شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 4)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 4)
المحتوى
الاردن ومعضلته الفلسطينية
د. نبيل حيدري
أسّس قرار الملك حسين بفك العلاقة القانونية والادارية مع الضفة الغربية نهجاً عربياً متميزاً
في التعامل مع قضية النزاع مع اسرائيل» يستحق الاهتمام والملاحظة؛ خلاصته اختراق المشكلة
ومواجهتهاء وترتيب الالتزامات على اساس نتائج هذه المواجهة؛ مهما كانت ثقيلة؛ او قاسية. وبذلك
اصبح للعاهل الاردني حق معنوي يماثل حق التأليف او حق الايتكار.
المحصلة الطبيعية لهكذا قرار أشبه بذلك الذي يلقي حجراً كبيراً في بركة راكدة: لتبد! دوائر الموج
بالتكائر والاتساع حتى تشمل السطح كله. ولعل اهم تلك النتائج؛ ذلك المتعلق بوضع الاطراقف
الشلاثة, م.ت.ف. واسرائيل والولايات المتحدة الاميركية التي تقف مشدودة الاعصابء مستنفرة
القوى: تتحسس مدارات المرحلة الجديدة المقبلة» وتحسب ارباحها وخسائرهاء اعداءها وحلقاءهاء
وتوازن التناقضات.
من المدارات المقبلة تبرز معان عميقة, ابعدهاء في الظاهر, عن الموضوع المباشس تأكيد
المساواة في الحقوق والواجبات بين الاردتي الاصل والمواطن الاردني من اصل فلسطيني. واذا كان
الاردن: مبدتياًء هى البلد الذي يستطيع الفلسطيني التماهي معه اكثر من غيره, بل والمشاركة
السياسية فيه وحمل جواز سقرهء فان مقزى تكريس المساواة بمثابة سابقة معمّمة: قد ت تشرع الايواب
لاحتمالات التوطين الفلسطيني في كل بقعة عربية أخرىء لا سيما حيث الفلسطينيون لهم كثافة وجود
كما في لبنان وسوريا ومصر.
ولكن لماذا لم يزل التساؤل حول شرعية الهوية الفلسطينية قائماً ؟ ريما لأنها في وضع صعب
للغاية, هو وضع أستثناء الاستثناء. فاذا كان الاستثناء في النشأة التاريخية للكيانات العربية وفقاً
لارادة المستعمر الغربي, فان فلسطين تستثنى, مرة أخرى» لانها كانت طلباً لكيان معاصي. فأضحت
امتدادأ لأزمة الهوية الكيانية؛ التي استولت على سكان بلاد الشام بعد انحسار الدولة العثمانية؛ تلك
الازمة التي بلورت المفهوم «الشامي» للوحدة العربية. ويما انها كذلك؛ فقد اصبحت جزءاً من اللعبة
السياسية بين الاردن والفلسطينيين أوهي بالاحرى غطاء لها. لقد اعترف الملك عبد الله, ذات مرة,
بأنه لم يقتنع أبداً «بالبرية الواقعة شرق الاردن» التي حصل عليها؛ وفي مراحل صعود المقاومة,
تكاثرت المقولات الفلسطينية القاضية باعتبار الاردن «ضاحية فلسطين البدوية». كان من الممكن ان
يستمر هذا الجدل طويلا بين الطرفين» ويتمسك كل منهما يحججه؛ فيشدد الاول على هشاشة وضعف
وتبعية الكيانية الفلسطينية» ويرد الثاني بالتركيز على خصوصية الهوية الفلسطينية في محيطها
العربي؛ وربما يجد كل منهما براهين لا تعد وردوداً لا تحصى.
غير ان القرار الاردني الاخير استهدف ايقاف لعبة المرايا هذهء وانطلق من اعتبار مبدئي
العدد 181 أيلول ( سبتمبر ) 15448 شين فلمطيزية 1
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10397 (4 views)