شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 105)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 105)
المحتوى
محمد علي اليوسفي حسم
سياسية! ومع ذلكء فانه سؤال يطرحء انطلاقاً من مغالطة دينية: فهل تلقّى اليهود تلك الارض من الله؟
يتضح لنا منهج الكاتب أكثر, وهو يولد قناعات ما في الفصل الاخيرمن الكتاب, ويتعلق بتقويم الاستراتيجية
الاقليمية الاسرائيلية. فهو يرى ان هناك؛ أيضاًء مطامع اردنية في الضفة؛ وأخرى سورية؛ تتمثل في اعادة انشاء
سوريا الكبرى «الغابرة»! ذلك أن اي مشروع يستند الى عمق تاريخي يغدى «غايراً» عنده, الا في حالة اليهود»
أى استناد اسرائيل الى التوراة. ويضيف الى تلك الاطراف المتصارعة على الضفة الغربية منظمة التحرير
الفلسطينية التي تريد ان تجعل منها قاعدة دولتها المستقلة؛ أونقطة انطلاق لمتابعة الصراع ضد اسرائيل. لذلك,
يتبنّى وصف الضفة الغربية بكونها «نتاج تقاطع بين المجموع الاسرائيلي والمجموع الاردني» (ص 1/4). وهي
تكشف عن وجود «فاعلين متعددين», انطلاقاً من ثنائية تتقاسمها الاردن واسرائيل, وتضاف اليها التعددية
الكامنة التي تشمل م.ت.ف. وسورياء وبشكل أعمّ البلدان العربية الاخرى؛ ويشيرء أيضياً؛ الى وجود تعدد آفاق
أى «منظورات مجالية»: فيمين ثلاث مجموعات فرعية» داخل المجموع الاقليمي, تدخل ضمنها الاراضي المحتلة:
المجال «البريطاني» (فلسطين وشرق الاردن)؛ ثم المجال الشرق أوسطي (من مصر الى تركيا) ؛ وأخيراً مجال العالم
العربي (من المغرب إلى المشرق).
ويصف الاستراتيجية الاقليمية المطبقة في الاراضي المحتلة بكونها «استراتيجية مراقبة» معدلة عمًا طبّقته
اسرائيل في اراضي 1544؛ وهي مراقبة عسكرية أساساً (قمع؛ اعتقال؛ هدم بيوت)؛ لكنها سياسية أيضاً (مرقلة
عمل المؤسسات الفلسطينية)؛ واقليمية (تحديد اراضي الفلسطينيين واقامة مستوطنات يهودية) . ولدى تقويم
فعالية الاستراتيجية الاقليمية؛ يجد المؤلف انها فعالية كبيرة لأنها تستند الى ايديواوجيا متينة البنية والى وعي
قومي بالوحدة القومية لدى الجماعة, باعتبار الصهيونية أيديولوجية «عودة» اضفت مشروعية على مجيء اليهود
الى فلسطين. ويرى انها لم تكن الايديولوجية الوحيدة التي أوجدت تبريراً شرعياً لهجرة سكان نحو أراض بكر
(أى معتبرة كذلك)» فيقارنها بالمثال الاميركي في غزى العالم الجديد. ويجعل من التشابه عنصر تأويل للتقاري
الحالي بين الولايات المتحدة واسراكيل, وذلك لاشتراكهما في استراتيجية اقليمية تبرّرها أيديولوجيا حيوية متميزة
بمجيء رواد يغادرون عالماً قديماً ليناء عالم جديد.
وهنا ينسى الكاتب تحليله السايق الذي يعتبر ان الاسرائيليين «عادوا» الى فلسطين التي طردوا منها ولم
يغزوا أرضاً بكراً. كما انه يتجاهل الاسباب الحقيقية التي تكمن وراء الاحتضان الاميركي لأسرائيل, وليس هنا
مجال ذكرهاء فضلاً عن انتفاء البواعث الميثولوجية الدينية في أمثلة اخرى يذكرها (استراليا) أو لا يذكرها
(جنوب اقريقيا)ء مما يجعل المقارنة ضعيفة.
ويذكر.ء يعد ذلك, أن جدوى الاستراتيجية الاقليمية الاسرائيلية تلوح في تمكنها من مراقبة الوضع في
الاراضي المحتلة وتفادي وجود اعمال عنف يومية(كما في ايرلند!)» على الرغم من بعض الاحداث المتقطعة . لكنه
يرى ان ذلك النجاح لا ينفي «وجود احتمالات القطيعة» (ص ‎.)١54‏ . وهذه الاحتمالات هي التي يفرد لها خاتمة
الكتاب تحت عنوان «تهديدات محدقة بالاستراتيجية الاقليمية»»: ليلاحظ أن الاستراتيجية الاقليمية ف مجتمع
مقسم ويعاني من نزاع داخلي» انما تأتي لتزيد في حدة القطيعة بين القوميات. وهذ! مأ يتبين عبر الانفلاق
الحاصل بين العرب واليهود. والذي يحد من العلاقات الاجتماعية في العمل والسكن والمدارس وأماكن التسلية:
وقد تدقع الاستراتيجية الاقليمية بالمجموعة الخاضعة الى مرتبة التبعية» فلا تستطيع التحرر منهاء الا بالتمرد
عليها ومواجهتها.
ويرجع فعالية نظام المراقبة الى الكثافة الامنية وتعدد اجهزة الامن التي حالت دون قيام عصيان مستمر أو
انتفاضة موسّعة. وذلك عبر كشف اجهزة الامن للخلايا السرية التايعة لمنظمة التحرير الفلسطينية: وقمع
التظاهرات » وتحطيم الاضرابات؛ واستغلال الانقسامات في المحيط العربي, فضلاً عن التبعية الاقتصادية
الفلسطينية ازاء القطاع اليهودي, الامر الذي يعني فقدان الاستقطاب. لكنه يستدرك: معتيراً أن الاستراتيجية
الاقليمية في الاراضي المحتلة» وأن لعبت دوراً في تخفيف التوترء عبر جعل الاقليات مستقلة بذاتها
15484 ‏نشؤون فلسطرنية العدد 187 أيار ( مايى)‎ 1١
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6699 (5 views)