شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 65)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 65)
- المحتوى
-
د. عبد الوهاب محمد المسيري
ذلك النازيون والصهيونيون, قبلت بمعيار المنفعة الماديء وهى المعيار الذي يشكّل الاطار الفلسفي
والعاطفي للابادة. ونحن لا نقول ان الموقف المادي النفعي من الانسان يؤديء بالضرورة: الى الابادة؛
ولكننا نوب تأكيد انه يخلق تربة خصبة لتقبل مثل هذه الافكار.
هذا هى الاطار الغربي الالماني العام الذي أدى الى احتدام التناقضات والثورات داخل
المجتمع الالماني: والذي أدىء في نهاية الامر, الى تقجر الوضع الداخلي والى ظهور الافكار الشمولية
الاستعبادية, مما أدى الى انتخاب هتلر وتوليه الحكم. كعضو في ائتلاف حاكم؛ ثم, اخيراً كمستشار
(ع1اءع سمط ) في ٠١ كانون الثاني ( يناير) 51 .3١5
ولكنء الى جانب هذه الظروف العامة, توجد ظروف خاصة بأعضاء الاقلية اليهودية في المانيا في
تلك المرحلة الحرجة؛ ساهمت في ان يتحول الموقف المتفجر الى وضع مدمّر بالنسبة اليهم, والى غيرهم
من الاقليات.
ولم يكن للاقلية اليهودية في المانيا وزن عددي يذكر. فمن الناحية الكمية المحضة, لم يكونوا
يشكلون أي تحد خاص بالاغلبية الالمانية الساحقة؛ كما يدل الجدول التالي:
كما يلاحظ من الجدول ان الاقلية
اليهودية لم تكن اخذة في التزايد» على الرغم السنة العدد |النسبة المثوية من السكان
من الانفجار السكاني في اورويا في القرن كلما 0 يفيل
التاسع عشر (ازداد عدد يهود شرق أورويا 1 كله كل
6 حوالى سبعة أضعاف). 14 00 ا
كما أن نسيتهم الى عدد السكان كانت الخذة 1 ره ل
في التناقص؛ ؛ بل ان عددهمء بشكل مطلق» 196 360١ 0
كان آخذاً في التناقص بعد العام 2151١
بسبب التخصّر والزواج المختلط الذي بلغت نسبته 5,5 بالمئكة من كل الزيجات اليهودية بين 19171
0
ولذاء لم تكن المسألة اليهودية؛ في المانياء كامنة في الكم ( كما كان الوضع, الى حد ماء في شرق
أوروبا )» وانما في الكيفء وعلى وجه التحديد في وضع اليهود الوظيفي المتمين الذي تأر وبعمق»
بعملية التحديث في المانيا. فقد كان اعضاء الاقلية» حتى نهاية القرن الثامن عش يعيشون: أساساًء
في الريف والمدن الصغيرة. ولكن مع بدايات القرن التاسع عشر وظهور الاقتصاد الجديد. هاجرت
اعداد هائلة منهم الى المدن الكبرى. ومع نهاية القرن, كانت غالبيتهم تقيم في المدن الكبرىء مثل
برسلاى وليبزيغ وكولون: بالاضافة الى هامبورغ وفراتكفورت: وفي برلين, بالدرجة الاولى؛ التي كانت
تضم ثلث يهود المانيا.
وأدى تركز اليهود في المدن الى وضوح تمايز اليهوب الوظيفي والمهني؛ وهي ظاهرة موغلة في القدم
في دول وسط اوروياء خاصة المانيا. فاعضاء الاقلية اليهودية في الامارات الالمانية كانوا يضطلعون
بدور التاجر والصيرفي والمرابي في العصور الوسطى؛ ثم تم طردهم من مدن واإمارات المانية عدة؛
ولكنهم هاجروا منها الى مدن وامارات المانية أخرى. وعلى كل: مع حلول القرن السادس عشر سمح
لليهود بالاستقرار في كثير من المدن والامارات التي كانوا طردوا منها؛ وقد تمّ استقدامهم كعنصر
تجاري نشط لديه رأس المال اللازم والاتصالات الدولية. وكان يهود المارانوس» الذين طردوا من
5 ارون قلسطرزية العدد 185 حزيران ( يونيى ) 1914/4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 183
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22198 (3 views)