شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 25)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 25)
- المحتوى
-
فيصل حورائي سس
في أثناء أقامته فيها. مع ذلك: يمكن القول ان الامر برفض الانتداب قد حسم في هذا المؤتمر حتى مع
تمسك الحركة الوطنية الفالسطينية» في ادبياتهاء بقرن الانتداب بوعد بلفور ورفضه على هذا الاساس
وحدهء أى كما ذكر بيان اللجنة التنفيذية المنبثقة عن المؤتمر الخامس, في الأول من أيلول ( سبتمير )
55 واجمعت الامة العربية الفاسطينية على رفض الانتد اب ومشروع أنشاء وطن قومي لليهود في
فلسطين: وذلك بعد أن تجلت لها نتائج هذه السياسة الرهيبة»77").
ويهذاء يمكن ان نستنتج انه مع مصادقة عصبة الامم على صك الانتداب» ويعد توالي البراهين
الملموسة في اجراءات السلطات البريطانية في فلسطين في ما يتصل بالهجرة اليهودية وبانتقال الاراضي
ويغيرهماء اتضحت لقيادة الحركة الوطنية صعوية حمل بريطانيا على التخلي عن تأييدها للمشروع
الصهيوني» فوهنت, بالتاليء اسس الخطة التي قامت على اساس المساومة على انتداب بدون وعد
بلفور. دون ان تنتفي رغبة الحركة الوطنية في التعاون مع بريطانياء على نحو أو آخر. هذا التطور له
أهميته البالغة, ليس في ميدان موقف الحركة الوطنية من مسألة رئيسة كهذهء فحسب, بل كذلك؛ في
ميدان تطوير اساليب عملها. والحقيقة ان فشل مهمة الوفد المفاوض الاول وانعكاس هذا الفشل في
اتخاذ المؤتمر العربي الفلسطيني الخامس موقفاً واضع المعنى برفض الانتداب وما رافق ذلك من
ازدياد السخط الشعبي ضد بريطانيا انعكست,ء على الفورء منذ تموز ( يوليى)؛ في لهجة الحركة
الوطنية ضد بريطانيا. وما يمكن ان نلاحظه بهذا الصدد يتجلى في غياب التمجيد الذي كانت تحمله
بيانات الحركة الوطنية» وحتى احتجاجاتهاء لبريطانيا ولدورها العالمي ولعد التهاء كما يتجلى في تزايد
الحذر في التعبير عن الامل في امكان حملها حملا على انصاف العرب. وقد عكس هذا التطور خيرما
عكسه. رب اللجنة التنفيذية على بيان اصدره سكرتير الحكومة بمناسبة الدعوة الى انتخابات المجلس
التشريعي؛ فهذا الرد يورد: «يحسن بالحكومة ان تعلم ان فلسطين لا تتغذى بالكلام وانها غير ما
كانت عليه بالامس: فهي اليوم» كالشرق كله؛ لا تومن الا بالواقع ولا قيمة عندها للاقوال؛ ان ان الوعود
والعهود الرسمية لم تجدها نفعاً. فكيف بالاقوال المجردق(88).
غير ان ملاحظة هذا التطور, والانتباه لأهميته, لا يعنيان ان موقف الحركة الوطنية قد وصل الى
حد اعتبار بريطانيا خصماً أوعدواً. فتلك مرحلة اخرى في تطور الحركة الوطنية لم تكن قد بلغتها ال
بعد ذلك بسنوات عدة, وان كانت شرائح منها سوف تسبق الاخرى على هذا الطريق: وشرائح غيرها
لن تبلغ نهايته الا بعد قوات الاوان. ورد اللجنة التنفيذية على بيان سكرتير الحكومة, الذي اقتبسنا
منه اعلاهء حدد مواقف من هذه: أو تلك: من ينوب السياسة البريطانية تجاه فلسطينء: دون أن يظهر
موقفاً ضد الوجود البريطاني في فلسطين, ذاته. وهكذاء لم تدم طويلاً. غضبة قيادة الحركة الوطنية
على بريطانيا الناجمة عن فشل مهمة وفدها الاول وعن مجيء صك الانتد اب والدستور مما لا ينسجم
مع مطاليتها يالغاء وعد بلفور وبالحكم البرماني.
ولم تلبث هذه القيادة ان شكلت وفداً آخ. ثانياً, قام يمفاوضة المسؤولين البريطانيين في لندن.
والحقيقة ان هذا الوفد تشكلء في الاساسء ليكون موجوداً في لوزان عندما عقد فيها المؤتمر الدولي
للتداول في ترتيبات الصلح النهائي مع تركياء في ربيع 1577؛ وكان من المعروف أن تقرير مصير
البلدان العربية التي كانت تابعة للدولة العثمانية» ومنها فلسطينء سيكون على جدول اعمال هذا
المؤتمر, ولحاولة حمل السلطات التركية على التشدد في معارضة وعد بلفور, ابتدأ الوفد بزيارة أزمير؛
ثم انتقل الى لوزان» حيث أجرى ما رأى انه ممكن من الاتصالات. ومن لوزان: انتقل الوفد العريي
القاسطيني الثاني الى لندنء «اذ بينما كانت مداولات المؤتمر سائرة من وجهة لا تأتلف مع
ع5 لشؤون فلسطيزية العدد 16.: آب ( اغسطس ) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10663 (4 views)