شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 22)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 22)
المحتوى
ل المؤسسية العسكرية في المجتمع الاسرائيلي
كل من رئيس الوزراء ووزير الدفاع.
ان طبيعة المجتمع الاستيطاني» والنزعة العداونية التي قام عليها الكيان الصهيوني» جعلتا من
مسألتي الحرب والسلام أهم المسائل التي تضطلع بها سلطة الدولة في هذا الكيان. وقد اضفت هذه
الخاصية على المؤسسة العسكرية هيبة ونفوذً. والمشاكل والعلاقات والتفاعلات التي تنجم عن هذه
الطبيعة: لا يتم الاضطلاع بها داخل مؤسسات معنية؛ كالكنيست أو الحكومة, ألا من الناحية
الشكلية فقطاء بينما يتمترس العسكريون (ومؤسستهم الاخطبوطية من خلفهم) مكونين أهم القوى
التى تتصدى لكل ممارسات السياسة الاسرائيلية» داخلياً وخارجيا.
داخلياً؛ يلاحظ: على سبيل المقالء ان قراراً بالتعبئة العامة: استعداداً لمغامرة عسكرية عدوانية,
أو لتصمد عربي معين, هو من القرارات التي يتصدى لها العسكريون, ويترك ظلاله على كل جوانب
الحياة في اسرائيل. كما ان تضخم الموازتة العسكرية. والتي يتم تقريرها دون رقابة معقولة من
الكنيست» هو من الامور التي تقق خلف العجز المستمر في موازتة الدولة والمشكلات الاقتصادية
المزمنة. وفي الوقت الذي بلغت نسبة التضخم في اسرائيل ‎٠ ٠‏ بالمئة(؟؟): كانت الموازنة العسكرية؛ في
العام 21944 تقتطع نحى ‎6٠‏ بالمئة من الموازتة العامة, كما سبق الذكر. وعلى اي حالء فان المشكلات
الاقتصادية في اسرائيل هي أكبر من ان تعزى الى المشكلات الاقتصادية المعتادة؛ انها من صميم
اقتصاديات الحرب في اسرائيل(*؟).
خارجياً؛ غنى عن الاسهاب الاثر الذي تتركه مكونات السلوك العداوني للمؤسسة العسكرية
الاسرائيلية؛ والمتمثلة» باختصار. في حالة الحرب الدائمة مع المحيط العربي بعامة» والشعب
الفلسطيني بخاصة. ذلك ان تفكير العسكريين الاسرائيليين ورؤاهم هي من اهم محددات الصراع في
المنطقة العربية؛ ومن ثمء فانها من اهم محددات عدم استقرار الكيان الصهيوني فيها. وإذا تجنبنا
الخوض في هذا الجانب» يمكن القول أن المؤسسة العسكرية, وبسبب تضخمهاء وتضخم مجمعها
الصناعي بصفة خاصة:؛ تلعب دوراً بالغ الاهمية في تحديد العلاقات الخارجية لأسرائيل» وخصوصا
من خلال محاولتها كسر العزلة الدبلوماسية: وفتح الاسواق للمنتجات الحربية. وقد حقق هذا التوجه
تجاحاً ملحوظاً في فتح آفاق لعلاقات تعاون مع دول كثيرة» بما في ذلك دول ذات علاقات صداقة تقليدية
مع العرب, كالصين(! *). واذ تقوم المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بهذا التوجه. لايهمها طبيعة الجهة
التي تصدر اليها السلاح, أو الاهداف التي يوجه اليها. فالمبالغ التي توفرها مبيعات الاسلحة تشكل
حقنة لا غنى عنهاء تقريباً. للاقتصاد الاسرائيلي!'؟). ولذلك: كثيراً ما مولت اسرائيل بالاسلحة بعض
الدوائر سيئة السمعة (ويخاصة في اميركا اللاتينية), فضا عن تعاونها العسكري المعروف مع قرينها
في جنوي افريقيالك*). ويحكم هذا الواقع» يبرز السؤال عن موقع العسكريين من الحكم والنظام
السياسي. فطاما ان لمؤسستهم مثل هذا الوجود في المجتمع» ما الذي يحول دون تحكمهم المباشر في
النظام السياسي (مثلما يحدث في الكثير من دول العالم الثالث)؟ ان الاجابة عن هذا السؤال تنطلق
من خصوصية نظام الحكم ومن طبيعة المجتمع الاستيطاني الصهيوني ‏ النظام الاسرائيلي ذي
السمات التي تخرجه من اطار تصنيفات النظم السياسية في مختلف الدول» سواء أديمقراطية كانت
أم اشتراكية أم نامية؛ كما ذكرنا آنفاً. كما ان طبيعة المجتمع الاستيطاني؛ ومحورية عنصر الامن»
والحياة في محيط عدائي بالضرورة (المنطقة العربية), هي من الامور التي تجعل من هذا الكيان غير
قابل لاحتمال ترف الانقلابات العسكرية أونزوات بعض العسكريين وشهوتهم الى السلطة المطلقة؛ أى
بعبارة أخرى لأحد الباحثين: دان هذا الكيان (الدولة) يشكل حرماً معنوياً لا تصل اليه أطماع
العدد 1844.: تموز ( يوليى ) 1144 رون فلعحازية ‎5١‏
تاريخ
يوليو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18073 (3 views)