شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 66)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 66)
المحتوى
حب الاستراتيجية الاميركية في الجزيرة العرمية...
خامساً: مكانة اسرائيل في الاستراتيجية الجزيرية الامييكية
لرينال تفويق اسرائيل عسكرياً على جميع الدول العربية» ومنها دول الجزيرة» غرضاً رئيساً
ضرورياً من اغراض الاستراتيجية الاميركية. وهو غرض تابت, لا يمكن التخلي عنه؛ لأن التخلي يحمل
في طياته, بالنسبة الى الاستراتيجية الاميركية نتائج سلبية["4) . قما دام الصراع العربي ‏ الاسرائيلي
مستمراً فان أي تخل أميركي عن تفويق اسرائيل عسكرياً معناه ضربة لهيبة الولايات المتحدة؛ وضرر
لنفوذهاء وعودة محتملة الى استعمال النقط سلاحاًء والى تضامن مسلح عربي ضد اسرائيل» والى
استقطاب سوفياتي جديد. وفي أية حال لم يكن هذا التخلي مطروحاًء قط . وكل ما كان يحاول ان
يوهمنا به بعض من يسمون «اصدقاء العرب في اميركاء لايعدى الترويج لفكرة ان اسرائيل أصبحت
عبئاً استراتيجياً يثقل كاهل الولايات المتحدة, في مواجهة القائلين انها رصيد استراتيجي
الحقيقة ان هذا الرصيد الاستراتيجيء الذي لا يزال ذا قيمة عالية في استراتيجية الولايات
المتحدة؛ وسيبقى مدة غير منظورة» قد ازدادت قوته الردعية في ار كامب ديفيد. ولكن توظيفه في
الجزيرة يبدى. حتى اليوم» بعيد الاحتمال. فهى هناء يخضع للاستراتيجية الاميركية وضوابطها. ومن
هذه الضوابط : ‎١‏ الغاء الترابطء أى اضعافه على الاقل؛ بين النقط سلاحاً والصراع العربي -
الاسرائيلي؛ ؟ ‏ والخوف من الاستقطاب السوفياتي؛ ‎ "”‏ والخشية من تخريب منجزات نهج كامب
ا يا
واستناداً الى هذه الضوابط لا تزال الولايات المتحدة تغلق استراتيجيتها في الجزيرة» حتى الآن»
على نفسهاء فلا تكلف اسرائيل مهمة واضحة فيهاء حتى لا يؤدي ذلك الى نتائج عكسية. كما ان ليس
هناك ما يدعو الولايات المتحدة الى أن تحرق سفنها في المنطقة؛ بل هناك ما يشجعها على ان تودق
علاقاتها وتجذّر أصولها وتنوّع روابطها. ومن هنا كانت الولايات المتحدة حذرة من ان تدع اسرائيل
تتدخل في الجزيرة: تدخلاٌ يسيء الى المصالح الاميركية فيها.
لا ريب في أن لهذا الحذر حدوداً. فاذا ما وقع أمر خارج هذه الحدوبء ودخل في اطار الدائرة
الحمراء لاستراتيجيتهاء فلاسرائيل حرية التصرف باستراتيجيتها في الجزيرة. واستناداً الى هذا
المبدأء ضربت اسرائيل المفاعل النووي العراقي (حزيران ‏ يونيى ‎,)154١‏ واضرت الكفة العربية في
ميزان القوى ضرراً جد كبير. واستناداً الى هذا المبدآء أيضاً, لنا ان ننتظر ضريات مماثلة لكل مؤوسسة
عربية ممائلة في الجزيرة» حيثما كانت.
ثمة ترابط وتداخل ما بين الاغراض الاستراتيجية الاميركية والاغراض الاستراتيجية
الاسرائيلية؛ وثمة تطايق فيما بين بعضها البعض. ولناء هناء ان نقول ان المصالح الاميركية؛ في ما
يتعلق بالاغراض الجزيرية الاسرائيلية, هي الاساسء ولها الغلبة. فالولايات المتحدة بموجب التحالف
الاستراتيجي: حق استغلال قدرة اسرائيل على العمل وكيلاً لها حينما ترى: هي؛ ضرورة الى ذلك؛
واستخدام هذه الوكالة يخضع لشروط وعوامل لم تتوافر حتى اليوم في الجزيرة. وفي هذا الاطار. تدخل
نيات اسرائيل في انشاء «اسرائيل الكبرى» وفي تأسيس «الامبراطورية الاسرائيلية», وهى تأتى في
درجة ثانوية في المعادلة الاميركية ‏ الاسرائيلية القائمة. ‎[١‏
نضيف الى ذلك سبباً آخر لا يجعل التطابق كاملا في جميع الاغراض بين الاستراتيجيتين.
فالاسرائيلية منها تقتصر. أساساء على منطقة جغرافية محددة صغيرة بالنسبة الى
العدد 186, آب ( إغسطس ) 1944 شين قلعطؤة 530
تاريخ
أغسطس ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18073 (3 views)