شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 104)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 104)
- المحتوى
-
سب الاستراتيجيات الاسرائيلية؛ آلياتها ومخاطرها وتناقضاتها
تشكل قطاع خدمات يزوب قطاع الصناعة في اسرائيل بالايدي العاملة؛ وسوقاً لاستهلاك منتوجاتهاء ضمن
مشروع أكبر ونظارة كولونيالية جديدة تفرضها حاجة اسرائيل الى النمو خارج حدودهاء فتتجاوز الاراضي المحتلة
لتدعو الى تنمية الشرق الاوسط؛ كما جاء في مشروع بيرسء أنطلاقاً من مثلث العقل اليهودي والخبرة التكنولوجية
اليهودية داخل اسرائيل وخارجها والموارد العربية المادية والبشرية.
وينتقل المؤلفء في الفصل الرابعء الى تناول الاستراتيجية الرمزية التي تهدف, في الاراضي المحتلة» الى
احتلال المجال الدينى» فيذكر ان الصهيونية السياسية آرادت ان تكون حركة استقلال ذاتي وتحرير قومي في
سياق ليبرالية القرن التاسع عشر العلمانية. لكن ذلك التصور, المنسجم مع فورة القوميات خلال القرن الماضي,
كان في قطيعة جذرية مع نسق المرجعية اليهودية التقليدي. لذلك؛ لم يكن في الامكان «استعادة ارض الاجداد»
الا ب «عودة» اليهود الى فجر الازمنة المسيحية. اما بالنسبة الى الصهيونية؛ فكان الامر يتعلق بتنظيم هجرة
سريعة ليهود الشتات في سياق أزمات عدة (مذابح اوروبا الشرقية, مناهضة السامية في اوروبا الغربية). وتأتي
«الهجرة السياسية», وهي من اعداد البشر, متناقضة مع «العودة» الدينية التي يحدثها المسيح. وهذا ما تسيب
في اثارة غضب «الارتوذكسية» اليهودية. لكن الصهيونية لم تحدث قطيعة نهائية مع التقليد الدينيء لأن كل حركة
وطنية كما يرى المؤلف تفال محمّلة ومتأئرة بالذكريات والرموز والميثولوجيا الجماعية التي تشكل ذاكرة الماضي.
«ومن اجل فهم استراتيجية أسرائيل الاقليمية الرمزية, لابد من الانتباه الى العلاقة بين الصهيونية واليهودية»
(ص »)١77 حتى وأن كانت الصهيونية «اشتراكية» في بعض المراحل.
وفي مجال التطبيقء يجد الكاتب ان الاستراتيجية الرمزية في القدس _باعتبارها «قلب اليهودية» استدعت
«التوحيد» بين قسميهاء لأن القدس هي «القلب الحي» لليهودية وحدهاء على الرغم من «فسيفساء الاديان»» «على
الصعيد التاريخي (كانت اسرائيل امة تحت حكم داوود) كما على الصعيد الميتولوجي (قدس الاقداسء سرة
الكون: حيث خلق العالم وجرت اهم الاحداث المتعلقة بشعب اسرائيل) والروحي (القدس الدنيوية كنموذج أرضي
للقدس السماوية» مرتبطة يخلاص البشر النهائي)» (ص 5١ وذلك - كما يرى الكاتب على العكس من
الديانة المسيحية التي الحّت على المسيح وصارت علاقتها بالقدس علاقة روحية؛ وعلى العكس من الاسلام الذي
التفتء في النهاية: نحو مكة والمدينة. فيستنتج ان القدس «ليست حاسمة بالنسبة الى تاريخهما [المسيحية
والاسلام]. ولا بالنسبة الى عالمهما الروحي» (ص .)١5١ لقد صارت القدس هي «الرمز» الديني والقومي للشعب
اليهودي . وهنا فكرة قابلة للنقاش, باعتبار القدس - اسلامياً -لم تفقد من رمزيتها الدينية. ألم يعلن «الجهاد»
باسمها وهي «ثالث الحرمين وثاني القبلتين»؟ كما انها مسيحياً تشكل مهد المسيح والذاكرة الدينية لدى
السيحييية' انها مركزية يهودية قابلة للذقاشء» بل وإلدحض» حتى على الصعيد الديني. فهناك مفكرون يهود
5, مثل ابراهام ميشل على سبيل المثال, يرون أن الديانة اليهودية «ديانة زمن» تهتم بالتاريخ أكثر مما تهتم
بالجقرافيا.
أما الاستراتيجية الرمزية في : في «يهودا والسامرة», قيرى المؤلق انها فضلاً عن التبرير الرسمي (الاسياب
الاستراتيجية العسكرية)؛ توحت تبريراً جوهرياً يتمثل في «وعد الله لليهود» بآن يقدم لهم هذه الارض الى الابدء
وذلك على الرغم من تناقض المشروع الصهيوني مع جوهر اليهودية. وحتى اذا لم يكن من الممكن اضفاء شرعية
قانونية على احتلال الاراضي بدوافع استراتيجية عسكرية؛ فمن الممكنء في المقابل» ايجاد شرعية لذلك الاحتلال
عبر استدعاء افكار وقيم دينية متعالية. لذلك: فان الفائدة العسكرية للاراضي المحتلة قد تخضع للجدال؛ لكن
قيمتها الرمزية لا يمكن الا قبولها دفعة واحدة: أ رفضها دفعة واحدة كذلك. لقد ظلت غزة والجولان على اطراف
الحيز الخيالي اليهودي: بينما احتلت «يهود! والسامرة»», مركزه: حيث توجد القدس. ويستنتج ديكوف وجود
مركزية مزدوجة بالنسية الى الضفة الغربية؛ مركزية ايديولوجية (مستعادة) وسياسية (متنامية): الامر الذي
يجعل اي تنازل اسرائيلي عنها «في منتهى الصعوية», وهو تنازل قد يؤدي الى ظهور «تصدعات في المعسكر
اليهودي» (ص .)١5١١ وينهي الفصل الرابع بهذا السؤال الحل: كيف يمكن التخلي عن ارض لا يمارس فيها
اليهوب حق ملكية بالمعنى الدقيق للكلمة. ولكنهم تلقوها «هية من الرب» ؟ انه سؤال ديني يطلب اجاية
العدد 187: أيأر ( مايى ) 1584 يون فلعطلزية 1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 182
- تاريخ
- مايو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6699 (5 views)