شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 31)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 31)
المحتوى
د. ابراهيم البحراوي حبس
الثقافية جزءاً اساسياً من العلاقات الطبيعية» ويضعه على مستوى العلاقات الدبلوماسية.
* - في الملحق الرقم من المعاهدة المذكورة يرد في البند الرابع النص التالي: «ويعمل الطرفان
على تشجيع التفاهم المتبادل» والتسامح» ويمتنع كل طرف عن الدعاية المعادية للطرف الآخر». وهذا
تنتقل الطلبات الاسرائيلية الى التحديد الدقيق. فالمطلوب الاول تشجيع تغيير مفاهيم الناس ف مصر
في عبارة «التفاهم المتبادل والتساميي؛ والمطلوب الثاني هو منع عمليات التحصن الفكري لمفاهيم
المجتمع في عبارة «يمتنع كل طرف عن الدعاية المعادية».
5 في الاتفاقية الثقافية المعقودة بتاريخ 19484 يرب في البند الثاني الخص التالي: «يسعى
الطرفان الى فهم افضل لحضارة وثقافة كل طرفء من خلال تبادل المطبوعات الثقافية والتعليمية
والعلمية وتيادل المذتجات التكنيكية والاثرية وتبادل الاعمال الفذية وتشجيع اقامة المعارض العلمية
والتكنولوجية ومعارض الفنون البصرية». وهكذا يتكشف المطلوب الاسرائيلي من مصر كاملا في هذا
النصء سواء أُمن حيث تحديد الغايات وا لاهد اف, وهي تبديل مفاهيم المصريين ليتحولوا الى ما يسميه
النص «فهم أفضل لحضارة وثقافة الاسرائيليين»؛ أو في ما يتعلق بتحديد الوسائل العلمية والثقافية
الواردة في النص, وهي شاملة لمعظم وسائل الحياة التربوية والفكرية في مصر.
ترى ما الذي يجعلنا نقول ان هذه النصوص تعبر عن المطالب الاسرائيلية بما يوحي بان
الاسرائيليين هم الذين بادروا اليها ووضعوها على مائدة المفاوضات ؟
الدافع الى هذا القول القاطع؛ عندناء امران» يدل احدهما على الآخر:
الاول» ان المقاوض المصريء مهما كان الرأي في كفاءته والموازين الحاكمة لقدرته على التفاوض,
قد عمل في مجال الممارسة, بعد توقيع الاتفاقيات على تعويق تنفيذ الاتفاقيات الثقافية على الذحو
الكاملء الوارد في المعاهدات.
الثاني ان المفاوض الاسرائيلي راح يحتجء مذذ توقيع الاتفاقيات, ويشكوء بالطرق العلنية
والدبلوماسية؛ من عدم تنفيذ هذه الاتفاقيات الثقافية بالكامل وكما وردت في النصوص. ومن هذه
الشكاوى ذلك التصريح الذي الى به في آذار (مارس) 1587 وزير الخارجية في ذلك الوقت. اسحق
شامير. وكان التصريح في ذكرى مرور سبع سنوات على توقيع المعاهدة. وتمثلت الشكوى في قوله : «ان
المصريين لم ينفذوا عشرات الاتفاقيات الموقعه معهم؛ وما زالوا ينعتوننا بلفظ العدو الاسرائيي؛ وان
رجال الشرطة المصريين يتعاملون بخشونة مع كل مواطن مصري يريد السقر الى اسرائيل».
أن هدفنا من كل تلك النصوص هو ان ذكشف المطلوب الاسرائيلي لتسهيل عمليات الحرب الفكرية
الهجومية خلال زمن المعاهدة. ولقد كشفت النصوص عن الاهداف, وهي تبديل مفاهيم المصريين حول
الصراع العربي ‏ الصهيوني» وافصحت عن الوسائل المتعددة لهذا الغرضء والتي تكشفء في
مجموعهاء عن ان المخطط يستهدف غزواً شاملا وليس اختراقاً محدوداً. ويمكنناء في سهولة, ان
نلاحظ ان الاستراتيجية الهجومية الاسرائيلية تبدو نموذجية على المستوى التخطيطيء ومتفقة مع
الوسائل التى تأخذ بها الدول المتقدمة.
فهل نجحت الاستراتيجية الاسرائيلية ؟
قبل أن ننتقل الى البحث في بعض ال محاور الفكرية التي يعمل مخطط القزى الصهيوني عليهاء
مشل المحور الديني والمحور القومي والمحور الديمقراطي والمحور الماركسي والمحور الحضاري
7 شين فلسطزية العدد ‎.١584‏ تموز ( يوليى ) 19544
تاريخ
يوليو ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18073 (3 views)