شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 35)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 35)
- المحتوى
-
فيصل حورائي سس
تمثيله في الهيئات الموحدة لقيادة الحركة الوطنية. وهذا القول لا يعني أن الحزب ظل بغير تأثير, الا
ان الاسباب التي ذكرناهاء مضافاً آليها نشآة الحزب واستمراره لعدة سنوات كحزب عربي يهودي
مختلط بينما كان العداء العربي اليهودي يتسع ويشتدء قد اسهمت في جعل تأثيره محدوداً.
وخصوصاً بين الجمهور العربي.
اتساع التيار الداعي الى مقاومة الاتتداب
في ضوء ما تقدم كله, أمكن أن نرى كيف أشرف عرب فلسطين على منتصف الثلاثينات وقد
أصبحت معرفتهم بطبيعة الصهيونية وبالسياسة البريطانية المؤيدة للمشروع الصهيوني أشمل
واغنى» مثلما صارت مواقفهم في مواجهتها أشد. ولقد جاء تدفق الهجرة اليهودية الناجم عن صعود
النازية ووصولها الى الحكم في المانيا والتسهيلات التي أصرت سلطات الانتداب على توفيرها بين يدي
هذا التدفق: فعجلت في تأجيج عداء الجمهور العربي للصهيونية وللانتداب. وأفرز هذا كله شرائح
أكثر استنارة واصلب مواقف من بين صفوف الحركة الوطنية مثلما حمل قوى شعبية, هنا وهناك على
العمل للاعداد لمقاومة أعنف. وكان أبرز ممثلي الشرائح الاكثر استنارة, تلك الجماعة المكونة باغلبها
من مثقفين برجوازيين» التي انضوت تحت لواء حزب الاستقلال: وهي التي توصلت الى التعبير الادق
عن مواقف الجمهور حين بيّنتء في قرار صادق عليه اجتماع جماهيري كبير عقد في القدسء في كانون
الاول ( ديسمبر) ؟57١, أن أهل فلسطين العرب «يعتبرون الحكم الاستعماري القائم في البلاد
باطلاٌ لا يستند الا على القوة؛ ويؤكدون رفضهم الانتداب ووعد بلفور وتمسكهم بحقهم الطبيعي في
الحرية والاستقلال»**'). ولم يكن هذا الاجتماع الذي تحدث بمثل هذا الحسم هو الوحيد ؛ فقد عقد
اجتماع كبير آخر, في نابلسء في تشرين الثاني ( نوفمير) 1915, فقرر, بدورهء «ان المجتمعين
يعتبرون بريطانيا هي المسؤولة عما وصلت اليه فلسطينء ويعلنون انهاء باستمرارها على سياسيتها
الجائرة من فتح ابواب الهجرة الى حرمان البلاد من الحكم الذاتي والاستقلال؛ متآمرة مع
الصهيونيين على افنائهم ومحوهم. فكل عداء يجب ان يوجه نحوهاء وكل تبعة يجب ان تلقى
عليها»('*'). وعقدء أيضاًء اجتماع مماثل في يافاء في كانون الاول ( ديسمبر )؛ فوصف المجتمعون
الاحتلال البريطاني بأنه كارثة حلت بالبلادء وقالوا ان «قضية العرب في قلسطين هي قضية صراع بين
العرب والانجليز الذين هم مسؤولون عن كل النكسات التي حاقت بالبلاد»9''). وقد جهر هؤلاء
برأيهم في ان «كل مهاودة مع الانجليز أنفسهم تبدى من الهيئات والاحزاب والافراد تعد خيانة
للوطن»(048),
غير أن اتساع التيار الداعي الى مقاومة الانتداب مع مقاومة الصهيونية وظهور مؤيدين له داخل
قيادة الحركة الوطنية لم يعنياء حكماً أن قيادة هذه الحركة قد اقتنعت: كلهاء بمواقف هذا التيار
ودعواته. واذا كانت الاحراءات التي تتم في البلاد على أيدي الصهيونيين والمحتلين تدقع الجمهور الى
السخطء فان كل العوامل التي تحدثنا عنهاء والتي كانت تحمل البرجوازية الفلسطينية على نشدان
التعاون مع بريطانياء ثم على تهيب المواجهة معهاء ظلت تفعل فعلهاء هي الاخرىء في الاوقات كافة.
وحتى حين كان سخط الجمهور يصبح شاملا وحاداً الى درجة لا يملك أحد معها ان يتجاهله؛ كانت
الرغبة في التعاون مع بريطانيا تعبر عن نفسها بظهور الروح المهادنة؛ أى المساومة؛ في الاوساط
القيادية التي سرعان ما تلجأ الى احياء الآمال العتيقة بامكان اقناع بريطانيا بعدالة المطالب العربية.
ولعل أبرز وأوجز ما يؤكد ذلك ما قامت به قيادة الحركة الوطنية حين اجتمع اقطابها في ١8
كن شين فلسطزية العدد ,.١80 آب ( اغسطس ) 1544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10663 (4 views)