شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 143)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 143)
- المحتوى
-
المحافظة عليها تقع على عاتق كل واحد منكم؛ فلا يكون
بيننا متسع لفتان ذي ضلالة: أو خوّان ذي غرض. ولن
نكون؛ بعون الله الا كما كنا على الدوام» آسرة واحدة
متماسكة, تنتظم أفرادها الاخوة والمحبة والوعي
والاهداف الوطنية والقومية المشتركة.
ولعل أهم ما يتبفي التذكير به. ونحن نؤكد على
ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية؛ هو ان
المجتمعات المستقرة, المنتجة؛ هى المجتمعات التى
يسودها النظام والانضباط. فالانضباط هو النسيج
المتين الذي يمتد بين ابناء الشعب جميعاًء ويشدهم
بعضاً ألى بعض في بنيآن واحد منسجم مذيع» يسد
الطريق على الاعداء, ويفتح آفاق الامل للاجيال المقبلة.
ان التعددية البناءة التى يعيشها الاردن متذ
تأسيسه. ويشهد بسبيها التقدم والازدهار ف كل
مناحي الحياة» لاتزيد فقطمن ايماننا بقدسية الوحدة
الوطنية, بل أيضاً بأهمية دور الاردن القومي؛ من
خلال طرح نفسه نموذجاً حياً لاندماج فئات عربية
مختلفة على أرضه في اطار مواطنة صالحة وشعب
أردني واحد. ان هذ! النموذج الذي نعيشه على
أرضناء هو الذي يمنهنا الثقة في حتمية تحقيق الوحدة
العربية بمشيئة الله. واذا ما تمعّنا في روح العصرء فان
تأكيد الذات الوطنية لا يتعارض مع تحقيق صيخ
وحدوية مؤسسية يمكن ان تنتظم العرب جميعاً
فهنالك أمثلة حية قائمة في وطننا العربى تثيت ذلك:
مثلما هنالك أمثلة حية قائمة في اقاليم أجنبية . ولعل من
أوضحها المجموعة الاوروبية التي تتجه؛ اليوم؛ نحو
تحقيق وحدة أورويية سياسية؛ بعد أن نجحت في
تحقيق التكامل الاقتصادي بين اعضائها. وكما هو
معروف, فان الاواصر والصلات والمقومات التي تجمع
بين العرب هي أكثر بكثير من تلك التي تجمع بين
الشعوب الاوروبية. ١
أيها المواطنون؛ أيها الاخوة الفلسطينيون في
الارض الفلسطينية المحتلة,
وتبديداً لأي ظلنون يمكن أن تنش عن اجراءاتناء
نود أن نؤكد لكم بأن هذه الاجراءات لا تعني تخلّينا
عن واجبنا القسومي, سواء تجاه النزاع العربي -
الاسرائيلي أو تجاه القضية الفلسطينية؛ كما أنها لا
تعني تخلياً عن ايماننا بالوحدة العربية. قالاجراءات
وثائق
نفسهاء كما ذكرتء قد اتخذناهاء في الاصلء تجاوياً
مع رغية منظمة التحرير القلسطينية؛ الممثل الشرعي
والهحيد للشعب الفلسطينيء ومع القناعة العربية
السائدة بأن مثل هذه الاجراءات ستسهم في دعم
نضال الشعب الفلس طيني وانتفاضته المباركة.
وسيواصل الاردن دعمه لصمود الشعب الفلسطيتي
ولانتفاضته الباسلة في الارض الفلسطينية المحتلة, بما
تسمح به حلاقاته. ولا يفوتني أن أذكر يأننا حينما قررنا
الغاء خطة التنمية الاردنية في الارض المحتلة, بادرتا في
نفس الوقت بالاتصال مع مختلف الحكومات الصديقة
والمؤسسسات الدولية التي أعريت عن رغبتها في
الاسهام بالخطة؛ لحثها على الاستمرار في تمويل
مشاريع التنمية في الارض الفلسطينية المحتلة من
خلال الجهات الفلسطينية ذات العلاقة
فالاردن» أيها الاخوة, لم ولن, يتخلى عن دعم
ومساعدة الشعب الفلسطينيء الى ان يبلغ غاياته
الوطنية بأذن الله. فما من أحد. خارج فلسطين كان,
أى يمكن أن يكونء له ارتباط بفلسطين أ بقضيتها
أوثق من ارتباط الاردن أو ارتباط اسرتي بها. هذا من
جهة:, ومن جهة أخرىء فأن الاردن دولة مواجهة
وحدوده مع اسرائيل هى أطول من حدود أي دولة
عربية معهاء بل هي أطول من حدود الضفة الغربية
وقطاع غزة مجتمعين معها. كما أن الاردن لن يتخلى
عن التزامه بالمشاركة في عملية السلام, التي أسهمنا
في ايصالها الى مرحلة تحقيق الاجماع الدولي على عقد
مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسطء للتوصل الى
تسوية سلمية شاملة عادلة للنزاع العربي -
الاسرائيليء وتسوية القضية الفلسطينية من جميع
جوانبها. ولقد حددنا موقفنا في هذا المجال, وكما يعلم
الجميع: بالمبادىء الستة التي سبق وان أعلناها على
الملا. وان الاردن؛ طرف رئيسي في الشزاع العربي -
الاسرائيلي وفي مسيرة السلام» وهو يتحمل مسؤولياته
الوطنية والقومية على هذا الاساس.
أشكركم, وأكرر تحياتي وتمنياتي القلبية لكم,
سائلاً المولى القدير أن يمنحنا العون والهداية, ويوفقتا
الى ما فيه مرضاته؛ وأن يكتب لأخوتنا الفلسطينيين
النصر والفلاح؛ انه نعم المولى ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[عمّان, كرا /رممذداع]
[نقلاً عن الدستور. عمان» كم م/خدذا]
16 شْيُون قلسطزية العدد ,١185 آب ( أغسطس ) ١544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10641 (4 views)