شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 86)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 86)
- المحتوى
-
سس الانتفاضة وانتهاكات اسرائيل لحقوق الانسان
ثالثاً: الانتفاضة والوضع العربي» والدولي.
رابعاً: الانتفاضة ومستقبل الصراع العربي الاسرائيلي.
وكان واضحاً لدى اللجنة المنظمة للملتقى ضرورة «ان تتمكن اعماله من تلبية حاجة سياسية - فكرية
حقيقية أخذت تجد طريقها الى التعبير عن نفسها مع استمرار الانتفاضة وزيادة التساؤلات بشأتها.
جاء في نص الرسالة التي وجهت الى المدعوين للمشاركة ما يمكن النظر اليه على انه احساس جلي بالحاجة
إلى التداول والبحث والدراسة المعمقة والجماعية لابعاد الانتفاضة؛ من حيث انها تشكل « معلماً بارزاً من معالم
التحولات الاجتماعية والسياسية العميقة التي تتفاعل في الواقع العربي اليوم»؛ من جهة ومن حيث انها تكشف
عن «١ إن الفكر العربي يعيش ازمة لا جدال في خطرها وعمقها»؛ وان هذه الازمة الفكرية هي تعبير عن «أزمة
اعمق» وتشمل «الحياة العربية العامة», من جهة أخرى. اضافت الرسالة» إن التقصير حيال الانتفاضة هى
«جماعي»» « قلئن كان تقصير سلوك النظم السياسية العريية تجاه ' ثورةالحجارة' فاضحاً في وضوحه»؛ فان
«ممارسات قطاعات عديدة من المعارضة السياسية العربية تكشف عن عمق التقصير المشار اليه». واستنتجت
الورقة الرسالة ان «ما يجرى يتطلب نمطأ اخر من التعامل العقلاني الموضوعي: تحليل الابعاد المختلفة
للانتفاضة:؛ ومسارهاء وانعكاساتها الراهنة و المستقبلية على مجمل الوضع العربي المعاصر». اضافت الرسالة:
«يتكمل المثقفون العربء اذأ مسؤولية كبيرة تجاه الاحداث. ان استمرار غياب مشاركتهم العملية والفكرية,
يحمّلهم وزرا لا شك في حساسيته وخطره».
ما تجدر الاشارة اليه هو ان الملتقى الفكري الذي نتحدث عنه قد يكون الندوة العربية الوحيدة التي جاءت
بمبادرة شعبيةء بالمعنى الدقيق للكلمة . وريما كانت هي الندوة الوحيدة التي تم اعدادهاء وعقدهاء بمثل هذا
العدد من الحضور (أكثر من اربعين متقفاً ما بين كاتب وصحافي وفنان تشكيلي). ويمثل هذه الكثافة والجدية في
الحوار والنقاشء وبامكانات مادية ذاتية تكاد لا تذكر ( كلفة طباعة الدعوات والبرنامج والبريد فقط) » أي من غير
استضافات ويطاقات سفر وفنادق وما شابه. أما الجهة المنظمة, فهي لجنة انبثقت عن «الجمعية العربية لحقوق
الانسان فرتسأ»؛ و«فرع فرنسا للاتحاد العام للكتاب والصحاقيين الفلسطينيين» الذي تشكل حديتاً.
في جلسة الافتتاح (صباح السبت 151448/1/148): تحدث كاتب هذا التقريرء باسم اللجنة المنظمة, عن
الاهداف المرجى تحقيقها من الملتقى؛ والتى هي كما ذكر «دراسة الانتفاضة الباسلة للشعب الفلسطيني في
المناطق المحتلة؛ ودراسة آثارها وانعكاساتها وتفاعلاتها على الصعد كلهاء. ومع ان الانتفاضة قد تشكل متعطفاً
هاماً ومعلماً من معالم التحولات التي تعتمل في الوضع العربي الراهن؛ قان الاستجابة الفكرية التي تسنى
رصدها لهذا الحدث الكبير ربما تكون عبرت؛ كما يميل عدد غير قليل من المثقفين العرب الى الاعتقادء عن ان
الفكر العربي يعيش ازمة لا شك في عمقها. بل ان ازمة الثقافة العربية التي يصار الى الاشارة اليها بهذا
الخصوص, ريما كانت تعبيراً عن ازمة أشد خطراً وأكبر حجماً بكثير؛ « وأغلب الظن انها تطاول الحياة العربية
بمجموعها. فلماذ! هذا التقصير ؟ وما هي عوامله ؟ طبيعته ؟ ابعاده ؟ ونتاكجه ؟ وما العمل ؟».
يظلهر. أذأً» ان طموح الندوة تعدى التوقف عند احداث الانتفاضة؛ من حيث هي كذلك. فالاجابة عن
الاشكاليات التي تثيرها الانتفاضة تتطلب؛ بلا جدال؛ تخطي الحدث نفسه ليصار الى مس تجلياته وابعاده
وتأثيراته في المسار العام للصصراع ضد الصهيونية: وانطلاقاً من ان هذا المسار: هى اقليمي (عربي وشرق اوسطي
وحتى متوسطي) ويؤثر في امن ومستقيل المنطقة العربية ككل؛ وهى دولي ( من حيث المصالح المتشابكة للقوى
الدولية المختلفة والاستراتيجيات والسياسات المعيرة عن هذه المصالح)؛ وانطلاقاً من ان الانتفاضة برزت
كمقاومة شعبية عميقة الجذور وعالية الكفاءة والتنظيم؛ وهي صفات أو عناصر لم تعرفها الاشكال الاخرى من
اشكال العمل الشعبي العربي في المراحل السابقة. ومن المعتقد بأنها صفات لا تدفع الى القول بنجاح الانتفاضة
فحسب, بلء وقبل ذلك» الى انها حققت نقلة نوعية وتاريخية كبيرة في مسار الصراع العربي الصهيوني الذي
تغطي مساحته الآن حوالى قرن من الزمان.
العدد 180, آب ( أغسطس ) 19848 تتُؤُون فلسطيزية هم - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)