شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 7)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 7)
المحتوى
ريعي المدهون سلب
فعلى الرغم من وعي الأهمية الفائقة لممارسة الكفاح المسلح ضد الاحتلال: فقد ظلت هذه
الممارسة محصورة ضمن أشكال وصيغ العمل القتالي ذي الطابع الموسمي والاحترافي. وقد أدى وجو
قوات الثورة عند تخوم الحدود الخارجية لاسرائيل؛ واقتصار شكل وعمل المجموعات المسلحة التي
نشأت في الداخل على تمثيل الخارج واداء مهماته كانعكاس له؛ الى تحديد علاقة الكفاح المسلح
بالجماهير داخل المناطق المحتلة» بما هو عمل احترافي ومن شأن مجموعات فدائية, سرية في الد اخ
وعلنية في الخارج؛ من دون ان يكون لهذه الجماهير دور مباشر, أو غير مباشر, فيه باستثناء كونها
رافداً معطاءٌ له تمده بالعناصر البشرية وتنتظر منه ان يخلّصها مما هي فيه. أما الطور الجديد من
العمل المسلح, الذي انبثق مع الانتفاضة؛ وتطور بهاء فقد غادر الصيغة السابقة في اتجاه العمل
النضالي ذي الطابع الشعبي الذي تشرف عليه قوى منظّمة وليس مجموعات مقاومة؛ أو وحدات قتالية
خاصة. ولسنا مثل هذا التحول الكبير بالغ الاهمية في التكتيك التنظيمي الخآص بتشكيل اللجان
الشعبية ذات الوظائف المتعددة. فمن بين هذه التشكيلات تظهر «القوة الضارية» التى يشير اسمها
الى طبيعة وظائفهاء بطريقة أو بأخرى. وجاء ذكر هذه اللجان؛ المرة الاولى, في بيان خاص أصدرته
القيادة الوطنية الموحدة في شباط ( قبراير ) الماضيء حمل توقيع «القوة الضارية». واتضحت وظائف
هذه القوة الجديدة» خلال الفترة الزمنية اللاحقة؛ فبرزت, بوضوح.ء في مجرى الممارسة العملية؛ ومن
خلال أعمال الحراسة الليلية في المخيمات والأحياء. وجمع المعلومات عن تحركات العدوء وتوفير
الحماية للمخيمات: واعطاء الانذارات المبكرة عن تحركات العدى وقيادة مجموعات رماة الحجارة
وملاحقة عملاء العدو والمندسّينء ومطاردة أزلام «روابط القرى» ولصوص وقطعان المستوطنين اليهون
وزعرانهم. واثبتت تجربة الشهور الثلاثة الماضية ان القوة الضاربة اشرفت, بنجاحء على عملية
اسقاط رؤساء المجالس البلدية والمحلية المعينين. وتابعت استقالات رجال الشرطة العرب. واذا كان
ثمة استخلاص من ذلك كله فهو تراجع الشكل القديم من العمل المسلح أمام المد الجماهيري الواسع
الذي بد1آ يفرض خياراته النضالية الملائمة والتي تصلح لكل مرحلة من مراحل نضاله؛ دون غيرها.
واستطراداً, تراجعت الخلية المسلحة التقليدية لصالح التشكيل الجديد؛ وتراجع مفهوم الاحتراف
النضالي لصالح الكفاح الشعبيء الذي لم يعد من عمل فئة مختارة, او متطوعة؛ من الشياب
المتحمسء بل من عمل ووظيقة جميع الفئات الشعبية والوطنية ومن جميع الفئات العمرية التى تماربس
عملا شعبياً يتصف بشبه العلنية لا يخفي فيه ممارسوه وسائل نضالهم. وهكذا مضى» دون رجعة:
الزمن الذي كانت تستمع الجماهين خلاله؛ الى البلاغات العسكرية من الاذاعات, فتكتفي بالتعبير
عن فرحتها للنجاح الذي تحققه الوحدات: أو المجموعاتء العسكرية» وتبدي حزنها وأسفها على سقوط
الشهداء من بين صفوف هذه الوحدات. ففي التشكيلات الجديدة, دخل الطفل والشيخ والمراة
والشاب» ويشارك فيها التاجر والعامل والطالب والفلاح والموظاف وجميع فئات الشعب دون استثتاء.
ويمعنى آخرء لقد بتناء بعد ستة شهور فقط من الانتفاضة: ازاء حالة كفاح نوعية جديدة تأخرت
عشرين سنة كاملة, لكنها جاءت في النهاية وجاءت سليمة ومعافاة.
د
كنا
كان لا بد لهذه الممارسة النوعية؛ وعلى جميع المستويات» وفي مراحلها المختلفة, من ان
3 شين فلسطرزية العدد 184.: تموز ( يوليو) 154
تاريخ
يوليو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)