شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 5)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 5)
المحتوى
د. نبيل حيدري ‏ حت
مفاده «ان الاردن ليس فلسطين». وبالطبع يستحق هذا الجنوح الواضح نحو «الأردنة» تفسيراً أبعد
من كونه مجرد «مناورة لدفع الضرر»؛ كما عبّر عنها بعض المراقبين الذين يفضلون القول, مستند
الى مشاريع سياسية معاصرة كما الى بعض الافتراضات: «ان الهدف الاهم لدى الملك هو حماية
الاردن؛ بالتغلب على ادعاء شارون بأن الاردن هو الدولة الفلسطينية». بل يجد تعبيره في سلوك الاسرة
الهاشمية التي بدت» اجمالاء متأرجحة في تكتيكها السياسي. . فهي» على الصعيد الامني والعسكري,
تحاول التماهيء قدر الامكان, مع شرق الاردن, الذي التفت عشائره حولها وقبلت مدنه بحكمها؛
وهيء على الصعيد السياسيء لم تتخلء حقيقة؛ عن تمثيل الفلسطينيينء كما بدا واضحاً من مشروع
أنشاء المملكة المتحدة, العام 19177, ا في اعادة الفلسطينيين الى مجلس الوزراء والنواب في
الثمانينات.
هذا التأرجح السياسيء كان الاردن مرغماً على التورط في مساره. وفي كل مرة كان الملك يعبّر في
خطاب علني عن مأزق الاردن العاجز عن تجاهل الفلسطيذيين وغير القادر على تمثيلهم: في آن. وكأن
له واجب تحمّل تبعات مشكلتهم» وليس له الحق في المساهمة في حلها.
ولكن عندما تأكد للاردنيين ان دولتهم اصبحت, بالديناميات الخاصة بهاء قادرة على انجان
«اردنة» الاردنء تولّت الاسرة الهاشمية صوغ الخط البديل الذي يعلن» دون تهيب اى حرجء عن
انفكاك التحالف السابق؛ ويطالب بتصدي اصحاب المهمة المباشرين لهاء دونما حاجة؛ بعد اليوم؛ الى
|الاستعانة ب «غلوب باشا» جديدء ويخيرته المستعارة.
قرار الانفكاكء في هذا السياق, يعني ايضاًء التشكيك, بصورة عميقة» بمقولات الفكر القومي
التقليدي العربي عن امة عظيمة تمتد من المحيط الى الخليج» واقطار تؤلف تلك الامة بصورة متناسقة
متناسية, وشعب عربي واحدء وما اليها من المقولات. ويعني؛ في الوقت عينه, طوباوية ما كان يعتقده
عبدالله مؤسس المملكة نفسه؛ بأن الاردن ليست سوى «محطة موّقتة» على طريقه لحكم رقعة اوسع
ودولة أكبر هي «سوريا الطبيعية». ف «المحطة المؤقنة, » تحولت الى دولة مستمرة؛ ولم تعد حدودها
الغربية» بعد قيد الدرس.
هناء بالضبط؛ تبدأ الاجابات عن كل الاسئلة المتعلقة بقرار الملك حسين؛ وهي تقتضي, بالضرورة,
متابعة لمثلث علاقات مترابط, ضلعه الاول تطور العلاقة الاردنية ‏ الفلسطينية» وارتياط ذلك: أيضاً:
بضلع اسرائيلء والضلع الثالث هو الوفاق الدولي بين العملاقين ومقدار مساهمته في حل القضايا
الاقليمية, وبخاصة النزاع في المنطقة.
حتاريج» الخور. به ودجضر افيلك» الدولة
ليس من شك في ان الاردن وم.ت.ف. بلغا نقطة اللاعوبة؛ أوما يعرف في لغة الاقتصاد ب «مأزق
الاستثمار, حين يصل المشروع الى مديونية أو عجز يستوجب اما حقنه بمزيد من الاموال في انتظار
مردود اعلى يعوؤض الخسائر, اى أعادة صياغته لاهداف انتاجية اخرى ولى كانت اقل طموحا؛ ولا
مجال: هناء لتدمير ما تم تأسيسه:ء لآن ذلك لا يعني: سياسياء سوى الانقراض.
وأذا ما كانت الظروف السياسية العسيرة والصعية التي مرت على م.ت.ف . قد أعطت التبرير
لسياسة ال «لعم»» وهي النحت بين كلمتي القبول والرفض» فان الظروف عينهاء تقريباً فرضت على
الملك حسين أن يطيل فترة التعامل بال «نعم» لتحقيق اقصى ما يمكن من نتائج ال «لا» في
0 مْيُينُ فلعطزية العدد 187. أيلول ( سبتمير ) 1944
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22323 (3 views)