شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 67)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 67)
- المحتوى
-
البورجوازية الصغيرة واليهودية الى بروليتاريا تعاني من ويلات الفقر.
ولكنء على الرغم من هذا الربط بين اليهوب, ككتلة بشرية في المانياء والرأسمالية» فان عدداً كبيراً
من المثقفين اليهود انضموا الى الحركات الثورية فيهاء وكان ارتباطهم بهاء كافراد» واضحاً وضوح
ارتباط اليهودء كجماعة, بالرأسمالية. فكان رئيس حكومة بافاريا الثورية (البلشفية) يهودياً؛ وكان
كشيرون من قيادات الحركة الثورية المتطرفة مثل روزا لوكسمبرغ» من اليهوب؛ وكان هناك شيبح
ماركس يرفرف على الجميع (ثم اتضح العام ١911 الوجود اليهودي الملحوظ في الثورة البلشفية).
وهكذا ارتبط اليهودي بالصناعة والاستغلال والمشروع الحرء وكذلك بالثورةٍ الاشتراكية المتطرفة
والحركات الثورية أي ان اليهودي أصبح رمزاً جيداً للغاية لهذا المجتمع الحديث, المبني على
التنافس الذي قوّض دعائم المجتمع الالماني المترابط وأصبح بؤرة تتجمع فيها مخاوف الطبقة
المتوسطة: التي كانت آخذة في التدهور الاجتماعيء والطبقي؛ بسبب التضخم والبطالة؛ بل أصبح
رمزأ لكل تلك القوى, من اليمين واليسارء التي أودت بالمانياء وفرضت عليها ان تذعن للحلفاء.
وحينما عاودت المانيا عملية التحديث بعد الحرب؛ تمت هذه العملية بقروض اجنبية وتحت رعاية
الدولة, أي ان النمط الاقتصادي السائد في المانيا لم يكن فيه مجال للرأسمال الحر تماماً. أو للتمط
الاشتراكي الجمعي. وارتطمت الدولة النازية بالرأسمال الحرء الذي ارتبط به اليهوبء وباليسار
المتطرف الذي تواجد فيه اليهود: بشكل ملحوظ .
ساهمت كل العوامل السابقة» بشكل أو بآخر, في عزل اعضاء الاقلية عن بقية التشكيل السياسي
الحضاري الالماني. ولكن العناصر الثلاثة التالية كانت حاسمة في فصلهم عن سواد الشعب الالماني»
وف تهشيمهم تماماً.
أول هذه العناصر الثلاتة هو العلاقة الخاصة بين اعضاء الاقلية اليهودية والمشروع
الاستعماري الالماني. وهي علاقة تعود الى منتصف القرن التاسع عشرء وتعتير أمتداداً لظاهرة يهود
البلاط. ولارتباط اعضاء الاقلية بالحاكم (وعائلة روتشيلد مثل جيد على ذلك» فهي كانت آخر اسرة من
اسر يهود البلاط وأول اسرة من اسر اثرياء اورويا الذين تولّوا مشاريع الاستيطان الصهيوني).
ومن المعروف ان وضع اليهود قد تحسّن كثيراً مع منتصف القرن التاسع عشي مع توحيد المانيا.
كان ثلاثة من أهم مستشاري بسمارك من اليهود . ويقال ان اليهودي المتنصّر فريدريك ستاهل هو منظر
الدعوة البروسية العسكرية. ولاشك في ان بسمارك؛ حسب تقاليد النخبة.الحاكمة الالمانية-كان يفكر
دائماً في استخدام اليهود في مشاريعه. ويظهر ذلك الاتجاه, بشكل أوضم. في تفكير قيصر المانيا ولهلم
الثاني: الذي كان يرى امكان استخدام اليهوب في مشروعه الاستعماري؛ كما انه كان واعياً بمقدرات
أليهود المالية وشبكة اتصالاتهم الدولية ( كانت مفاوضات هرتسل مع القيصرتدورد اخل هذا الاطار,
وانطلاقاً من هذا التفاهم الضمني ). كما ان المنظمة الصهيونية؛ في المانياء كانت لا تكف عن التحدث
عن نفع اليهود وامكان استخدامهم في المشاريع الاستعمارية الالمانية, وامكان توطينهم تحت راية
الاستعمار الالماني. وقامت جميعة الاغاثة الالمانية اليهودية بالمساهمة في النشاط الاستيطانى
الصهيوني في فلسطين ياسم الاستعمار الالماني؛ كما ان العنصر اليهودي من شرق اورويا (المتحدث
باليديشية؛ وهي رطانة المانية) كان ينظر اليهم باعتبارهم مستوطنين المان يمكن تسخيرهم في صالح
المشروع الالماني الاستيطاني. ولكن» كما هو معروف؛ أصدر وعد بلفور الذي ينطوي» بشكل ضمني»
على امكان تحويل يهود العالم الى عملاء للاستعمار البريطاني. وعلى الرغم من هذاء استمرت
11 شْيُون فلعطنية العدد 187.ء حزيران ( يونيى) 194/4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 183
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)