والسامرة» ؟ ويبدى المخرج سهلاً في استخدام تسمية «الاراضي المحتلة,
مادامت تسمية «مقيولة غربيأ» . لكنه يسارع الى التوضيح ان تبني تلك التسمية لا يعني حكم قيمة حول شرعية
الوجود الاسرائيني في تلك المناطق» أو عدم شرعيته. ثم يقدم المؤلف ملاحظة عميقة المغزى حول مسألة بقاء
المستوطنات في «يهود! والسامرة», تحديدا. ذلك ان اقامة مستوطنة جديدة تثير احتجاج الرأي العام العالمي؛ بما
يتضمنه ذلك من أدانة معنوية وسياسية لأسرائيل؛ وبالمقابل: هناك اهمال الا في ما ندر للاهداقف
الاستراتيجية التي ترمي اليها اقامة تلك المستوطنات . وهي اهداف تتطابق ومشاريع سوسيو سياسية محددة
4
تماما !
ولدى التعرض للاستراتيجية العسكرية واحتلال المجال الطبيعي, في الفصل الاول من الكتاب؛ يغوص
ديكوف عميقاً في مجال تخصصه الاجتماعي؛ ويذكر أن لكل مجتمع مركزاً يحتل عمق بنيته. والمركز هو عنصر
يحمل مجال القيم والقناعات والرموز؛ ويقود المجتمع» ويحكمه؛ لأنه يجمع بين المقدسات؛ من جهة؛ ويجد تقبالٌ
لدى القادة والمجتمعء من الجهة الأخرى. وفي حالة أسرائيل» فانه يشكل مرجعية دينية» عيرية؛ تترجم سياسياً
بالطابع اليهودي للدولة ومؤّسساتها. وكل من يرفض هذا النسق القيمي يعد هامشياً. من هنا تنبع ضرورة
المحافظة على الطابع اليهودي الصهيوني بوصفه النواة الجوهرية التي تجمع بين السياسة الاسرائيلية والاجماع
العام؛ وأنعدامه يؤدي الى انعدام الجماعة. لذلك؛ يكون دور الجيش متمثلاً في الحماية وتأكيد الكيان مع افراط
في مسألة الامنء بالنسبة الى المراقب الخارجي, نظراً آلى ميزان القوى مع العرب. أنه أمن رمزي: سيكولوجي؛
داوود الشرق الاوسط في صراع مع جالوت عربي.
بل اين فلسطنية العدد +8 1. أيار ( مايو) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6699 (5 views)