شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 31)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 31)
- المحتوى
-
قيصل حورائي سس
موسى كاظم الحسيني زملاءه الذين أيدوا قرارات المؤتمر السوري الفلسطيني المطالبة بالغاء
الانتداب: والعام 147١ حين راحء هو نفسه؛ يكرر, بنفسهء اعلان رفضه الانتداب ويصفه بالممقوت.
الآان اشتد شتداد لهجة القيادة الوطنية ضد الانتداب, فضا عن لهجتها الشديدة في الاساس ضد وعد
بلفور, لا يعني أن أملها باقناع بريطانيا بالتخلي عن هذا الوعد قد انطوى نهائياً. والاهم من ذلك؛ ان
خيبات الامل المتلاحقة لم تحمل قيادة الحركة الوطنية على تجاوز الاساليب القانونية. وقد كان
التمسك بالاساليب القانونية مؤشراً واضحاً الى أن القيادة الفلسطيتية لم تصنف بريطانيا كعدو يحتل
بلادها احتلال » بل اكتفت باعتبار الصهيونية هي العدو. وكما قال شاهد عيان من القادة الفلسطينيين
الذين عايشوا تلك المرحلة: «اجمعت البلاد على رفض الانتداب والصهيونية: وقاومتهما. ولكن حدث
ان اعترت الحركة الوطنية فكرة تركيز المقاومة على الصهيونية... وتذرع اربابها بكون الصهيونية هي
الخطر الداهم. وكان من شأن هذا التركيز أن يجعل الانجليز في مأمن من توجيه المقاومة الفعلية
ضدهم, بالذات؛ وكان من شأنه: [أيضاً]ء أن يؤدي الى اعتبار الانجليز حكماً يحتكم اليه في شكوى
اقاعيل اليهوب» وقضاة يترافع الخصمان اليهمء مع انهم أصل الشر وحماته»(١").
ويمكن ان نضيف الى هذا الوصف الدقيق لوضمع قيادة الحركة الوطنية أن موققها هذا كان وليد
رغبة الفئات التي تمثلها في التعاون مع بريطانيا وفي عدم ايصال الخلاف معهاء بشأن الصهيونية»
الى حد العداء معهاء مثلما كان: في الوقت عينه» وليد تهيّبها من الدخول في مجابهات عنيفة معها. وقد
بقي لهذين العاملين: الرغبة في التعاون والتهيب من المجابهة, تأثيرهما على مدى السنينء ولم يلغه
توالي البراهين على عدم جدوى محاولات الاقناع وعلى قلة جدوى اتباع الاساليب القانونية في المطالبة
بالحقوق. وهذه السياسة التي جرى بموجبها التعامل مع بريطانيا «طالما حالت... دون اقتطاف ثمرات
مقاومتنا الصهيونية مهما تكن شرسة وحافلة بأروع البطولات»: كما لاحظ ذلك القائد شاهد العيان
الذي اقتبسنا اقواله قبل قليل7؟؟3),
الدعوة الى تركين العداء ضد بريطائيا؟ موقف صريح ضد الانتد اب
لاشك في أن نهج قيادة الحركة الوطنية في تركيز العداء ضد الصهيونية» وحدهاء وتوجيه المقاومة
نحوهاء قد أثر في الجمهور العربي الفلسطينيء بمقدار أو بآخرء في السنوات الاولى من عمر الانتداب
البريطاني على فلسطين. غير ان ظواهر الواقع الملموسة وما كان يراه الجمهور من انحياز بريطانيا الى
الصهيونية؛ دون وجه حقء والاجراءات الموجهة ضد مصلحة الجمهور الفلسطينيء السياسية
والاجتماعية والاقتصادية والبوليسية التي قامت بها سلطات الانتداب» دفعت الجمهور دفعاًء
للتعامل مع بريطانيا هي الاخرى؛: كعدو حتى مع استمرار الحركة الوطنية في النهج الذي يركز العداء
على الصهيونية وحدها. ثم ما لبث «أن تنبه بعض الشباز الى خطل هذا الاسلوبء فكتبوا وخطيوا
وأطلقوا على انفسهم اسم حملة الفكرة الاستقلالية؛ ذلك أن المطالبة بالاستقلال تعني أن بريطانيا
المنتدبة هي العدى الاول»2""'). وبين هذه النخبة متقدمة الوعي وجد عدد من قادة الصف الاول
والصفوف الاخرى التالية في الحركة الوطنية» «ولكن هؤلاء لم ينتظموا في حزب أى منظمة» وان ن انبثوا
في جميعات واندية وصحف, وكانوا عنصراً فعالاً يقحم فكرة رفض الانتداب ومقارعة الانجليز والمطالبة
بالاستقلال في معظم المؤتمرات الوطنية»(؟”0.
لا شكء اذا ؛ في ان تبلور الدعوة الى رفض الانتداب» رفضاً صريحاً » لا يقصر مضاره على جانيه
الصهيوتي» وحدهء ومثكايراً » لا يراوح بين المقاومة والمساومة. قد اقترن» في فلسطينء يتبلور
7 نشؤون فلعطزية العدد 180., آب ( اغسطس ) 1584 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10663 (4 views)