شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 80)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 183 (ص 80)
- المحتوى
-
سح قراءة في الوثائق الاميركية...
بدليل التوقيت والتنفيذ عالي المستوى لعملياتها وندرة أخطائها التكتيكية.
وقدرت الاستخبارات الاميركية ان الفصائل الصهيونية الثلاثة ستجبر على التوحد في مواجهة هجوم عربي .
وستستطيع الهاغاناه. بسهولة: استيعاب اعضاء الارغون وشتيرن ضمن وحدات الكوماندوس التابعة لها. وي
بداية القتال» سيحقق اليهود نجاحات ملحوظة على العرب؛ بسبب تفوقهم في التنظيم والمعدات؛ لكنهم (اليهود)
لن يتمكنوا من الصمود كثيراً. اذا تطورت المواجهة الى حرب استنزاف طويلة؛ الا اذا تم امدادهم بالرجال
والسلاح من الخارج.
والمشكلة الرئيسة التي سيواجهها اليهود عند اندلاع الصراع ستتمثل في انكشاف القطاعات اليهودية
حسب خطة التقسيم للهجمات العربية. فالقطاع اليهودي الشمال شرقي محاطء تماماًء بالعرب: الفلسطينيون
من الجنوب والغرب؛ واللبنانيون والسوريون من الشمالء والاردنيون من الشرق. اما القطاع الاهسط؛ فهو مطوق
على الجناح الشرقي بالقطاع العربي الاوسط؛ بينما يقع القطاع اليهودي الجتوبي. بين الفلسطينيين» من الغرب
والشمالء والاردنيين من الشرق» والمصريين, من الجنوب. اضافة الى ذلك؛ يضم الجزء العربي المرتفعات
الاستراتيجية في الجليل وحول مدينة القدس.
والمشكلة الرئيسة الاخرى هي وجود عدد كبير من العرب في الجزء اليهودي. حسب خطة التقسيم (على
سبيل المثال يوجد في القطاع اليهودي الشمال الشرقي 717٠١ عربي ى 57٠١ ؛ يهودي وانكشاف المستعمرات
اليهودية البعيدة. وطرق الامداد؛ للهجمات العربية. وسيؤدي هذا الوضع باليهود الى تخصيص جزء كبير من
قواهم العسكرية لاعمال الدفاع الثابت للقرى والمستعمرات المنعزلة, أى تنظيم قوات متحركة تتمركز في النقاط
الحساسة مهمتها تقديم المساعدة الى هذه المستعمرات حين الحاجة. اضافة الى ذلك ستخصص وحدات عديدة
لمرافقة قوافل التموين والامداد . وقدرت السي. آي. ايه. أن لدى المستعمرات اليهودية تمويناً احتياطياً يكفي لمدة
شهر فقط . واذا اضيف الى هذه المسائل ان قسماً كبيراً من العمال الزراعيين سيشتركون في القتال» وان
الهجمات العربية ستحول دون زراعة الحقول وجني المحاصيلء فان اليهود سيواجهون نقصاً في الغذاءء
وبستؤدي التعبئة, لفترة طويلة؛ الى استنزاف قواهم البشرية» وأنهيار اقتصادهم, ما لم يتم أمدادها باعداد كبيرة
من المهاجرين والمساعدات المادية والتموينية من الخارج.
واضافة الى تفوق القوات الصهيونية على القوات العربية في العدد. ومستوى التدريب والتنظيم, ونوعية
التسليح: واحتياطي الذخائر والمعداتء كانت القوات الصهيونية متفوقة؛ أيضاًء بمصادر تمويلها المالي
والعسكري. فالمنظمة الصهيونية العالمية كانت تملك شبكة عا مية واسعة, خصوصاً في اورويا وأميركاء لتهريب
المهاجرين والسلاح الى فلسطينء وتخصيص اعتمادات مالية ضخمة لتمويل ذلك بينما كانت الاعتمادات
العربية المرصودة لشراء السلاح ضئيلة جداً.
كان لتقديرميزان القوى المحلي بين العرب والصهيونيين تأثير حاسم في اختيار التكتيكات الاميركية المناسبة
للتهصل الى هدف اقامة دولة يهودية على أكبر جزء ممكن من الاراضي الفلسطينية. وكان المشروع الصهيوني في
فلسطين؛ الذي حضنته بريطانيا طوال انتدابهاء بدعم وتشجيع وضغط من الولايات المتحدة, قد استكمل عملياً
مقومات وجوده. لكن عصبة الامم التي منحت «الشرعية» للانتداب لم تعد تصلح لعالم ما بعد الحرب العالمية
الثانية. لذلك؛ كان لا بد من الحصول على «شرعية دولية» تناسب الاوضاع الجديدة. وكانت الولايات المتحدة
أول وأكثر الدول دعماً للمشروع الصهيوني المرحلي الذي تبلور في العام "15 والهادف الى انشاء «دولة يهودية
مستقلة» على أي جزء من الارض الفلسطينية؛ تمهيد أ لشمولها كامل الاراضي الفلسطينية لاحقاً بديلاٌ من مقهوم
«الوطن القومي» العائم, الذي اعطى لبريطانيا حق تأويل مفهومه بما يناسب سياستها في كل مرحلة. ويتجلى
الموقف الاميركي هذا في الوثائق الاميركية ذاتها عندما احتدم الجدل داخل ادارة الرئيس ترومان حول الموقف
من التقسيم؛ قبلء وفي اثناءء انعقاد الدورة الخاصة الثانية للجمعية العامة حول فلسطين في نيسان (ابريل)
4. وقد كانت توصية اغلبية اللجنة حول فلسطين بتقسيم فلسطين تستهيبء في جوهرهاء للمطالب
العدد 185: حزيران ( يونيو ) 1984 لثثون فلسازية 32723 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 183
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22202 (3 views)