شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 106)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 182 (ص 106)
المحتوى
سس الاستراتيجيات الاسرائيلية؛ آلياتها ومخاطرها وتناقضاتها
(لتشعر بطمآنينة سيكولوجية): تخلل, على المدى البعيدء محافظة على النزاع العربي ‏ اليهودي في حالة كمون
يمكن أن تصير عامل استقطاب؛ وهدفاً مفضلاً للمجموعة الخاضعة. ويقدم جملة افتراضات تبرهن على ذلك,
وتتمثل في التوسع السكاني لصالح العرب؛ والنضج السياسي في الضفة الغربية وغزة, فضلاًٌ عن ظهور وحدة
الهوية والانتماء حتى لدى عرب 134/8: أذ انهم يحتفلون بيوم الارض! ولاح هذا التضامن, أيضاًء في اثناء
حصار المخيمات في بيروت سنة 1547. وكذلك خلال دفن ظافر المصري وأنور نسيبة. وتلعب الاتصالات العديدة
بين فلسطينيي الاراضي المحتلة والجليل والنقب والاردن والشتات: دوراً كبيراً في بلورة الشعور بالهوية الوطنية.
ويسعى الفلسطينيون الى تحقيقها عبر التخلص من الهيمنة الاجنبية» سواء أاسرائيلية كانت أم عربية.
ملاحظات لا بد مثها
ينطلق ديكوف من نظرة غربية محتضنة لأسرائيل ويعرّ عليه تشويهها. واذ يعمد الى تقويم الاستراتيجيات
الاسرائيلية فانه يتهرب من استنتاج ما يسيء الى اسرائيل» حتى وان استنتج «بعض» ممانعة الفلسطينيين
المهددة. انه يمعن في التبرير ويدعي بالموضوعية (الذاتية) حتى لدى تناول عمليات اسرائيل العدوانية والتي تغدو
ارهاباً. لا مقاومة: عندما يمارسها الطرف الآخر. لذلك؛ لا يستخدم المصطلح الفلسطينيء الا اذا وجد له مسوغاً
غربياً؛ ثم ينساه, مفضلل «يهودا والسامرة», «توحيد القدس». الخ.
ويبدى منهجه قريباً من المذهب الهيغلي؛ وهى يتبنى فكرة يهودية» ذات مصدر دينيء تتحقق عبر التاريخ,
محدتة أمراً واقعاًء لا يبالي بضحاياه. هكذا يبدو القلسطيني ‏ بل «العربي»» لآن الهوية الفلسطينية لم تتبلور
بعد ‎ !‏ في مرآة الاستراتيجية الاسرائيلية, وفي منهج المؤلف, «عنصراً أهلياً», ضعيف الصلة بشتاته؛ ذلك ان
المؤلف لا يمدي كتابه «الى تسوفيا وانزي طفلين من القدس» فحسبء بل يصدّر فصوله؛ غالباً؛ بمقتطفات من
التوراة» تبدى تفهماً ل «العمق التاريخي» الذي انطلقت منه ‏ اليه دولة اسرائيل على حسابٍ عمق آخر مفقود
- في الكتاب - وينسى على خطى الاستراتيجية الاسرائيلية ‏ السكان الاصليين قديماً؛ وهم اليبوسيون
والكنعاتيون وحديثاً الفلسطينيون, فلا يظهر تاريخهم الا ابتداء من الانتداب البريطاني. ذلك ان «العنصر
الاهلى» يعرقل بوجوده ممارسة اليهود «دق العودة»؛ كما أنه يغيبء ما عدا في الاستنتاجات النهائية ‏ باعتباره
من المخاطر المحدقة بالاستراتيجيات الاسرائيلية ‏ عن المنهج الذي يتوخّاه ديكوف, ما دام يتعامل مع أمر واقع
اسرائيي» لا يخقّف من غلوائه؛ لدى المؤلف. سوى احتمائه بأقل مما تعترف به بعض المجتمعات الدولية؛ حتى
في مجال التسميات.
ويريط الكاتب بين اسرائيل وتاريخ الشعب اليهوديء كما يريطها بالوكالة اليهودية في الماضي القريب,
وبالمؤسسات الصهيونية العالمية: و«بجالياتها» في العالم حالياً؛ بينما يبدى وكأنه يضع حدوداً بين م.ت .ف.
وفلسطينيي الاراضي المحتلة» و كذلك بينهم وبين الشتات الفلسطيني, فتغدى الضفة الغربية أرضاً ضائعة بين
انتماءات اقليمية متعددة. كذلك يبدو ما يحققه الفلسطينيون وكأنه متأت من مصدرين: الاستفادة من اسرائيل,
ومن تناقضات استراتيجياتها التي تزود «المجموعة الخاضعة» بممانعة متزايدة وفاعلة في بلورة الهوية الوطنية
وفق ما تسمح به الديمقراطية الاسرائيلية, بعيداً من الدور الحاسم الذي تلعبه قضصية مثارة عا ميأء بحرويها
ومجازرها ولحظات تألقها وانتكاساتها.
لكن كتاب ديكوف يبدو وكأنه ينتهى من حيث بدأت الانتفاضة الاخيرة في الاراضى المحتلة ؛ وذلك لتوفر يعض
الشروط التي ذكرهاء والتي تشكل بعض تناقضات الاستراتيجيات الاسرائيلية: وبخاصة عدم وجود تفاعل ( كما
في المجال الاقتصادي ) بل قطيعة بين قوميتين؛ الى جانب اشارته الى كون التبعية لا تنتهي الا عبر التمرد
والمجابهة؛ وذلك على الرغم من مبالغته في تقدير فعالية الامن الاسرائيلي الذي حال دون عصيان مستمر أى
انتفاضة, وفي ادعاء الطمأنينة السيكولوجية التي وقّرتها الاستراتيجية الاسرائيلية ل «الاقليات» الاخرى.
ومع ذلك؛ فقد حدس يما بدأ يحدث؛ انطلاقاً من رؤيته لكون الاستراتيجية الاقليمية حافظت على
العدد 181. أيأى ( مايى ) 15484 لَمُوُون فلصطنية ‎1١6‏
تاريخ
مايو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 5022 (6 views)