شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 70)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 70)
- المحتوى
-
الابادة النازية لليهود؛ أسبابها التاريخية والحضارية
الخلف. اما النانيون» فقد وافقوا على الطرح الصهيوني للقضية؛ فأوقفوا النشاط اليهودي المعادي
للصهيونية (على سبيل المثال» منعوا عقد اجتماع في ١7 تموز يوليى 115 لمنظمة التنظيم المركزي:
لأن قيادة المنظمة كانت معارضة للهجرة من المانيا). كما دعموا المؤسسات الصهيونية؛ وسمحوا
للتنظيمات الصهيونية بممارسة نشاطاتها كافة: من تعليم وتدريب على الاستيطان ونشر مجلات؛ بل
أن مجلة «جوديشن روندشا» الناطقة باسم الصهيونيين لم تخضع لاجراءات التقشف التي فرضتها
الحكومة الالمانية على جميع المجلات الاخرى. كما شجع النازيون المدارس العبرية والؤسسات
الثقافية ذات التوجه اليهودي التي تساعد على اظهار الهوية اليهودية والرجوع عن الاندماج. كما
انهم منعوا اليهود من رفع العلم الالماني» وسمح لهم برقع العلم اليهودي (علم المنظمة الصهيونية) .
ومما يجدر ذكره, انه حين استولى هتلر على السلطة العام ,١571 ظللت هناك جيوب رافضة
داخل المجتمع الالماني صعّدت المقاومة ضده من منظور ثوري, باعتبار ان النازية حركة شمولية تقف
ضد مصلحة الطبقة العاملة؛ كما كان هناك مقاومة من منظور رجعيء او تقليدي؛ وتدعمها قطاعات
معيّنة من الرأسمالية الالمانية الكبيرة؛ كما كان هناك مقاومة من منظور تقليدي (رجعي ارستقراطي)»ء
باعتبار ان النازية تقضي على امتيازات الطبقة الارستقراطية الالمانية التقليدية. فالنازية كانت؛ على
مستوى من المستويات, عملية تحديث سريعة وراديكالية تمّت تحت اشراف عناصر من البورجوازية
الصغيرة لا تحترم التقاليد وتقضي على كل الخصوصيات, تحاول ان تنجن في عشرة أعوام» ما انجزته
اورويا في مثات الاعوام. وقد تمركزت المقاومة التقليدية في الجيش ووزارة الخارجية (اللتين كانتا
تضمان اعداداً كبيرة من اعضاء الطبقة الارستقراطية)؛ كما كانت هناك حركة مقاومة ثورية نظمتها
الاحزاب الشيوعية الاشتراكية» ولكن الصهيونيين انسحبوا من كل تلك الحركات: وطرحوا فكرة
التعاون مع النازي. وقد تعمّق الامرء حينما قرر المستوطنون في فلسطين توقيع معاهدة الهعفراه, التي
أبرمت بين النظام النازي والمستوان الصهيونيء والتي تم؛ بمقتضاهاء تهجير عشرات الالاف من
اليهودء وكميات هائلة من البضائع الالمانية, نظير القضاء على المقاطعة اليهوبية العالمية للاقتصاد
الالماني (ونحن» هناء نتحدث عن التعاون المؤسسي بين النظام النازي والمنظمة الصهيونية» وليس عن
الحالات الفردية؛ مثل الفريد نوسيغ» أحد مؤسسي الحركة الصهيونية الالمانية, الذي انفصل عن
المنظمة الصهيونية وعمل في المؤسسات الثقافية الالمانية وعميلاً للغستابي ووضع خطة لابادة يهود
شرق اوروباء وقبض عليه المتمردون اليهود في غيتو وارسىء وحاكموهء وصدر الحكم عليه بالاعدام» ثم
نقذ).
وهكذا كان الجى معدّاًء تمامأء للنازيين, كي يخلّصوا المانيا من «القرباء». وقد حاول هتلر,
جاهداً. التخلص من فائضه اليهودي بالطرق السلمية «التقليدية» البلفورية أي بارسالهم الى رقعة
اخرى؛ فقام بشحن عشرة آلاف يهودي وأرسلهم عبر الحدود الى بولند! في 4؟/ ١٠15178/5؛ ولكن
الحدود البولندية كانت موصدة دونهم؛ كما ان الدول الغربيةء خاصة الولايات المتحدة الاميركية,
والتي كانت تعاني منٍ فترة كساد اقتصاديء لم تكن ترحب بوصول مهاجرين جدد اليها؛ ولعبت
الحركة الصهيونية دوراً حاسماً في تدمير كل المحاولات الرامية الى توطين اليهود في أماكن مختلفة في
العالم, مثل جمهورية الدومينكان؛ ولذاء التزمت مندوية الحركة الصهيونية؛ قولده مائين الصمت
الكامل حيال مد اولات مؤتمر افيان, باعتبارها امراً لا يخصّها (وقد فسّرت مائير موققها هذاء فيما بعد,
يأنها كانت لاتدري شيئاً عن عمليات الابادة).
كل هذه الاسباب: النايعة من الملابسات التاريخية والسياسية والحضارية العامة (أي
العدد 187, حزيران ( يوتيى) 1984 لشْوُون فلمطيزية 15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 183
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)