شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 5)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 5)
- المحتوى
-
عواد طاهر الاسطل سس
للسلوك, على المستوى الفردي والجماعي؛ ترجمت في شكل بعض الظواهر الاجتماعية - النفسية, التي
حالت دون شعور الفلسطينيينء منذ ذلك الحين, بالجدارة الشخصية. ومن اهم هذه الظواهر:
الاتكالية, والعجن والاغتراب: والاحباط, والركود: والاضمحلال (انعدام الروح الجماعية
والسلبية)(). وعلى الرغم من ان الاحتلال الاسرائيلي للضفة والقطاع أدى الى تفتت آخر للبنية
الاقتصادية . الاجتماعية في المنطقتين »مما قاد؛ بدروهء الى أزدياد حدة الآثار السلبية لتلك الظواهرء
الا ان الواقع الجديد افرز العديد من الاوضاع الاجتماعية التي تجعل من عملية التعبئة الشاملة
امراً ممكتاًء اضافة الى وجود الطرف الفلسطيني المنظّم (منظمة التحرير الفلسطينية) القادر على
القيام بتلك المهمة. ومن أهم هذه الاوضاع:
١ عانى الفلسطيتيون» منذ نكبة 54 15, من انحسار المكانة أو «التراجعية», نتيجة لفقدانهم
احترام منزلتهم. فكان رب فعلهم الطبيعي هو التقوقع على انفسهم؛ ورفض المخاطر الكامنة في العمل
على اخراجهم من وضعهم. واذا كان مفتاح عملية التعبئة يكمن في تفتيت القيم والمعايير القديمة؛ فان
تقوقع الفلسطينيين لا يمكن ان ينتهيء الا اذا اصبحوا قادرين على اقامة علاقات ايجابية مرهونة
باستعادة شعورهم بالجدارة . وهنا يعتبر البعض ان نكسة حزيران ( يوتيى ) 11717 ساهمت في اعادة
احترام الفلسطينيين لأنفسهم؛ لأنها أوضحت لهم ان العرب الآخرين لم يكونوا أكثر قدرة على حماية
أوطانهم مما كانوا هم عليه العام .١144/ وعلى ذلك؛ وجد احتمال كبير ان يقيل الفلسطينيون, بعد
حرب /19717, ميد الاعتماد على النفس (الذي نادت به حركة المقاومة الفلسطينية)؛ وان يكون هذا
المبدأ موجّهاً لسلوكهم!")
- يرى دانيال ليرنر ان التعبئة قد تنتج عن نم عملية الاتصال (وليس دائماً عن بناء المصانع,
أى وجود درجة معيّنة من التحضر ). فعملية الاتصال قد تؤدي الى زيادة التطلعا ات؛ وهذه اذا لم
تتحققء فأنها قد تؤدي الى التغير الاجتماعي» نظراً الى ان عدم تحققها يؤدي الى ما يعرف بثورة
«الاحباطات المتنامية». وفي هذا المجالء فان الواقع الفلسطيني يعتبر صورة متكررة لثورة
«الاحباطات المتنامية». وإذا كان ظهور حركة المقاومة الفلسطيذية جاء ليشكل خروجاً بالذات
الفلسطينية من حالة الاحباط التي تعيشها("), فانه قد اعطاها الفرصة لتخلق تطظعات + جديدة: قد
يؤدي عدم تحقيقها الى ثورة احباطات متنامية جديدةء مما يحمل امكان تحركهم لتغيير
تتأثر عملية التعيئة بمدى تعقّد البتاء الاجتماعي (كما يرى صموئيل هنتنغتون 0 كلما كان
اج اكثر تعقيداً. أي قائماً على التدرج الطبقي, كلما كان من المحتم ان تكون عملية التعبئة
تدريجية. اما المجتمع المتذرر, اي الذي يقوم على تحرر الفرد من العلاقات العضوية التي تشد ابناءه
الى الوجود التقليدي: بمؤسساته الاجتماعية وعاداته وقيمهء فانه يصبح أكثر قابلية للتعبئة ولافراز
الحركات الثورية الجذرية. ويناء على ذلك؛ فالمجتمع الفلسطليتيٍ بصفة عامة؛ ومجتمع الضفة
والقطاع» بصفة خاصة: لانه يعيش لحظات الحرب التي توؤّدي أفقياً ورأسياً الى درجة من التذرر
الاجتماعيء فانه مهيأ لعملية التعبتة, نظراً الى ان الحروب تحطم الوحدات الاجتماعية التي تضبط
سلوك الافراد. وهذ! ما يفرض على القرد ان يختار بنفسهء سلوكهء وان يتحكم فيه» وهو مأ يدفعهء
بدورهء الى ارتباطات ثورية تعبّر عن نفسها في وحدات جديدة!؟).
3 -نظراً الى ان المجتمع الفلسطيني تربّى على الاغتراب: والاحباط أي أنه عاش حياة الهامشية
الاجتماعية» فانه أكثر استعد اداً لتقيّل الافكار الثورية الجديدة.
ءًّ لثؤون فلسطزية العدد ,١67 حزيران ( يونيى) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 183
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)