شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 5)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 5)
المحتوى
أحمد ثابيت
صورة من صور التسوية السلمية السياسية» بالانسحاب من الضفة الغربية خاصة (اذ ان احتلالها
قد وقّر «عمقاً استراتيجياً» قائق الاهمية للامن الاسرائيلي) ؛ وان هذا الانسحاب لن يتم ال في ضوء
استعداد وعمل عسكري عربي, واستمرار الثورة ‏ الانتفاضة الفلسطينية, وتكثيف العمل الفدائي
في الضفة وغزة مع توفير مقوّمات الانطلاق له من الاراضي العربية المجاورة.
واذا كان غزى اسرائيل للبنان ألقى بظلال كثيفة من الشكوك حول الصياغات السياسية
والعسكرية كافة للامن العربي؛ حيث اثبت الغزى ان التووسع الاسرائيلي لا يقف عند حدود فلسطين
4 ألق 1517ء فان اندلاع الثورة الفلسطينية في الاراضي المحتلة واستمرارهاء منذ التاسع من
كانون الاول ( ديسمبر) ‎١9417‏ وحتى الآن» قد كشف مدى الخلل في معطيات واستراتيجية الامن
الاسرائيلي التي تناولت الاوضاع في الضفة وغزة من منظور السكون التام؛ بمعنى ان الشعب
الفلسطيني هناك لن يتحرك؛ أى اذا تحركء فسوف يكون ذلك لفترة محدودة زمنياً ويعود الى ما كان
عليه الحال قبل ذلك. ومن هناء فان حسابات الامن الاسرائيلي: الحروب الخاطفة, والوقائية,
والاجهاضية؛ والاحباطية: ونقل المعركة الى ارض العدوء والحرب الاختيارية: قد تأثرت بشدة؛ وقد
تكون انقلبت راسأاً على عقبء يقعل اندلاع الثورة الفلسطينية التي ذقلت ميدان المواجهة والحسم الى
الداخل.
تهتم الدراسة: أساساًء بتصور نظرية الامن الاسرائيلي للمكانة الاستراتيجية العسكرية لأضفة
الغربية في ضمان أمن الكيان الصهيوني المطلق. ومن هنا سوف نتعرضء في الاساسء الى الفكر
العسكري والتخطيط الاستراتيجي الاسرائيلي تجاه الضفة الغريية: أو الرؤّية الاسرائيلية الى الضفة
ونقدها. وهناك بعض القضايا الهامة في هذا الصددء منها الوضع الطبوغرافي للضفة الغربية وتأثيره
الامني على اسرائيلء والاهمية الامنية للضفة الغربية في الاستراتيجية الاسرائيلية» والمخاطر
العسكرية على أمن اسرائيل» في ضوء سيناريوهات التسوية السياسية للاحتلال: وأخيراً خرافة الامن
الاسرائيلي في ضوء مفاهيم الحدود الآمنة والتوسع.
الوضع الطبوغرائي للضفة وابعاده الامنية
توجد الضفة الغربية في وضع متاخم لما تسميه المصادر الاستراتيجية الاسرائيلية «المنطقة
الحيوية» في اسرائيل (أي حدود «الخط الاخضر»؛ أى فلسطين المحتلة العام ‎»)١54/‏ وتتمتع بحدود
طويلة معها مقارنة بحدودها مع الاردن. وتطلق هذه المصادر على اسرائيل الواقعة ضمن حدود خط
الهدنة وبين الاردن حتى حرب حزيران ( يونيو ) 19717 ما يسمى «اسرائيل الصغرى» !
وتقع الضفة الغربية الى الشرق من نهر الاردن» والى الغرب من السهل الساحليء وتمتد شمالاً
جنوب العقولة. ويحدها جبل الخليل من الجنوب؛ وتبلغ مساحتها (باستثناء 48 كليومتراً مريعاً تم
ضمها الى اسرائيل في منطقة القدس) ‎07١‏ كليومتراً مريعاً.
وتأتي أهمية الضفة:, وبالتالي خطورتها على اسرائيلء من كونها تتحكم, من الناحية
الاستراتيجية, في «المنطقة الحيوية» التي تشغل مثلث القدس تل أبيب ‏ عسقلان؛ وفيها يقيم /1
بالمئة من سكان اسرائيل» ويوجد فيها ‎٠١‏ بالمئثة من المصانع الاسرائيلية(). ومن ناحية أخرى, تظهر
أهمية الموقع الاستراتيجي للضفة الغربية» وبالتالي خطورته على اسرائيل» من كون الضفة تسيطر
عسكرياً أى تتحكم في المناطق الساحلية الغربية؛ اذ تمتد سلسلة الجبال الكبرى على طول
0 هين فلسطنية العدد 180.: آب ( أغسطس ) 19448
تاريخ
أغسطس ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22442 (3 views)