شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 13)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 13)
المحتوى
ربعي المدهون
حكمت المواطنين» في الضفة والقطاعء طيلة السنوات العشرين الماضية؛ والشعور بالعزة والكرامة
الوطنيتين» والاعتزاز بالحقوق الوطنية التي أخذت تبرز ملامحها ساطعة خلال الانتفاضة:؛ مما أدى
الى رفع حدة مشاعر الناس ودرجة حماسهم ومستوى تضحياتهم؛ وقد ولد ذلك كله احساساً آخر
بامكان تحقيق الخلاصء وان الاهداف الوطنية لم تعد مستحيلة» خصوصاً وان عشرين عاماً ونيف
مضت قبل اندلاع الانتفاضة؛ ومتابعة الناس وتلمسّهم لتراجع القيادات التقليدية في المناطق المحتلة
واندحار الرموز العميلة والمندسة وأنهيار ركائز الاحتلال واداراته ويلدياته المعيّئة. هنا بلغت اللبطة
الاولى من الانتفاضة ذروتهاء وصار من الممكن تفهّم سؤال طرحه البعض حول ما هو متوقع ان
يحصل عليه الفلسطينيون ؟ الاسرائيليون اختصروا الاجابة ب «لا شيء», على أساس قصل مجموع
النتائج المعنوية التي تحققت عن مسبباتها المادية, والتي يقف في رأسها امتلاك الانتفاضة لادواتها
ووسائلها وقيادتها الميدانية الموحدة, وكذلك على اساس عدم تمكن الانتفاضة من تحويل هذه
الانتصارات المعنوية؛ في الظروف الحالية» الى وقائع ساسية ومادية ملموسة كمحطات على الطريق الى
استقلال الشعب الفلسطيني.
أما في الجانب الفلسطيني: فقد برز موقفان مختلفان, على الرغم من اتفاقهما حول الهدف
الاستراتيجي في انهاء الاحتلال؛ وهوما يعني ظهور خلافات تكتيكية على الساحة الفلسطينية تتعلق
بكيفية الاستفادة من الظروف والمعطيات التي وفرتها الانتفاضة باتجاه ترجمة سياسية واقعية
لمدلولاتها. ويدور في المناطق المحتلة حديث حول هذا الموضوع يؤكد وجود تيارين بشأنه:
الاول» يرى ان الانتفاضة تنطوي على معان كبيرة لا تقدر بثمن» وهي تقوي وتحسن نفون
م.ت.ف. وتمكن من أدخالها المحادثات السياسية» التي يأمل أصحابه في ان تقود الى ممارسة الشعب
الفلسطيني حقه في تقرير المصير وأنشاء دولة مستقلة.
الثاني» يأمل في أن تحدث التأثيرات التراكمية للانتفاضة نقطة تحوّل في النضال لتحقيق الهدف
الاستراتيجي . ويقول أصحاب هذا التيار ان تحقيق الاهداف الوطنية لن يتم من طريق منحة
سياسية. وتيعاً لذلك؛ لا ينبغي على م.ت.ف. ان تستخدم اانقاضة غماء الدخول أ رشع سرامي"
اى اتفاق, لا يأخذ في الحسبان كامل الحقوق الوطئية المشروعة للشعب الفلسطيني. ويصبٌ هؤلاء على
انه من أجل تحقيق الاهداف الوطنية ينبغي؛ أولا صون الانتفاضة وتطويرها حتى يتم خلق وضع
اقليمي يمكن من مجابهة أسرائيل والولايات المتحدة وارغامهما على التسليم بالاهداف الوطنية.
في محاولة منا لاستبيان جوانب الاتفاق» والتعارض» بين هذين التيارين» وسبل ايجاد لغة
مشتركة فيما بينهماء سوف نحاول قراءتهما بطريقة مختلفة: يتفق التياران على أهمية النتائج التى
أفرزتها الانتفاضة في تحقيق الاهداف السياسية الوطنية» ويختلفان في طرق التوصل الى هذه
الاهداف. أي, بمعنى آخر, يتفقان استراتيجياً ويختلفان تكتيكياً. نأخذ على التيار الاول» استعجال
مؤيديه الحل السياسي في ظروف اقليمية ودولية غير مؤهلة, في نظرناء للاقرار بنتائج سياسية
للانتفاضة تصب مباشرة في خانة اقامة دولة فلسطيتية مستقلة؛ علاوة على الموقف الاسرائيلي الرافض
تقديم مثل هذا التنازل» واقل منه بكثيرء استناداً الى موازين القوى الحالية. ويسبب ما يشكله مثل
هذا التنازل من تحول خطير يفرض عليه تغيير استراتيجيته المعروفة القائمة على العكس من ذلك؛
وكذلك بسبب عدم كفاية الضغوط الواقعة عليه حالياً ؛ لاجباره على التنازل. ونأخذ على الثاني وضعه
تناقضاً بين الدعوة الى تطوير الانتفاضة وبين الاستفادة السياسية مما ولدته من نتائج حتى
1544 ‏شزون فلسطيزية العدد 186ء تموز ( يوليى)‎ 1١
تاريخ
يوليو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7277 (4 views)