شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 41)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 41)
- المحتوى
-
د. أحمد سعيد توقل ست
حاول الزعماء الاسرائيليون التغني بديمقراطيتهم.
وكان تيودور هرتسلء الذي يعتبر فيلسوف الحركة الصهيونية؛ اعلن عن احتقاره للديمقراطية
في يومياته, وكتب أن «الديمقراطية هراء سياسي لا يصدر الا من جمهور الرعاع في صورة ثورة». كما
هاجمها بعنف؛ وقال ان «الاضواء التي تقدمها الديمقراطية كاذبة وخيالية؛ كثيراً ما تختبىء وراء
شعاعها امور لا تلبث ان تؤدي الى فضائح؛ وان من سيئات الديمقراطية كثرة الالحاح على الاعلان؛
وهذا النوع من الاعلان يفقد الاحترام الذي هو ضروري للحكومة». واعلن هرتسل صراحة: «انا ضد
الديمقراطية . أن أمم الوقت الحاضر لا تلائمها الديمقراطية في الحكم. وانا اعتقد بأنها ستزداد عدم
ئمة لها يوماً بعد يوم». وعارض الزعيم الصهيوني الاشتراكية كمعارضته للديمقراطية!7"). كما
3 حاييم وايزمانء اول رئيس لدولة اسرائيلء بحجب الديمقراطية عن العرب لاعتقاده بأنها
ستصبح مهزلة: اذا سمح للعرب بممارسة الديمقراطية كاليهود!*).
ولا نعتقد بأن أي نظام قائم على ممارسة العنصرية والتمييز العنصري هو نظام ديمقراطي
حقيقي. ولهذاء فان الديمقراطية والصهيونية خطان لا يلتقيان أبداًء مهما حاول قادة اسرائيل
وحلفاؤهم اظهار اسرائيل بأنها البلك الديمقراطي الوحيد في المنطقة. ويريط سفاح مجازر صبرا
وشاتيلاء أريئيل شارون» بين ديمقراطية اسرائيل وديمقراطية الولايات المتحدة. وفي مقالة له نشرها في
صحيفة «الوول ستريت جورنال» الاميركية؛ طالب بالدعم الاميركي للمحافظة على ديمقراطية اسرائيل»
لأنها «كانتء وستظلء ديمقراطية؛ وعلى الولايات المتحدة ان تواصل دعم دولة اسرائيل باعتبارها
الدولة الديمقراطية الرائدة الوحيدة في الشرق الاوسط»(”").
ويبدى أن الديمقراطية التي تريدها اسرائيل هي ديمقراطية يهودية فقطء أي للاغلبية» وليس
للعرب الذين يمون الاقلية الآن. ومع كل هذه الممارسات العنصرية ضد العرب وحرمانهم من
حقوقهم السياسية, الا ان ألوعي السياسي يزداد يوماً عن يوم عندهم .ولم تنجح السلطات الاسرائيلية
في منع العرب من اعلان معارضتهم لسياسة مصادرة الاراضي العربية التي تنتهجها اسرائيل»
وخرجت الجماهير في تظاهرات ضاخبة في «يوم الارض» الموافق / ٠ آذاى (مارس) 1977: وقاموا
باضراب شامل في المناطق العريية» خاصة في قرى سخنين وعرابة ودير حناء في الجليل. واستشهد, في
ذلك اليوم: ستة؛ وجرح عشرات من المتظاهرين العرب برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلية. منذ ذلك
الحين» والجماهير العربية تحتفل, سنوياًء في هذه المناسبة الوطنية. وانتقد الصحفي اليهودي ايلي
تابور؛ في صحيفة «هعولام هزيه», موقف حكومته من العرب لاشتراكهم في «يوم الارض»» وكتب: «لم
يحدث, أبداًء تفاهم بين العرب واليهود. ان الاعوام الماضية هي اعوام من السلب وسرقة الاملاك
العربية المتروكة واعمال مصادرة واضطهاد قومي وتخلف اجتماعي واقتصادي. وهذه الاعوام هي
بمثابة أرض خصبة تكفي للثورة؛ وليست هناك حاجة الى التحريض من أجل ذلك لا من موسكو ولا
من منظمة التحرين!1.
كما يشارك العرب في جميع المناسبات القومية والعربية التي تحدث. وخلال حصار بيروت العام
١58 من قبل الجيش الاسرائيي؛ ومجازر صبرا وشاتيلاء سارت الجماهير العربية بتظاهرات
احتجاج واستنكار للممارسات الاسرائيلية ضد اللبنانيين والفلسطيذيين في لبنان. كما قامت بجمع
التبرعات لمساعدة سكان المخيمات الفلسطينية في لبنان خلال حرب المخيمات. وآخيراً. عبروا عن
تضامنهم مع الانتفاضة البطولية التي يقوم بها الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة
54 شْيُونُ فلسطفية العدد 187١.ء حزيران ( يونيى) 1544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 183
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10398 (4 views)