شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 102)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 102)
- المحتوى
-
ب الاستراتيجيات الاسرائيلية؛ آلياتها ومخاطرها وتناقضاتها
لقد كانت اسرائيل تفتقر الى العمق الاستراتيجي قبل العام 157177 . وبعد الهزيمة العربيةء جاءت خطة الون
لتقدم برنامجاً أمثل لاعطاء اسرائيل أقصى حد من الامنء مع تقليص اضرار ضضم الاراضي المحتلة الى أدنى حد
ممكن؛ وهي اضرار من طبيعة ديمغرافية بالدرجة الاولى. فكيف ترجم ذلك على الارض ؟ هناك وغليفتان
للمستوطنات, هما رسم الحدود والقيام بدور دفاعي ما. ويرى المؤلف ان الوظيفة الاقتصادية تعد وظيفة ثالثة,
لكنها ثانوية» كما سوف يبين في اثناء التطرق الى الاستراتيجية النفعية. وبالنسبة الى الوظيفة الدفاعية, فقد كانت
تكمن في تشكيل المستوطنات ل «مكابح مؤقتة» تعرقل أي هجوم عربي حتى تعبئة تصاهل؛ ولكن؛ ما القيمة
العسكرية التي ظلت المستوطنات بعد تجربة حرب تشرين الاول ( اكتوبر) 1517؛ عندما تم اخلاء
المستوطنات ؟ تلك احدى اربع مساوىء كبرى في استراتيجية اسرائيل الاقليمية, يقول ديكوف. والمساوىء
الثلاث المتبقية هي : الكلفة البشرية والمالية للاحتلال؛ والمصدر الخارجي للخطر. والمذهب العسكري «الدفاعي».
ولا يرى المؤلف ان استراتيجية شارونء على سبيل المثال» هي استراتيجية هجومية» لأن أي هجوم تقوم به
اسرائيل؛ في نظرهء هو هجوم وقائي, وان هدف الى تطبيع المجال. أما بالنسبة الى المستوطنات في الاراضي المحتلة,
فهيء في نظره أيضماً؛ ليست ذات جدوى استراتيجية كبيرة من وجهة نظر محض عسكرية لكنها تلبي حاجة
رمزية لدى المجتمع الاسرائيلي؛ اذ تغذيه بمثال الرواد الاوائل للصهيونية. ومما يدخلء أيضاًء في مجال
الاستراتيجية العسكرية ويزيد في تمسك اسرائيل بالاراضي المحتلة؛ ان تلك الاراضي غنية بالمرتفعات, التي تظل
ضرورية عسكرياً. حتى مع التقدم التكنولوجي. وهو امر يجعل المؤلف يبدي شكوكه في امكانية تخلي أسرائيل عن
وجود عسكريء على الاقل في مرتفعات الجولان وجنوب غزة؛ وبخاصة في وادي الاردن» في حالة ايجاد حل سياسي .
لكنه يرى ان افضل طريقة لضمان أمن اسرائيل العام. على المدى الطويل» تكمن في نزع سلاح الاراضي المحتلة
وجعلها «أرضاً محايدة», مستبعداً الخوض في الجدال «الذي لا ينتهي » حول اقامة دولة فلسطينية الى جاتب
اسرائيل (كما اورد في الصفحة 05). ١
وينتقل المؤلف الى تتاول الاستراتيجية الديمغرافية واحتلال المجال البشريء منطلقاً من كون الصهيونية
مشروعاً ديمغرافياً بالدرجة الاولى, يهدف إلى تقل يهوب الشتات الى اسرائيل. وكانت الهجرة ضرورة مطلقة لتحقيق
«وطن قومى لليهود»؛ عبر استراتيجية ذات مراحل ثلاث: «الادراج في الفراغات», اي من دون أحتكاك بالعرب
والمناطق العربية؛ في مرحلة أولى» وتلتها مرحلة «التطعيم», عندما لم يعد الامر يتعلق بملء فراغات وانما بايجاد
نقاط ارتكاز في التجمعات العربية خصوصاً في الثلاثينات؛ اما المرحلة الثالتة. فقد تمثلت في استراتيجية
«الالتحام» » او تكوين تواصل اقليمي بين المناطق المتباعدة جغرافياً بانشاء شبكات من الطرق والمستوطنات
(50ذا- فشكل , وتلك كانت استراتيجية غزى الكنعانيين قديماً عندما قام يوشع بريط قبائل الشمال بقبائل
الجنوب.
ولا يطرح الخطر الديمغرافي نفسهء عندما يتعلق الامر بالتحدث عن «عرب اسرائيل» الذين كما يشير
المؤلف - خقّت عندهم وتيرة التزايد» لسببين يتعلقان بالظروف الاقتصادية: وباحتكاكهم بمجتمع اسرائيلي أكثر
عصرية. ولعله لا يضيف أن نسلهم أقل عرضة للابادة من اخوانهم في الاراضي ال محتلة العام له
وفي سعي اسرائيل لتلافي الخطر الديمغرافيء كانت الضفة الغربية مؤاتية أكثر من غزة, بفضل «فراغات»
تركتها هجرة السكان, من جهة؛ وبسبب وجود دلالات تاريخية ودينية في «يهودا والسامرة» أكثر مما في غزة. من
الجهة الأخرى. يضاف الى ذلكء ان الكثافة البشرية في غزة جعلت الوجود الاسرائيلي فيها يقتصر على اعداد اقل.
ويلخّص الكاتب عملية «المراقبة» الداخلية لعرب الاراضي المحتلة كما كان شأن «عرب اسرائيل» -
وسائل ثلاث هي: ١ التبعية الاقتصادية (الاستخدام المكثف للايدي العاملة» والتدفق الدائم لنتوجات
اسرائيل نحو الاراضي المحتلة)؛ ” التعاون الذي حقق نجاحاً معتدلاً (الوجهاء, روابط القرى)؛ ” - التجزئة
داخل المجتمع العربي (التدخل في الصراعات بين العشائر, القمع؛ ادارة شؤون المدنيين). ويستنتج من ذلك ان
المحافظة على سياسة المراقبة أمر «ممكن» تقنياًء ومحتمل سياسياًء ما دام النظام السياسي الاسرائيلي
العدد 187, أيان ( مأيى ) 19/84 لشئون فلسطيزية 6١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6699 (5 views)