شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 69)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 69)
المحتوى
د. هيثم كيلاني سم
وعلى الرغم من محدودية تلك الثفرة وذلك التدجين؛ ومن استمرار بعض الخجل والحياء
الاميركيين» يمكن القول ان المرحلة الراهنة للحضور الاستراتيجي الاسرائيل في ما يسمى في المفهوم
الاميركي «الدفاع عن الشرق الاهسطه يتجسد في شكلين: أولهماء ذلك الحضور في الخطة
الاستراتيجية الاميركية الاقليمية لمواجهة الاتحاد السوفياتي؛ وهو ما شكل الغطاء الذرائعى للتحالف
الاميركي - الاسرائيلي» ولعضوية اسرائيل في مبادرة الدفاع الاستراتيجي الاميركي (حرب النجوم)؛
وثانيهماء المشاركة المحتملةء بصورة مباشرة أو غير مباشرة, في الخطة الاميركية الاقليمية للحفاظ على
مصالحهما الحيوية في الشرق الاوسط ؛ ومنه الجزيرة وشرقها.
وف ضوء الرؤية هذه للحضور الاستراتيجي الاسرائيلي في الاستراتيجية الاميركية للدفاع عن
الشرق الاوسطء يمكن ان ينظر الى خطة الاعتداء الاسرائيلي على المفاعل النووي العراقي (حزيران -
يونيى ‎.)1948١‏ فاذا كان العامل الاسرائيليء في هذه الخطة, هو الذي جرى التركيز عليه دون غيره,
فان العامل الاميركي لا يمكن تغييبه. ذلك ان للولايات المتحدة رغبة أكيدة في تحجيم أية قوة عربية
يمكن ان تحظى لنفسها بقدرة قد تستخدم لتهديد النفوذ الاميركي, والتأثير في الاستراتيجية الاميركية
في الجزيرة» من جهة؛ وفي الصراع العربي ‏ الاسرائيي» من جهة أخرى.
وتطبيقاً لنظرية ادارة الرئيس ريغان بالتوجه نحو الاطراف بدلا من المركنء في استراتيجيتها
الجزيرية: أخذ دور اسرائيل في هذه الاستراتيجية يتكون شيئاً فشيئاًء » على الرغم من ان الادارة
الاميركية حاولت؛ في بادىء الامرء ان تبقي اسرائيل خارج اطار استراتيجيتها هذه, تماشياً مع مواقف
الدول العربية: وتجنباً لحساسيات تسيء الى الاغراض الاميركية.
في اطار هذا المفهوم» ويعد ان فشلت الدعوة الاميركية الى ما سمي «الاجماع الاستراتيجي»,
اتجهت الولايات المتحدة الى اسرائيل, تقيم معها تحالفاً استراتيجياً متعدد البعد والاتجاه؛ متنوع
الافق والمجال.
وتبرز هذه المكانة في الاستراتيجية الجزيرية الاميركية في تفسير عرضه اليروفيسور ايكلي لاحدى
لجان الكونغرسء حين قال: «أن لاسرائيل دوراً ثابتاً في أي نظام استراتيجي تقر الولايات المتحدة
انشاءه في تلك المنطقة (الخليج). وذلك الدور ليس رهناً بالظروفء ولا بالتحالفات المؤقتة والظرفية: ولا
يوجد لدينا بديل محتمل له»('”). وعلق أحد المسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية على هذه المسألة
بقوله: «ان استمرار اشتراط الدول العربية التوصل الى تسوية للصراع العربي - الاسرائيلي قبل الحمضي
قدماً أ في خطط الدفاع عن الخليج. سوف يجعل من الضروري على الولايات المتحدة أن تبدأ بالبحث:
جدياً. عن البدائل الاخرى المتوفرة لها في المنطقة. وبالطبع» فان اهم هذه البدائلء في الوقت الحاضى,
مي اسرائيل وتركيا؛ كما ان مصر قد تشكلء هناء مفتاحاً أساسياً في استراتيجيتنا الهادفة الى توفير
رة عسكرية للدفاع عن المصالح الغريية هناك. واذا ما رفضت الدول الاخرى الدخول في هذه
الاسشراتيجية المواجهة للخطر السوفياتيء فان الاعتماد على الاطراف المحلية الراغبة في التعاون
معناء كاسرائيل ومصر وتركياء دون غيرهاء يصبح امراً لامفرٌ منه, بالنسبة الى الولايات المتحدق»(7").
واذا ما وقع تدخل سوفياتي مباشر في شرق الجزيرة؛ فان لاسرائيل دوراً هاماً ويارزاً في اطار
الاستراتيجية الاميركية؛ اذ لها دور عملياتي وتكتيكي مساند في المواجهة, اضافة الى انها ستكون
قاعدة كبيرة للامداد والتموين والتزود بالقوات؟*).
وثمة رآأي سوفياتي يرى ان الصناعة العسكرية الاسرائيلية هي في منزلة «مخزون
14 شين فلعطؤية العدد 186, آب ( اغسطس ) 15448
تاريخ
أغسطس ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22442 (3 views)