شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 100)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 100)
المحتوى
حك كيف لا يكتب التاريخ ؟
لماذ! تجنبا عين الحلوة, فلأنه «لم يكن لديهما الوقت الكافي». ولوحظ انه في تقديم أحصاء مضاد لعدد المصابين
في اثناء الحرب؛ تجاهل المؤلفان حصار بيروت؛ واشارا الى الجنوب فقط. وحتى في هذاء ذكراء فقملء الف قتيل ولم
يشملا ‎٠٠٠١‏ قتيل في عين الحلوة وحده ‏ حسب الناطق الرسمي باسم الجيش الاسرائيلي في صيدا.
ادعى دوبوي ومارتيل بأنهما يحتجان فقط على المبالغات لحجم الدمار وعدد المصابين التي ظهرت في
الصحافة والتلفزة الغربية في صيف العام 1547. لكن أدعاءهم اصطدم بحقيقة انهما بحثا عن اعلى التقديرات
التي نجما في العشور عليهاء ليسخرا منهاء وليقدما تقديراتهما الماخفضة جداً كبديل؛ دون ان ينظرا الى
التقديرات الوسيطة المعقولة ذات المصداقية الكبيرة. ويكمن في اصل هذه المناورة اعتقاد عجيب» مقاده ان
الاحصاءات الدقيقة لعدد اللاجئين والمصابين التي جمعتها الشررلة اللبنانية (على اساس تقارير البلديات
والمستشفيات) والوكالات الوطنية والدولية (الامم المتحدة, وكالة الغوث؛ الصليب الاحمر اللبناني» والدولي) تقل
مصداقيتها عن الانطباعات الجزئية للمؤلفين. وهذا الامر يهدف, حتماً. الى تصوير الجيش الاسرائيلي كطرف
انساني. وخصص المؤلفان فقرات عدة لاتبات التزام الجيش الاسرائيلي بالقانون الدولي ومعاملته «الحسنة»
للاسرى والمدنيين؛ واختفى من النص الرفض الشهير للعقيد ابي غيقع بأن يقاتل في بيروتء كي «لا يطلق الذار
على الاطفال»؛ كما اختفت رواية المقدم دوف يرمياهو عن التعامل الهمجي ضد الاسرى العسكريين والمدنيين.
بعد تغييب مثل هذه المصادر الحقيقية عن الحربء لم يصعب على المؤلفين ان يزعماء بقحة وفظاظة؛ ان
دخول القوات الاسرائيلية الى بيروت الغربية بعدانسحاب م.ت.ف. (مما ادىء فوراً» الى مجزرة صبرا /شاتيلا)
لاقى «التمجيد والمديح من قبل الجميع» (ص ؟8١).‏ علماً بأن هذا الدخول جذب الادانة حتى من البيت
الابيض الاميركي. وعلى الرغم من التشديد على القانون الدوليء يتجاهل دوبوي ومارتيل» فجأة, لاشرعية التصرف
الاسرائيلي والدعم اللاحق للدخول الكتائبي الى المخيمات الفلسطينية ( علماً بأنهما اعترفا بمسؤولية اسرائيل
الصريحة عن المجازر )» واغفلا واقع انسحاب القوة متعددة الجنسية من بيروت قبل الموعد المحدد وقبل ايقاء
الشرط الاساسي: أي انسحاب الاسرائيليين من جوار العاصمة اللبنانية.
أدى مسعى تيرئة اسرائيل الى تطورات اخرى في «لعبة الارقام». فثمة صفحتان اسهبا فيهما في مناقشة كم
قنبلة سقطت بالفعل على بيروت؟ من اجل اظهار ان العدد الفعلي كان معقولا في السياق. وهناء وصلت الحسابات
الرياضية أوجاً من الحماقة والتحوير؛ فاشار الكاتبان (ويتطابق النص مع مقالة لدوبوي في صيف العام ؟545١1)‏
الى خبر نشر في صحيفة «انترناشونال هيرالد تريبيون»: تاريخ 5 ‎١‏ آب (اغسطس)» أكد قيام الطائرات الاسرائيلية
بقذف 5؛ الف قنيلة على العاصمة. ثم حسيا عدد الطائرات في سلاح الجى الاسرائيلي وعدد القنابل التي تحملهأ
كل طائرة؛ ومعدل الطلعات» كي يبرهنا على ان الحمولة القصوى التي امكن نقلهاء خلال يوم واحدء تقل عن 4 5
ألف قنبلة, وذلك حتى يشكك القارىء في الخبر وفي التهمة الموجهة الى اسرائيل باستخدام العنف البالغ.
وشوّه المؤلفان وقائع عدة؛ ليس اقلها التصريح بان الطائرات الاسرائيلية لا تحمل سوى اريع قنابل للواحدة»
بدلا من الحمولة الحقيقية ثمان قنابل في ! - 4 سكايهوك ى ‎١”‏ قنبلة في اف ؛ فانتوم», وهي نصف الحمولة
القصوى الممكنة؛ عدا الصواريخ غير المهجهة التي تأتي في حاضنات تتسع ل ‎١8‏ صاروخاً . ائما الاهم من ذلكء
هوتجاهل المؤلفين لمسألة واضحة؛ هي ان مراسل الصحيفة ليس خبيراً عسكرياً, فجمع القنابل الجوية والقذائثف
المدفعية (الارضية) معاً . بل واقر دوبوي ومارتيل بأن ذلك الخلط واضحء حين أشار! الى خبر نشر في صحيفة
«الواشنطن بوست» ذكر ان ‎١٠١ ١«‏ قنبلة وصاروخ سقطت [من الجو]... ى 57 الف قذيفة اطلقت من المدفعية
الاسرائيلية البرية والبحرية». وهنا رفض دويوي الرقم ‎»42٠٠١‏ على اساس حجتين: الاولى مشاهداته خلال
زيارة طولها خمس ساعات. في اليوم التالي, لعدة بطاريات اسرائيلية؛ والثانية. ملاحظة ان «مئة مدفع» لا تقدر
عنى اطلاق ذلك الحشد من القذائف. الا أن ملاحذظاته هذه جزئية وتستند الى حضور مختصر في احد اليومين
المعنيين فحسب. يضاف الى ذلكء ان الجيش الاسرائيلي حشد لواءي مدفعية وكتيبتين مستقلتين حول بيروت:
أي قطعة. كما اشتركت الديابات بالقصفء, نظراً الى قصر المسافات, ‎٠٠١‏ الى ‎7٠١‏ قطعة. وإذا
العدد 18, آب ( اغسطس ) 1544 وين فلمطؤية 45
تاريخ
أغسطس ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10376 (4 views)