شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 57)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 57)
- المحتوى
-
وحيد عبدالمجيد سح
الاساسء الى الوصول الى الجيوب العربية من طريق التظاهر بالدفاع عن المصالح العربية» وبالتالي
يتقاتلون للحصول على تمويل عربي لأنشطتهم؛ ولا يتصلون بمكاتب الجامعة العربية, لأنها تعاني
من قلة التمويل('")., وعلى الرغم من هذه الصورة المؤسفة. يصعب القول ان جميع العاملين على
المسرح السياسي في الولايات المتحدة من الاميركيين العرب يفتقدون المشاعر القومية على هذا النحى؛
ولا يمكنء بأي حالء استبعاد ان بعضهم على الاقل يعمل بنوايا مخلصة للقضية العربية . فمن طبائع
الامور ان يثير النشاط اليهودي المكثفء وما ينطوي عليه من استفزان مشاعر مضادة لدى الاميركيين
العرب. والمؤكد ان التغطية الواسعة لاحداث الانتفاضة الفلسطينية والقمع الاسرائيلي الوحشي لها في
الاعلام الاميركي: خلال الفترة الماضية, يستثير لديهم مشاعر صادقة لا يمكن انكارها. واذا كانت
منظمات الاميركيين العرب لا تتصل بمكاتب الجامعة العريية» فالمرجح ان القصور يقع على عاتق هذه
المكاتب التي يعاني معظمها من الاداء البيروقراطي والمظهري الذي يعكس عجز الوضع العربي
العام. ولوكاذت هذه المكاتب تقوم بعمل جدي بالفعل» لبادرت؛ منذ سنوات طويلة؛ الى تنظيم الاميركيين
العرب, وتعبئتهم سياسياء في مواجهة جماعة الضغط اليهودية: وإلى التحرك للتأثير في الانتخابات
الاميركية والاتصال بالمرشحين ومهاجمة مواقفهم المنحازة الى اسرائيل.
لكن هذا لا يعني ان السياسة الاميركية الاستعمارية المؤيدة لأسرائيل هي مجرد استجابة
لأنشطة جماعة الضغط اليهودية؛ لأن جانباً اساسياً من هذه السياسة يعكس المصالح الاستراتيجية
الاميركية في الهيمنة على المنطقة بما ينطوي عليه ذلك من دور بارز لاسرائيل» كقاعدة متقدمة في قلب
هذه المنطقة. ومع ذلكء فهذه العلاقة الاستراتيجية الاميركية - الاسرائيلية لا تصل الى مستوى
التطابق في المصالح» لأن هذا التطابق لا وجود له بين كيانين سياسيين في العالم المعاصر. فاذا تصورنا
أن هذه العلاقة يمثلها متواصل يضم النقاط من ١ الى ,٠١ لأمكن القول ان المصلحتينء الاميركية
والاسرائيلية» تتطابقان في المنطقة من 7 الى 4 على سبيل المثال» بينما تظل هناط منطقتان ١( و" من
ناحية؛ و 4 ى ٠١ من الناحية الاخرى) تمثل كل منهما المصلحة المتميزة لكل من الطرفين. وفي هاتين
المنطقتين يمكن ان تتفجر الخلافات بين الولايات المتحدة واسرائيل. وقد تفجّرت؛ بالفعل؛ في مناسيات
مختلفة. وهنا يأتي دور جماعة الضغط اليهودية في حسم هذه الخلافات لمصلحة اسراكيل, وكمثال على
ذلكء نجد ان من مصلحة الولايات المتحدة, اقتصادياً واستراتيجياً. بيع اسلحة الى دول عربية,
كالسعودية والاردن على سبيل المثال. لكن جماعة الضغط اليهودية تتحرك لمنع الولايات المتحدة,
وتنجح في ذلك على الرغم مما قد يؤدي اليه من اتجاه هذه الدول العربية للبحث عن الاسلحة التي
تحتاجها لدى الاتحاد السوفياتي. ومعنى ذلكء ان هناك مجالات ممكنة لحركة جماعة ضغط عربية
في الولايات المتحدة؛ وهي المجالات ذاتها التي تتحرك فيها بفاعلية: الآن؛ جماعة الضغط اليهودية؛
وهي فقط المجالات التي تقع خارج نطاق منطقة التطابق في المصالح بين الولايات المتحدة واسرائيلء
لا اكثر. اما تصور امكان تأثير عربي في الانتخابات الاميركية يتجاوز ذلك فهو يندرج في اطار الاوهام
السياسية التي تكثر الانظمة العربية من التعلق بها في هذه المرحلة؛ ناهيك عن تصور ان تؤدي
الانتخابات الاميركية؛ في ذاتهاء ولغير سبب مفهوم, الى تغيير الموقف الاميركي المنحان الى اسرائيل» أي
الموقف الذي يقع داخل منطقة التطابق المشار اليها. وهذا التصور الاخير هو ما تعودنا عليه كل اربع
سنوات, عندما يحل عام الانتخابات الاميركية؛ من دوائر رسمية وإعلامية عربية عديدة. والمأمول ان
تتقلص هذه الظاهرة المرضية؛ بعد ان ساهمت ادارة ريغان الثانية التي ستنتهي مدتها في كانون
الثاني ( يناير ) المقبل» في تحطيم اسطورتين عربيتين طال ترديدهما(*'). اولاهما اسطورة افضلية
آمك اشيون فلسطيزية العدد 186, حزيران ( يونيى ) 154/4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 183
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)