شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 50)

غرض

عنوان

شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 50)

المحتوى

سح الاستراتيجية الاميركية في الجزيرة العربية...
في أصولهاء وترسم خطوطها العامة؛ واغراضهاء ومساندهاء ومكانة اسرائيل فيهاء ووسائلها.
وقبل أن نبدا في تناول هذه النقاط؛ لا بد من رجعة سريعة الى التاريخ» لنتبين كيف امتدت
الاستراتيجية الاميركية الى هذه المنطقة العربية.
يمكن القول ان استراتيجية الولايات المتحدة الاميركية في الجزيرة العربية تندرج في اطار
استراتيجيتها العليا (أى الشاملة؛ أى الكلية). ويمكن اختصار اغراض هذه الاستراتيجية العليا
بالمحافظة على قوة الولايات المتحدة, الاقتصادية والعسكرية والسياسية والعلمية» وعلى مستوى مرتفع
من المعيشة للمواطن الاميركي؛ وضمان التفوق والسيطرة على العالمين, الرأسمالي والثالث: ومواجهة
العالم الاشتراكي واضعافه. ومن هذه الاهد اف والاغراض الاستراتيجية العليا تتفرع استراتيجيات
وسياسات وأهداف فرعية تخص قطاعاً معيّناًء أى منطقة جغرافية محددة: أى قضية خاصة.
ولقد سيطرت على مجموعة هذه الاستراتيجيات والسياسات ثوابت مستقرة) في حين تعرضت
الاساليب للمتغيرات. وكانت المبادىء المقترنة بأسماء رؤساء الولايات المتحدة تجسيداً لهذه الثوابت
والمتغيرات. فمن «مبدأ مونرى؛ الى ما اطلق عليه, اصطلاحاً. «مبدأ ريغان», مروراً بمبادىء ترومان
وايزنهاور ونيكسون وكارتر وغيرهم» تبدى الثوابت مستقرة: والاساليب متغيرة. فقد كانت الغلبة» حيناً
لأسلوب القوة والتدخل العسكري المباشر أى غير المباشر, وحيئاً لأسلوب القوة الاقتصادية ودبلوماسية
الدولار وحيناً للأسلويين معاً.
ولقد مرّت الاستراتيجية العليا الاميركية منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية حتى أليوم؛ بمراحل
مد وجزرء ونصر وهزيمة» وانسياح وضمور. وهي» اليوم؛ بين يدي الرئيس رونالد ريغانء الذي ينتمي
وفريقه الى المدرسة التي تسيطر عليها وحدة النظرة الكونية الشمولية» ولا ترى قبالتها سوى عدو واحد
هو «الشيوعية العالمية»؛ ولا تبغي سوى الهيمنة العالمية وسيلة لتحقيق اغراضها الامبريالية. وبناء
على ذلك: اختزلت رسألتها في السيطرة على أكبر قسم من الارض وما حولها من أفلاك.
وترى ادارة ريغان ان مهادنة كارتر للاتحاد السوفياتي قوّضت النفوذ الاميركي في العالم(١')‏
اجل معالجة هذا التقويضء اتجهت استراتيجية ادارة ريغان الى تطوير القوة العسكرية, واتباع
اسلوب التدخل والتصدي» والاستعداد للحرب في أي زمان ومكانء وبأي تموذج من نماذج الحروب
والثورات المضادة» حتى انها صعّدت مستوى الحربء واضافت مسرحاً جديداً لهاء حين طرحت
«مبادرة الدفاع الاستراتيجي»؛ أو ما يسمى حرب النجوم, أو حرب الفضاء.
وفي اطار هذه الاستراتيجية الكونية العلياء جاءت الولايات المتحدة الى الجزيرة العربية من باب
الخليج العربي, وارثة بريطانياء معتبرة ذلك الارث حقاً مكتسباً انتقل اليها بصورة شرعية. وهذا ما
عبّر عنه الكاتب البريطاني ج. اي. بترسون حين أورب في كتابه «دفاعاً عن الجزيرة العربية» ان العام
هو التاريخ المستعمل لانتقال مسؤولية أمن الخليج من بريطانيا الى الولايات المتحدة؛ على
الرغم من أن «تبديل الحرس» قد بدأء تدريجياًء قبل ذلك بعقود(9).
وهكذا أصبحت الجزيرة أحد محاور الاستراتيجية الاميركية؛ ثم محوراً هاماً فيها. وسعت
الولايات المتحدة الى ضمّها الى عباءة الاحزمة الامنية والاحلاف الدفاعية التي اسستهاء أى رعتهاء
في المنطقة. غير ان التيار القومي العربي» بقوته؛ أ بالخوف من قوته, عطلء أى أسقطء تلك الاحزمة
والاحلاف. وعلى الرفم من ذلك كله, بقيت توابت الاستراتيجية العليا الاميركية ترفع علماً في
العدد 18 آب ( اغسطس ) 1548 وين فلصطؤية ان

هو جزء من

شؤون فلسطينية : عدد 185

تاريخ

أغسطس ١٩٨٨

المنشئ

منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

مجموعات العناصر

Generated Pages Set

Periodicals دوريّات