شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 77)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 77)
- المحتوى
-
تقارير
تآثير الانتفاضة في رؤّية يهود العالم
أحدثت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية جملة تحولات هامة في وعي الرأي العام العالمي تجاه الصراع
العربي الاسرائيلي؛ حيث جسّدت, منذ انطلاقتهاء المحتوى الكفاحي والانساني والاخلاقي لثورة الشعب
العربي الفلسطينيء في مواجهة اسرائيل, التي اسفرت عن وجهها العنصري البشع؛ عبر ممارساتها الهمجية في
قمع إنتفاضته.
لقد كان انفعال العالم بثورة الحجارة» وتفاعله معهاء تعبيراً عملياً عن اهتزاز مجموعة المفاهيم والمقولات
الزائفة» التي ررسختها الامبريالية» والصهيونية» في الوعي الغربي عموماً» واليهودي خصوصاً. حول اسرائيل
باعتبارها منبع القيم الروحية السامية؛ وواحة الديمقراطية» ورسول الحضارة الى الشرق المتخلف.
وتأتي الانتفاضة الفلسطينية: مقرونة بالممارسات الفاشية الاسرائيلية: لتشكل نقطة تكول هامة في رؤية
يهود العالم نحو اسرائيل» وفي علاقاتهم بهاء وفي فهمهم لخلفيات الصراع العربي الاسرائيلي. كتب الصحفي
الاسرائدلي أوري هورفيتش: «لقد حدث شرخ في العلاقة بيننا وبين صديقنا الحقيقي والوحيد في العالمء وهو
الشعب اليهودي؛ فيهود بارزون في جميع انحاء العالم: يوجهون؛ اليوم؛ نقداً قاسياً الى ما حدث في المناطق
[المحتلة]» (عل همشمان 1544/1/91).
ان توجيه النقد إلى اسرائيل من قبل يهود العالم ليس امرأ جديدا. ولكن الجديد هى مستوى, وأهداف,
ونتائج, الانتقاد اليهودي لاسرائيل. فقد سبق لبعض الزعماء اليهود ان وجهوا انتقادات الى اسرائيل, في اعقاب
العدوان الاسرائيلي على لبنان في حزيران ( يونيى ) 1947١؛ كما وجّهت انتقادات يهودية عديدة الى اسرائيل» اثر
افتضاح قضية الجاسوس جوناثان بولارد وقضية التورط الاسرائيلي في صفقات الاسلحة الاميركية الى ايران»
والتي عرفت في حينها بقضية «ايران غيت». غير ان الانتقادات سرعان ما خفتت وتراجعت امام هجمة الاصوات
اليهودية القوية؛ المدافعة عن اسرائيل.
آما الانتقادات اليهودية الراهنة, فانها تمتاز عن سايقاتها باتساع نطاقهاء على الصعيد اليهودي العالمي؛
وشمولها معظم الفئات الاجتماعية اليهودية, وتجاوزها الحدود التقليدية في النقد الموجّه الى اسرائيل.
اتساع موجة الانتقاد اليهودي
اصيبت المنظمات والشخصيات الصهيونية واليهودية عموماً بالحرج والارباك ازاء صون القمع الوحشي»
التي تناقلتها وسائل الاعلام؛ والتي صوّرت الجنود الاسرائيليين وهم يمارسون أبشع أشكال التنكيل والتعذيب
ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. فطوال أربعة عقود من الزمن انهمكت المنظمات والشخصيات
اليهودية هذه في تسويق صورة اسرائيل «الجميلة» والعرب «المتوحشين الارهابيين» الى العالم. وفجأة؛ يقف العالم
كله ازاء المشهد الحقيقي للصراع؛ بكل صدقه وقسوته, الامر الذي فضح زيف الدعاوى الصهيونية؛ وجعل
العديد من المنظمات والشخصيات اليهودية تسارع الى شجب سياسة القمع الاسرائيلية, والتنصّل من مسؤولية
التورط في دعم الاتجاهات المتطرفة في الكيان الصهيوني. وكان رئيس مؤتمر المنظمات اليهودية في الولايات
المتحدة؛ موريس ابرام, في مقدم الشخصيات اليهودية الجارزة التي انتقدت سياسة اسرائيل في المناطق المحتلة»
حيث اتصل هاتفياً » بتاريخ .1548/١/15 بوزير الدفاع الاسرائيلي؛ اسحق رابين» واعرب له عن احتجاجه على
سياسة الضرب التي اعلنها رابين جهاراً. وقال ابرام, الذي كان يتحدث باسمه وياسم زعماء,
8 شين فلسطزية العدد 186, آب ( اغسطس ) 1544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)