شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 129)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 129)
المحتوى
عندما اكتسح مرشحو م.ت.ف. في الضفة مقاعد
البلديات والمجالس القروية؛ والخوف من تحول
الحصملة الانتخابية الى حملة تحريض على
التظاهرات؛ واظهار عدم ثقة المؤسسات الدولية
باسرائيلء وأن الاسرائيليين ليسوا الحكام الوحيدين
لهذه المناطق (كتابء مصدر سبق ذكره.
0
ومع أن الامور تبدو على جانب كبير من التعقيد
في الجائب الاسرائيي, فانها لا تبدوسهلة في الجاتب
الفلسطيني أيضاً. فهناك مخاوف من أن يؤدي
اختيار المرشحين الى خلافات داخل الصف الوطنى
الذي تمّ توحيده داخل القيادة الموحدة للانتفاضة؛
وهناك خشية» كذلك؛ من لجوء السلطات الاسرائيلية
إلى استخدام تدابير احتياطية لنظام الانتخابء
كالطلب الى المرشحين ابراز شهادات حسن سلوك
يتمّ الحصول عليها من الشرطة. مثل هذا التدبير
يجعل سلطات الاحتلال تتحكم بقبول» أورفض, أي
من المرشحين بمنحه مثل هذه الشهادة, أو حجبها
عنه (المصدر نفسه) .
هكذ! يعود الجدل الى طبيعة السلطة الاولية
التي يمكن أن تنشا في المناطق المحتلة وتتولى ملء
الفراغ الاداري في هذه المناطق» خلال الاوضاع
الحاليةء أى في مراحل لاحقة يتحقق فيها انسحاب
الجيش الاسرائيلي من المناطق الرئيسة والمدن
والقرى الفلسطينية في الضفة والقطاع.
فعنى الرغم من نجاح القيادة الفلسطينية في
ابتكار وسائل تنظيمية فعّالة في مجال بناء سلطة
فلسطينية» وبينما كان من السهلء نسبياًء تمزيق
عدد من المؤسسات والتركيبات التى أقامها
الاحتلال, فان عملية بناء سلطة وطنية فلسطينية
تبدى مهمة أصعب بكثير. ولهذه الاسباب لن يكون
اعلان العصيان المدني الشامل (كأسلوب رئيس
ضاغط من أجل تحقيق الاهداف المطلوبة: في المدى
المباشر والمنظور ) سهللاً, بل سوف يواجه صعوبات
كبيرة (المصد. تفسه) .
اتجاهان وتجربة
تتفق التنظيمات الفلسطينية المؤتلفة داخل
اطار القيادة الموحدة؛ وكذلك في الشتات الفلسطينى,
على أهمية العصيان المدتى في المرحلة المقبلة.
ريعي المدهون سح
«فهذه الوسيلة التي لا تعتبر عنيقة, في أساسهاء
تخفي بين طياتها طاقة عالية [تمكّن] من تحقيق
مكاسب سياسية؛ لأن استخدامهاء بشكل ناجح:
سيفقد اسرائيل الاساس الشرعي الذي تستند اليه
في تمسكها بالمناطق [المحتلة]» (رون - بن يشاي.
مصدر سبق ذكره) .
بدأ الانتقال الفعلي الى هذه المرحلة منذ أريعة
شهور. فقد أدركت القيادة الفلسطينية: التى ركّزت
منشوراتها على الاضرابات التجارية ومحاولة
الانفصال عن الادارة المدنية الاسرائيلية» ان الحجر
أدى مهمته.
من وجهة نظر منظمى الانتفاضة؛ لقد كانت
الاضرايات التجارية ناجحة؛ أذ فشلت كل المحاولات
الاسرائيلية في ان تكسرها بالقوة» أو من طريق
استعمال «القانون». وينتيجة ذلك؛ أعلن الجيش
الاسرائيلي والادارة المدنية استسلامهما. وكقّاء في
الاسابيع الاخيرة, عن الانشقال بالتجار
واضراباتهم (المصدر نفسغ). واعترفت مصادر
مسؤولة في القيادة المركزية الاسرائيلية بأن
الانتفاضة تستطيع الاستمرار في الضفة الغربية
وقطاع غزة لسنوات أخرىء وان الجيش الاسرائيلي
يبذل جهده لاتخاذ الاجراءات الضرورية لضبط
الوضع والتعامل مع الاحتمالات الممكنة (كينيث
كايلان, «الانتفاضة تسير بلا حدوب»: جيرو زاليم
بوست. 19488/17/8). وأقر قادة الجيش
بفرضيتين, هما: ان الانتفاضة أصبحت أسلوب
حياة يتبعها السكان, في المناطق المحتلة» وان
م.ت.ف. هي الجسم القائد الوحيد في هذه المناطق
لكن مرور اسابيع على الاقرار الاسرائيلي بهذه
الحقائق» ومرور أربعة شهور على التجربة في مجال
العصيان المدني» لم تحل دون استمرار الجدل حول
طبيعة العصيان الذي تتجه نحوه الانتفاضة؛ وما
اذا كان يتوجب الاستمرار في الخط الحاليء القائم
على الانفصال التدريجي الجزتئى عن السلطات
الاسرائيلية بطريقة مدروسة ومخطط لهاء أو ما اذا
كانت المعطيات تسمح بالاتجاه ندى العصيان
الشامل؛ والتصادم مرة واحدة مع جميع المؤسسات
والادارات والسلطات التي يمثلها الاحتلال.
فالجبهة الشعبية تدعو الى العصيان المدنى
194/4 ) ‏شيُون فلسطينية العدد 186, آب ( اغسطس‎ 1١8
تاريخ
أغسطس ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10641 (4 views)