شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 66)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 66)
- المحتوى
-
ب الابادة النازية لليهود؛ أسبابها التاريخية والحضارية
شبه جزيرة اليبرياء من أهم العناصر. وعادة ما كان يتم استقدام اليهود ( سواء في العصور الوسطى
أم في القرن السادس عشر ) بأمر من الامبراطور؛ فكان اعضاء الاقلية اليهودية يتبعونه مباشرة,
ويشكلون مصدر دخل كبير له؛ ان أنه كان يتم اعتصار الجماهير من خلال الفوائد الضخمة التي
كانوا يحصلونها على قروضهم (وهي قوائد كان يحددها الامبراطور؛ ثم يستولي على نسبة ضخمة
متهاء من طريق الضرائب ألتي يقرضها على اليهود). وقد برزت» في القرن السادس عشرء ظاهرة يهودي
البلاط الذي كان يدير الخزانة الملكية: ويعقد الصفقات والقروض بالنيابة عن الامراءء» ويموّل
الحروبه ويدير الاتصالات التجارية اللازمة؛ ؛ أي ان اعضاء الاقلية اليهودية في المانيا كانوا مرتبطين
بالحاكم, ملتصقين به, متميزين, طبقياً ومهنياً. عن بقية افراد الشعب؛ وهو وضع ازداد تبلوراً في
القرن التاسع عشر.
وكان وجودهمء كوسطاءء أمراً واضحاً للغاية, فهيمنوا على صناعة الاثاث والملابس الجاهزة,
وارتبطوا بالصيرفة والمحال التجارية» مما حولهم الى شخصيات مكروهة من قبل الطبقة المتوسطة,
خاصة في ظروف الازمة. وقد اتضح. كذلك, وجود اليهود في مهنة الاقراض وتحصيل ريع الملكيات
الزراعية (بالنياية عن أصحاب الاملاك)؛ كما عملوا تجار مواشء» مما جعل منهم شخصيات مكروهة
من قبل الفلاحين أيضاً. وقبل الحرب العالمية الثانية كان عدد يهوب المانيا لا يزيد على واحد بالمئة,
كانوا موزعين على المهن والوظائف التالية (في برلين): /٠١ بالمئة من كل اصحاب الحوانيت؛ ١ بالمئة
من كل تجار الملابس؛ 5” بالمئة في تجارة الاثاث؛ ١7 بالمئة من كل العاملين في المصارف ؛ عشرة بالمئة
من الاطباء؛ 15 بالمئّة من المحامين.
ومن الاحصائيات الاخرى ذات الدلالة؛ ان يهود برلين الذين كانوا يشكّلون خمسة بالمكة من
سكانها وحسبء كانوا يدفعون ٠١ بالمئة من كل الضرائب. وكان يهود فرانكفورت؛ الذين يشكلون
سبعة بالمئة من سكانهاء يدفعون 8 بالمئة من ضرائبها. كما كانت نسية أصحاب الاعمال ومديري
المصارف من اليهود في برلين 00,١5 بالمئة في العام ,١81 هبطت الى 7,7" بالمئة في العام 0
ولكنها كانت نسبة عالية. وكما ذكرت «الموسوعة اليهودية العالمية» لم يصاحب الهبوط في النسبة المئوية
هبوط في النفوذ؛ ان ان اليهود كانوا يديرون أهم ثلاثة مصارف تتحكم في ٠١ بالمئة من معدل الاقراض
خلال فترة معينة (اع07 تناع +603 )؛ وكانوا يديرون حوالى ثلاثة ارباع القروض الاجنبية التي
منحت لالمانيا من العام 1174 الى العام 974١؛ وسيطر اليهود على 57,17 بالمكة من صناعة المعادن
العام 150. وهكذاء ارتبط اليهوبء في العقل الالماني» بالمشروع الحر والمضاربات والسياسات
الليبرالية. وقد كان والتر راتناىء وزير التعمير ثم الخزانة, في حكومة وأيمار» يهودياً؛ كما كان واضع
دستور هذه الجمهورية التي عمّرت لفترة قصيرة: يهودياً . وقد كانت هذه الجمهورية ترمنء في العقل
الالماني, الى الليبرالية المتخاذلة المتهالكة أمام هجوم اعداء المانيا. ومن الفارقات» ان اعضناء الاقلية
اليهودية ارتبطوا بالمثل الليبرالية» في وقت كان المجتمع الالماني: ككل, بعد تعثر التحديث فيه بدأ
يتخلى عن هذه المثل: ليبحث عن طرق أخرىء: شمولية؛ لحل مشاكله. ولعل هذا الارتباط الوثيق
الرأسمالية الالمانية ويهوب المانيا هى الذي يفسّر النقد الاشتراكي الثوري العنيف لليهودء باعتبارهم
ممثلى الرأسمالية؛ ولليهودية» باعتبارها دين الاقتصاد الجديد؛ وتفسّى أيضاً لم يوحّد ماركس بين
اليهودية وروح التجارة ويقرنها؛ وكيف كان يرى ان أله اسرائيل الطمّاع هو المال. فهذا التراث
الاشتراكي في نقد الشخصية اليهودية نابع من تربة المانية أساساًء حيث كان اليهود ممثلين,
بشكل واضم. في الطبقات الرأسمالية: ولا تنطبق بأية حال على شرق أوروباء حيث تحوّلت»
العدد 1817., حزيران ( يونيى ) 1184 لشؤون فلسطزية 536 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 183
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10406 (4 views)