شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 98)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 98)
- المحتوى
-
ست كيف لا يكتب التاريخ ؟
وازداد وضوحاً ان تشويه الحقائق اتاح للمؤلفين توجيه الرؤية السياسية: كلما دخلت الناحية التاريخية في
مراجعة النزاع اللبناني خلال عقد السبعينات. وفي هذا الاطار. اورد دوبوي ومارتيل ان مئتي الف فلسطيني
انتقلوا الى لبنان عقب الحرب الاهلية في الاردن العام 197٠١ (ص 55). والعجيب ليس فقط ان هذا التقدير يزيد
على الرقم الذي يقدمه الباحثون الميدانيون الموثوقون (150 الى 7١ الف شخص). بل انه يتجاوز بنسبة ؟ الى +
أضعاف الرقم الذي يدعيه اليمين اللبناني (0 الى ٠٠١ الف شخص). وافترض المؤلفان؛ بلا نقاش» ان
المسيحيين اللبنانيين كافة عارضوا القلسطينيين و م.ت.ف. وهذا افتراض كاذب في ما يتعلق بالطوائف غير
الماروتية والاحزاب ذات التمثيل المسيحي الكثيف ( كالحزب الشيوعيء والقومي السوري )» وايضاً لدى الموارنة
أنقسهم. وعلى الافتراض هذا يقر رأيهما على أن «الحرب الاهلية في العامين 151/9 و 1517/1 أساسها الدعم
الفلسطيني للعناصر المسلمة بين السكان اللبنانيين» (ص ,)5١ وكأن اليمين اللبناني لم يكنء ولم يعان لبنان
من الازمات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة ومن المخلفات الطائفية والسياسية البائنة
لذلك, فاذا تميزت معالجة دوبوي ومارتيل للصراع المعقد بين اسرائيل وسوريا وم.ت.ف. وألفئات اللبنانية
في فترة 191/5 - 151 بشيءء فان ذلك هو للاختيار الانتقائي الشاذ للاحداث التي يذكرها أو يغفلها النص؛
اذ غاب كلياًء مثلاء أي سمد للقائمة الحلويلة من النشاطات والاعتداءات العسكرية الاسرائيلية على جنوب لبنان,
من 1915 قصاعداً. حتى ان الاجتياح البري الرئيس» في آذار (مارس) 19178/ لم يستدق من المؤلقين سوى
صفحة واحدة: على الرغم من وقعه بعيد المدى على الاوضاع العسكرية الفلسطينيين: ولقوات سعد حداد»
وللقوات الدولية, وللجيش اللبناني. ويتكامل هذا التغييب للتصرفات الاسرائيلية مع عادة الكتاب الاميركيين
والاسرائيليين في تحميل المسؤولية عن نزوح مثات الآف المدنيين اللبنانيين من الجنوب على «تجاوزات» م.ت.ف.
بدلا من القصف الاسرائيلي. وهذه اوهام لم تنطل على اللبنانيين. ومثال ذلك ان الامام مومى الصدر اتهم, في
العام 1574 وقبل سطوع نجم المنظمة؛ اسرائيل يتفريغ الجنوب عمدأً فهدد بالزحف على قصور الحكام, اذا
لم توفر الدولة الحماية. وتجاهل المؤلفان» أيضاًء النشاط العسكري الاسرائيلي في جنوب لبنان حتى خلال فترات
ركوب العمل الفلسطيني.
تتالت الاكاذيب والميول السياسية الضالّة مجدداً. حين «اكد» المؤلفان: مثلاً ان نجل الرئيس السابق
سليمان فرنجية ( طوني) قد قتل في حزيران ( يونيى ) 151/7 بدلا من 13174 وان اليمن الشماليء وليس اليمن
الجنوبي؛ بعث بقوات لحفظ السلام في لبنان العام 151/1؛ وان م.ت.ف. اعترفت باستشهاد 5 مقاتلاً وليس
بجرح واستشهاد ١48 مقاتلاً في آذار (مارس) 1578. كما انكشف الانحيان أيضاًء في تكرار خرافة «حكم
الارهاب» الفلسطيني في جنوب لبنان. ولم يكتف دوبوي ومارتيل بعدم تقديم أية دلالة على هذا الزعم فحسب»
وهى اخفاق معهود لدى الاميركيين والاسرائيليين الذين يكررون ذلك الادعاء. بل واضافا ان «اسرائيل... /
حررت' نصف لينان مما كان بلا شك [كذا] احتلالا قاسياً لا ييحم من جانب م.ت.ف.» (ص 5 0). وتتناقض
كلمة «حررت»؛ كلياً مع واقع حملة المقاومة واسعة النطاق والتي نجحت,. في النهاية؛ في طرد الجيش الاسرائيلي
من غالبية انحاء لبنان على الرغم من كل الاخبار المبالغ فيها عن استقبال جنوده يحفاوة في العام 15/47. ترى
ألم يتردد مارقيلء الذي ولد في وارسى عاصمة بولندا وتذكر خبرة «التحريره» النازي الالماني» قبل استخدام هذا
التعبير لوصف ما حدث في لبنان.
ينفضع الطابع الانتقائي لكتاب «الخصر المشوب...» خاصة بالمقاطع الطويلة المخصصة لاحداث معينة؛ اذ
خصص المؤلفان فصلا كاملاً لسرب الوقائع اليومية لزيارة الرئيس المصري السايق» أنور السادات, للقدس. في
العام 151/7, ولعملية التفاوض التالية؛ والجزء الاكبر من فصل آخر لعرض تفصيلي - خطوة خطوة - للهجوم
الاسرائيلي على المفاعل النووي العراقي في العام .154١ كما أهدر المؤلفان فصلل آخر, بالكاملء على اثبات
الكفاءات «الوطنية» والمهنية لحليف اسرائيل. سعد حداد: ليس لأن هذه المسألة لا علاقة لها باحداث لبنان
فحسب, بل للتفصيل والاسهاب الذي يثير الغرابة في كتاب يغطي مواضيع رئيسة أخرى بايجاز شديدء أى
العدد 5 آب ( اغ ) 1544 سرون فا 58 5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)