شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 62)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 62)
- المحتوى
-
سح الاستراتيجية الاميركية في الجزيرة العرجية...
الخليج» وعلى الرغم من انه يمكن الاجتهاد بأن هذه القوة الخارجية قد تكون «مباشرة» بمثل ما يمكن
أن تكون «غبر مباشرة»: فقد كأن لا بد من سد الثغرات في هذا المبدأء حتى يمكن توسيع مدأه: وتنويع
الذرائع لكي تستخدم الولايات المتحدة قوتها المسلحة. ولهذاء فقد تتالت التفسيرات والاضافات
والتعديلات: سواء من ادارة كارتر أى ادارة ريغان من بعدهاء حتى أصبح المبدأ شاملا مقهوم الحفاظط
على الوضع القائم, وأي عدوان تقوم به قوة اقليمية ضد دولة من دول شرق الجزيرة» وأي عمل ضد
حقول النفط ومنشآته؛ وأعمال الارهابء والتمربء والثورة من داخل دولة منتجة للنقط("). ويعود الى
الادارة الاميركية ان تقوّم هذه الذرائع والمتغيرات والاعمال» بما يوافق مصلحتهاء وتتخذ حيالها
التدابير المناسبة.
في مواجهة هذه الاستراتيجية؛ نادت دول الخليج بتحييد منطقة الخليجء وابقائها بعيدة من
ساحة الصراع الدويء وتبدّت ميدأ «الامن الخليجي الذاتي», وكانت تجاه خيارين: الانضمام الى
مبد! كارش أو الابتعاد من سياسة الاستقطاب وتنويع الخيارات
ولقد ذهبت هذه الدول الى الخيار الثانى» ورقضتء من حيث المبدأ» الوجود العسكري الاميركى»
أو منحه التسهيلات والقواعد. ولكنهاء في الوقت عينه, كانت مقتنعة بأن الولايات المتحدة هي الضامن
لاستقرار شرق الجزيرة. وهي تريد منها أن تكون في موقع القوة الفاعلة, ويخاصة حين يحتاج الامر
الى ذلك. ولقد جاءت الحرب العراقية الايرانية لتزيل هذا التناقضء ولتكون السبب المباشر في ظهور
الوجود العسكري الاميركي في شرق الجزيرة, وتقديم التسهيلات اليه.
فاذا انتقلناء بعد ادارة كارت الى ادارة ريغان: لوجدنا ان الادارة الجديدة تتميز عن الادارات
السابقة؛ اضافة الى تبنيها مبدأ كارتر بتعديلاته وتفسيراته المزادة عليه بالتركيز على مساعدة
المنظمات التي تقاتل ضد الانظمة الماركسية في دول العالم الثالث. وعلى الرغم من ان الرئيس ريغان
يقترن اسمه بميدأ خاص به. فقد عرفت سياساته هذه؛ ويخاصة معاداة الانظمة الماركسية
ومساعدة المنظمات المعادية لهاء ب «مبد! ريغان»40),
لقد تبنت ادارة ريغان كما ذكرنا مبدأ كارتر, على انه اساس الاستراتيجية التى تضمن
المصالح الاميركية في الجزيرة. واذا كان المبدأ تعرض لبعض النقد والتجريح من بعض اعضاء فريق
ريغان, فقد كان هذا النقد والتجريح موجهين الى سياسة كارتر التطبيقية؛ وليس الى المبدأ ذاته. ويعني
هذا ان الاختلاف بين الادارتين يتجسد في التنفيذء وتنويع الوسائلء ويذهبء في الوقت عينه؛ الى
الاغراق في التطرف. فقد ذهيت استراتيجية ريغان الى تعزيز الوجود العسكري الاميركي في الجزيرة
ليكون دائماً وثابتأًء وبيخاصة ان الحرب العراقية الايرانية بتطوراتها المتتابعة, وعلى الاخص في
مجال حماية ناقلات النفط وحرية الحركة في مضيق هرمنء قد عززت التوجه الاميركي, اذ اعطته
الذريعة والمبرر في الوجود والترسخ والتوسع. وبذلك؛ لم يعد هذا الوجود طاريّاً مرتبطاً بنشوء
«الازمات»: بمثل انه لم يعد مرتبطاً بنقل القوات الاميركية من قواعدها في الولايات المتحدة؛ أى أوروباء
أى غيرهما من الموقع الى مرافء ومطارات البلدان التي تمنح قوات الانتشار السريع بعض التسهيلات.
والمطلوب حسب تعبير الرئيس ريفان هو «الوجود» حتى لا «تتقطع امدادات النفطه. وهو ما بحثه
الرئيس ريغان مع «حلقائه الاوروبيين» ليشاركوه هذا الوجودء ذلك لأنهم: «اكثر اعتماداً على (النفط)
منا نحن»!*). وقد خلصت التطورات المتتابعة في الحرب العراقية الايرانية الى تحقيق جزء من
مسعى الرئيس الاميركيء حين تحركت قوأات بحرية فرنسية؛ وبريطانية: لتكون مع القوات
العدد 186., آب ( أغسطس ) 19844 شُوُين فلسطيؤية 1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)