شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 147)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 184 (ص 147)
- المحتوى
-
وقد عمل قادة الانتفاضة على تعزيز أشكال
المقاطعة المدنية؛ وفك الارتباط مع اسرائيل. وشجع
ذلك على خلق لجان شعبية لا قستطيع تحقيق
خدماتء مثل الكهرياء والماء, لكنها تستطيع تنظيم
أعمال نظافة, ومشاريع زراعية»: وتوزيع مساعدات
للمائلات المحتاجة. وقد باتت اللجان هذه اكثر
نشاطاً في الأسابيع الاخيرة, حتى انها نظّمت بنك دم
في مستشقى رام الله (المصدر نفسه).
ومع أن دلائل الوضع تشير الى عدم تمكن
الفاس طينيسين من تتبيت نتاكج سياسية؛ فان
التوقعات تشير, للمرة الاولى؛ الى «أن الناس وجدواء
ولأول مرة, سبباً للأمل». كل ذلك يطرح سَوّالا ما
اذا كان في الامكان ترجمة هذه الانجازات الى
مكاسب سياسية محددة ؟ (المصدر نفسه) .
الواضع. حتى الآن, ان القيادة الاسرائيلية
تجاهلت المطالب التى رفعتها قيادة الانتفاضة؛ بل
وتجاهلت, في احيان؛ وجود هذه القيادة, لتجنب
أضطرارها الى الاعتراف يها واجراء حوار معها حول
مطالبها. لكنه تجاهل لن يستمر الى الابد. ففي مقالة
لهء اتسهم المعلق العسكريء زيف شيفء وزير
الدفاع الاسرائيلي» اسحق رأبين» بأنه لا يرغب في
اجراء انتخابات تفرن. رسمياء القيادة الجديدة.
وذكر شيفء انه لن يكون لرابينء في هذا الموضوعء
أي خيان, في نهاية الامر (الشرق الاوسط ء لندن»
5 نقااٌ عن هآرتس, بدون ذكر تاريخ
النشر) .
هكذا تتفق غالبية المراقبين على القول ان
الانتفاضة لم تمت. «وان الوجه الأول لها وصل الى
طريق مسدوبء لكنه لم ينته, بل انتقل الى آخر
مختلف وطويل الأمد. كان الوجه الأول احتجاجياً؛
أما الثاني قهى العصيان المدني» (داوود قطب»
«الوجه الاخر للانتفاضة العصيان المدني», ميدل
ايست انترناشيونال. .)15448/5/1١
أي عصيان يريدون ؟
تباينت الآراء حول موضوع العصيان المدني.
وبرن في هذا المجال تياران؛ يرى اولهما ان اعلان
عصيان مدني شامل يستوجبء أولاء أقامة سياج
اقتصادي يحمي المواطنين الذين سيدخلون معركته
(المصدى تفسة). فمثل هذ! العصيان, اذا أريد
رام
له ان يمضي على الطريسق السليم: «انما يعني
المقاطعة الشاملة لسلطات الاحتلال» ومؤسساتها؛
أي هدم الروابط القائمة [مع] الاحتلال ومؤسساته
لصالح سلطة الشعب التي [تبنى] خطوة خطوة...
والمطلوب هو تطوير [ما تم انجازه على هذا الصعيد]
ليرقى الى مستوى العصيان المدني الثسامل.
فالانتفاضة, بمستوى تطورها الراهن» تعكس
تحقيق درجة من العصيان المدني الجزئي. لذاء
فليس من الصواب استعجال الدعوة الى مقاطعة
شاملة للاحتلال؛ بوصفها التعبير الوحيد عن
العصيان المدني, حيث يقود ذلك الى اغفال الجانب
الموضوعي في تطوير مستوى العصيان المدني. وقد
يقود الى اهدار المنجزات التي تم تحقيقها على
الايضء وأبرزها العصيان المدني الجزثي» (طريق
الانتصار. نيقوسياء العدد ١١5؛ الاول من تموز -
يوليى ,١1588 ص ١؟). لهذاء ترى أوساط
فلسطينية أنه من اجل الوصول الى العصيان المدني
الشاملء لا بد من خطوات تتخذها الانتفاضة لتأمين
انجاحه. أهم هذه الخطوات: استكمال بناء اللجان
الوطنية والشعبية وذات الاختصاص على الصعد
وفي المجالات كافة في كل المدن والقرى والمخيمات
وخلق ازدواجية السلطة بشكل ملموس لكل الشعب»
وجعل الاطر الجماهيرية ذات الدور الرئيس في حياة
السكان؛ واستكمال تفكيك اجهزة وأدوات الاحتلال؛
واستكمال الاجراءات الاقتصادية بالمقاطعة
للبضائع الاسرائيلية والعمل في مصانع العدىى
واحلال الانتاج المحليء والعودة الى الارض (سهيل
الناطور, «الشروط الذاتية لنجاح العصيان المدني»,
السفير, بيروت» .)1584/5/1١١
أما التيار الثاني» فيطالب باعلان العصيان
المدني مباشرة,. ويأن يكون تاماً وشاملاً. ٠. ويدعقى
هؤلاء الى مقاطعة العمال العرب. وعددهم يقارب
المئة الف عاملء العمل في المشاريع الاسرائيلية,
مقاطعة شاملة. وتعتبر ل «فتح»» الى درجة كبيرة.
اليد الطولى في موضوع التمويل اللازم لدعم
العصيان, فجميع الاطراف تتفق على انها بحاجة
الى مبالغ ضخة لتزويد عشرات العمال وعشرات
آلاف الموظقفين المدنيين والاداريين الذين سوف
يكونون جزءأ من حملة العصيان. وفي ظل رقابة
«فته المالية, فان من غير الواضح ما اذا
ك1 ون فلسطيؤية العدد .١184 تمون ( يوليى ) 154/4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 184
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10638 (4 views)