شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 106)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 106)
- المحتوى
-
ب التقابي الفلسطيني بولس فرح
ففي حالة السلمء يمكن استخدامها جسر
تفاهم بين اسرائيل والشعب العربي الفلسطيني؛ أما
في حالات الحربء فان الدولة تستفيد من الاقلية هذه
كيد عاملة منتجة؛ عندما تكون قواها البشرية
مشغولة بالحروب» وخلاصة القول؛ ان رغبة القومية
العربية الفلسطينية هي في الانتماء الى الكل
الشعبي والقوميء وتقبل بالحلول المناسبة التي
ترشى عنها منظمة التحرير الفلسطينية.
اننى كنت ادعى الى الدولة العلمانية» التي
تعيش فيها القوميات والمذاهب بحقوق متساوية,
لأنني كنت اعتقد بأن التقسيم لا يحل اية مشكلة.
وقد برهن الزمان على ذلك. وعبّرت عن هذا الموقف
منذ فترة طويلة. واذا كان هذا الحل يبدو متعذراً
حتى الآن» فلتكن الدولة العربية الفلسطينية في
القسم الآخر من فلسطين كاجراء مرحلي؛ والزمن
كفيل بوجدة القسمين في المستقبل: لمصلحة
سكاتهماء لأن الحل العلماني هو الحل النهائي. كان
التقسيم اجراء غير مبدئي وظالماًء اتخذ تحت ظروف
قاسية, واستجابت له قوى التقدم في حينهاء لتفادي
انعكاسات سياسية ودولية على ظروف الدمار الذي
اصابها خلال الحرب ضصد النازية» وقدمته تحت
الشعار الجميل والنبيل «حق الشعوب في تقرير
مصيرهاء.
ولم تكن غايته الحقيقية الا ترضية لشهوة
الامبريالية الصاعدة للاستيلاء على تركة
الامبراطوية البريطانية العجوز. وفي رأيي» كانت
الغلية للظروف السياسية الضاغطة على المبادىء
التقدمية الثابتة. وقد عانى العربء والعالم بأسرهء
من شرور هذه التسوية: وأصبحت «دولة تقرير
المصير» قاعدة عسكرية ضلخمة وخطرة على نفسهاء
وعلى مصير الحرب والسلمء وعلى الاتحاد السوفياتي
بالذات.
حول التعددية والجبهة الوطنية
لا بأس من التعددية الحزبية السياسية
والاجتماعية. فهي من سمات وخصائص النظام
الراسمالي؛ وهي الشكل الديمقراطي لهذا النظام؛
وقد جاءت لتعبّر عن مختلف مصالح الطبقات
والفئات الاجتماعية.
ما الذي يربطء مثلاء بين الحركة التقدمية
والحزب الشيوعي الاسرائيلي والتنظيم الاسلامي»
وحركة ابناء البلد, وغيرها من الفئاتء غير الهدف
المشترك؛ وهو الدفاع عن حقوق المواطنين العرب في
اسرائيل: والتضامن مع الشعب الفلسطيني في
سعيه إلى أقامة دولته المستقلة على الجزء المتبقي من
أرض فلسطين؛ اضافة الى حماية الهوية
الفلسطينية, وتراث الشعبء وثقافته القومية ؟
هذه الاهداف تستقطب كل الاحزاب والحركات
والقئات الاجتماعية والسياسية العربية: وتجمعها
على صعيد واحد. ولكن تختلف هذه الحركات في
تكتيكاتها وليس على مبادئها الاساسية؛ وهذا يسهل
لها العمل المشترك الموحّد في اطار اهدافها المعلنة.
أما اقامة جبهة عريضة واسعة تضم جميع
المجموعات العربية الوطنية: فهى امر بعيد التحقيق.
ان جبهة من هذا النمط يمكن ان تظهر فقط في
ظروف ثورية, كظروف قطاع غزة والضفةء وليس في
الظروف القائمة, اليومء في اسرائيل. قد تتطور
الامور لتأليف جبهة تضم الشيوعيين وغير
الشيوعيين في مجالس القرى المحلية: جبهة يسار
يتزعمها الحزب الشيوعي الاسرائيليء ويجانبها
جبهة وطنية يتزعمها المثقفون الوطنيون من
البرجوازية الصغيرة والفلاحين. أما اولئك الذي
يطلقون على انفسهم المعتدلين» فانهم سيكونون
فريقاً خارج نطاق التجمع اليساريء أى التجمع
الوطني؛ فالاعتدالء هناء لا معنى له, الا التذييل
للحركة الصهيونية واحزابهاء والتسلل الخبيث الى
صفوف الشعبء لسلب وجدانه. وشخصيته؛ وعزله
عن المجموعة العربية الاساسية في البلاد.
أن الحركات الوطنية الاستقلالية غير مذهبية
في اغلب الحالات؛ وتضم, في جوانيهاء مصالح كل
الطبقات والفئات الاجتماعية. وهذا الامرينطيق على
مات .قف كحركة وطنية استقلالية. الا ان الشيء
الذي يميّز الثورة الفلسطينية عن كل الثورات
الوطنية التحررية هى صفتها الشعبية الشاملة. فلا
مكان ليمين اويسار في ثورة يحتضنها شعب بأكمله »
بكل افراده. وفئاته. وفصائله؛ لأن كل هذه
الجماعات قد اصابها الضررء والقهرء والتشريد»
والغربة. والتحالفات التي قامت بين الاستعمار
العدد 184: تموز ( يوليى ) 1984 ون فلمطيزية 1١6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 184
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)