شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 27)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 27)
- المحتوى
-
فيصل حورائي سس
القاكم في فلسطين على الانتداب ووعد بلقور, خيّره الجانب البريطاني بين أمرين: الاول: ان تدخل
فلسطين مع العراق وشرق الاردن وغيرها من البلاد التي تعترف لها بريطانيا بالاستقلال, شريطة ان
ينص. في المعاهدة, على قبول الجانب العريي يوعد بلقور, ؛ بعد تفسيره تفسيراً رسمياً بأنه لا ينطوي
على أقامة حكومة يهودية ة في فلسطين؛ ؛ وألثاني ان لا يرد اسم فلسطين نهائياً في المعاهدة, بأي حال
من الاحوال57*). فلم يقبل الماك أياً من الامرين» بل تمسك بما تمسك به الوقد الفلسطيني» وهو اقامة
حكومة دستورية في فلسطين. وبينما كانت المفاوضات تتعثر على هذا النحو, هاجم الوهابيون الحجاز
واحتلوا الطائف ومكة؛ فتنازل الملك حسين بن علي عن العرشء» وقطع البريطانيون المفاوضات» وعاد
الوفد الفلسطيني التالث الى بلدهء مثل سابقيه: دون ان يحصل على شيء(**). أما الموقف الذي عبّر
عنه بيان الوفد الثالث, الذي نشره في أثتاء وجوده في لندن؛ فيظهر ميل الى اعطاء الرأي العام
البريطاني صورة معتدلة عن الحركة الوطنية الفلسطينية. فقد تصدى البيان لمناقشة أسباب مقاطعة
العرب لانتخابات المجلس التشريعي المعروض عليهم المشاركة فيه ؛ وكانت تلكء في ذلك الوقت, قضية
الساعة في فلسطين؛ فجهد الوفد لكي ينفي ما يقال عن وجود متطرفين في صفوف الفلسطينيين يقفون
وراء المقاطعة, ليؤكد ان الجمعية العربية الوحيدة في فلسطين هي الجمعية الاسلامية المسيحية
المنتظم فيها السبعمئة الفء والممثلة في مؤتمرها العرني الفلسطيني» وان هيئات هذه الجمعية ليست
بعيدة عن التطرفء فقطهء بل انها لا تطلب شيئاً أقل» أو أكثرء من حقوقها ومصالحها القومية التي
حصل التعهد بالاعتراف بها وتأكيدها من قبل بريطانيا العظمى(3),
ومهما يكن من أمرء فان العام 5؟1١.: كما سنرى ذلك بالتفصيل لاحقاً. يؤرخ لنهاية مرحلة
وبداية مرحلة جديدة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية» تعرّضت فيها هذه الحركة للوهن
والانقسامء سواء بسبب الخلافات السياسية الموروثة والمستجدة: أى على ارضية حفلت بالجذور
الراسخة للتباينات الريفية المدينية» أى التباينات العشائرية والعائلية في كل من الريف والمدينة:
فضلاٌ عن تأثير التباينات الطبقية الآخذة بالتبلور. ولهذاء لم يكن غريباً أن لا تبلور المرحلة الاولى
سوى موقف رافض لوعد بلفور» وموقف عام رافض للانتداب بغير حزم؛ كما لم يكن غريباً ان تست
على الرغم من الفشل وتوالي خيبات الاملء محاولات اقناع بريطانيا بالحجج والاسائيد.
والوقد الثالث ذاته؛ الذي سبقته خيبة وقدين ولم يستقبله أي مسؤول بريطاني ذي أهمية
خاصة. أغفل في بيانه الذي نتحدث عنهء ذكر الانتداب البريطاني على فلسطين باسمه الصريح:
وأعلن أن غايته من زيارة لندن حددتها «الرخبة في تنوير الحكومة البريطانية والشعب البريطاني عن
حقائق الحالة في فلسطين:؛ والدفاع عن مصالح شعبنا وحقوقه. ورفض كل مشروع غير متفق 0
الحقوق والمصالح التي قطعت العهود للاعتراف بها ولتأييدها من قبل بريطانيا العظمى»( ''). وفي
مناسبة أخرىء في كانون الاول ( ديسمير ) 1551, أبلغ موسى كاظم الحسيني الى المندوب السامية
في رسالة خطية؛ ان غاية عرب فلسطين «التي لا يرجعون عنها ولا سبيل لهم الا اليها هي الحصول
على الاستقلال الذي ينشدونه من أمد بعيد»(١١١). وجواباً على قول المندوب السامي ان حكومته
اتخذت قراراً بعدم التراجعء بتاتاًء عن وعد بلفور, وعلى الحيثيات التي اوردها المندوب لتبرير هذا
القرار. قال الحسيني أن الجهة العربية التي يمثلها لاترى سبيلاً الى موافقة الحكومة على هذا القرار
النهائي, لأنه يخالف رغائب الامة وأمانيهاء ثم يعلن ان هذه الجهة العربية «تعتقد بأن حقوق الدول
الطبيعية والموضوعية التي أقرها الرئيس [الاميركي] ويلسون في مبادئه الاربعة عشر, والتي ايدها
الحلفاء في تصريحاتهم الرسمية العديدة أثناء الحرب الكبرىء لا تجيز لآمة من الامم أن تزدري
لذ شؤون فلسطزية العدد 186ء آب ( أغسطس ) 1984 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6882 (5 views)