شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 19)
- المحتوى
-
فيصل حورائي لدم
والسياسية والاقتصادية؛ على أن لا يقطعوا بأمر حتى يستفتوا الامة في ذلك»(١"). وهذا الوفدء الذي
ترأسه زعيم الحركة الولنية رئيس اللجنة التنفيذية» موسى كاظم الحسينيء وصل الى لندن في آب
(أغسطس) ١؟15, ودخل في مفاوضات طويلة مع المسؤولين البريطانيين بشأن مستقبل فلسطين»
وخصوصاً الانتداب ووعد بلفور. وقد صاغ الوفد ل المطالب الوطنية لعرب فلسطين في مذكرة طويلة يبدى
أن وضعها تم بعد مشاورات أجريت داخل البلاد بين القادة الوطنيين واخرى اجراها اعضاء الوفد
فيما بينهم. يؤكد ذلكء على سبيل المثال» ما ورد بخصوصه في محضير الجلسة الثامنة من الجلسات
التي عقدها اعضاء الوفد في لندنء في آب (اغسطس) .)532595١ وفي هذه المطالبء كما صاغتها
مذكرة الوفدء جاء مطلب انشاء حكومة وطنية في المقدمة, في حين جاءت في آخر القائمة المطالبة بعدم
فصل فلسطين «عن اخواتها المقاطعات العربية المجاورة لها», هكذاء دون ذكر سوريا ياسمها(5”)
ومهما يكن من أمرء فهذه المذكرة تبدأ بتأكيد صفة الوفد كممثل «لاهالي فلسطين, من مسلمين
ومسيحيين»: ثم تضع أول مطالبها وهى «حكومة وطنية مسؤولة أمام مجلس نيابي ' برلان' منتخب
من السكان الذين قطنوا فلسطين قبل الحرب [العالمية الاولى]» من مسلمين ومسيحيين ويهود»!9').
اما الحيثيات التي يستند اليها طلب كهذاء فتعدٌ المذكرة من بينها «ان استعداد الشعب الفلسطيني
للحكم الذاتي لا يقل عن استعداد غيره من الشعوب التي قد ساعدتها بريطانيا في الماضي, والحاضر,
على الاستقلال»!*"). وفي هذا القول ما يحمل على الاعتقاد بأن المطلب الذي يتوخى الوفد تحقيقه هى
الحكم الذاتي وليس الاستقلال التام. ويتأكد هذا المعنى حين نلحظ ان المذكرة تخلو من أي موقف
ضد الانتدابء على الرفم من ان مداولات فرض الانتداب البريطاني على فلسطين كانتء في ذلك
الوقت, قطعت اشواطاً بعيدة: وكان امرها معروقاً لدى الحركة الوطنية الفلسطينية: وعلى الرغم,
أيضاً: » من الاحتجاجات الشعبية الكثيرة التي صدرت ضد مشروع الانتدابء والتى أشرنا الى جانب
منها؛ بل ان المذكرة تخلى من مجرد ذكر اسم الانتداب؛ والشيء الوحيد الواضح في حسمه ضد
السياسة البريطانية, مما اشتملت عليه المذكرة. كان مطالبتها الصريحة بالغاء وعد بلفور. وفي هذاء
وحدهء حتى للم تتوفر قرائن اخرى هي في واقع الامر موجودة, كما سنرى » يمكن للمرء أن يستنتج
ان المطالبة بالحكم الذاتي وعدم التطرق الى مسألة الانتداب: مما يعد اعتدالا من الوقد وقبوكٌ يدور
بريطانيا في فلسطين» قد وضعت على هذا النحى خصيصىء كي تتيح للوفد ان يساوم المسؤولين
البريطانيين على نحى يجعل بريطانيا تلغي وعد بلفور مقابل قبول الجانب الفلسطيني بانتدابها على
لتأكيد صواب استنتاج كهذاء يمكن ان تتبّع المراسلات التي أجريت بين رئيس الوفد موسى كاظم
الحسيني وهى في لندن وعدد من اعضاء الوفد انفصلوا عنه. مؤقتاًء وتوجهوا الى جنيف ليملوا
فلسطين في المؤتمر السوري الفلسطيني الذي عقد فيها. فواحدة من هذه الرسائل وجهها الحسيني
الى وفد جنيفء في العاشى من أيلول ( سبتمير) ١؟5١», تتضمن احتجاج رئيس الوفد على موقف
ممثلي قلسطين في المؤتمر السوري - الفاسطيتي حين وافقوا على قرارات للمؤتمر ترفض انتداب
بريطانيا على فلسطين: وفرنسا على سورياء وتطلب اجلاء القوات الاجنبية عنهما. وتورد هذه الررسالة
بهذا الصدد: «لا نكتمكم اننا رأينا ان خطتكم هذه كانت نتيجة حماس وطني زائد ولا تنطبق على
خطتنا التي قررناها هناء وفقاً للحالة الحاضرة ولقررات المؤتمرات [العربية الفلسطينية]» فلا نعلم
الضرورة التي أدت بكم الى ان تصرّحوا برفض الانتداب صراحة عارية . وبعد ان تصرحوا في ذلك»
فسحب الجنود المحتلة نتيجة طبيعية؛ فما هي الضرورة التي قضت بالتصريح في هذا الامر,
18 شين فلسطينية العدد 185.: آب ( اغسطس ) 1944 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)