شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 10)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 10)
المحتوى
الاردن ومعضلته الفلسطينية
السياسي الاسرائيلي فانهم سيصلون الى قناعة مفادها ان التتاقض بين الحزبين الاسرائيليين (العمل
والليكوب) يدخل المرحلة الراهنة لابساً قناع الماضي. والتناقض بين الحزبين له وجهان: الاول تكتيكي
له علاقة مباشرة بالانتخابات المقبلة: والآخر استراتيجيء معنيء اخيراً, بالحل النهائي لقضية
الاراضي المحتلة. ويتداخل في التكتيكي والاستراتيجي البعدان: الاقليمي والدولي.
على الصعيد الاستراتيجي؛ طرح حزب العمل مشاريعه على أساس «تقاسم وظيفي» مع الاردن
في الضفة الغربية: او اعادة المناطق المكتظة سكانياً الى مصر والاردن؛ أى أي صياغة اخرى لمشروع
يفثال آلون. ويما انه كان يعرف مسبقاً ان التوازن الدولي لا يسمح؛ وإن يسمح, لاسرائيل بأن تكون
اقوىء أو أكبر, من قدرة القوى الدولية على كيحها «فائه كان يميل الى الحلول الاكثر تجاوبً مع الميزان
الدوليء لتحقق أعلى درجة من المكتسبات التي اساسها ضمان أمن اسرائيل على المدى البعيد»
بتعديلات حدودية؛ وابقاء المستوطنات الاستراتيجية: والاتفاق على حل سياسي متوازن للفلسطينيين»
لا مانع, من حيث المبدآء ان يقبل بكيان فلسطيني متحد كوتقدرالياً مع الاردن.
ضمن الدارات السابقة: برزت عدة حقائق فاعلة ومؤثرة من جانب اسرائيل في ما خص تنفيذ
الحكم الذاتي من طرف واحد. وكان لموشي دآيان قصب السبق في هندسة وتطبيق بنية العلاقة مع
المناطق المحتلة؛ باعتباره وزير الدفاع والمسؤول المباشر عن ادارة تلك المناطق. وقد وضع الخطة
انطلاقاً من استراتيجيتين: الاولى تعمل على اساس ان المناطق المحتلة ستعاد الى الدول العربية غداً؛
والثانية تنطلق من ان هذه المناطق ستبقى مع اسرائيل الى الابد . فمن اجل الاستراتيجية الاولىء تبقى
المناطق المحتلة مجال مفاوضات لايتزاز اعتراف عربي باسرائيل» ينهي حالة العداء ويقيم علاقات
طبيعية, مع اعطاء سكان هذه المناطق الفرصة لادارة أنفسهم تحت الاحتلال من خلال المؤسسات
البديئة للدولة الغائبة (الاردن)» فتساهم هذه المؤسسات, أي البلديات والمجالس القروية؛ في اقرار
الحياة الطبيعية؛ بينما يتكفل الجيش الاسرائيلي بالجانب الأمني. وفي الاتجاه الآخر, وهى ابقاء
المناطق المحتلة مع اسرائيل وضع دايان ما سمي بسياسة «الضم الزاحف»؛ أي ادخال الضفة
الغربية وقطاع غزة الى اسرائيل تدريجياً. مع تنامي معطيات واقعية يفرضها الاحتلال وتبرر لاحقاً
الضم النهائي. . وقد بدأ تنفيذ ذلك عبر مشروع آلون وتصوراته حتى العام /ا/91١‏ ببناء ‎١٠١‏
‏مستوطنة في الجولان وغزة واغوار الاردن.
اما برنامج الليكود؛ على المستوى الاستراتيجيء فهى أشد خطورة على موازين القوى الاقليمية
والدولية في المنطقة. فخلال فترة حكمه. التي أمتدت بين العامين 1917/7 و19/65؛ تمكن مناحيم بيغن
من تعزين وتنشيط «الضم الزاحف» بمصادرة ‎٠١‏ بالمئة من أراضي المناطق المحتلة, ويتاء /
مستوطنة جديدة في الضفة الغربية وقطاع غزة, بالاضافة الى اقامة مستوطنات كبيرة بالقرب من المدن
العربية كما في نابلس, او في وسط المدن العربية: كما في الخليل.
وعلى الرغم من ان «الحتم السكاني» يثقلء بشدة, على الصياغات الايديولوجية والاستراتيجية
للمؤسسة السياسية الاسرائيلية» وهى امر معهود في الخطاب الصهيوتيء فاننا نشهدء منذ العام
6 مجاقاة بيّنة للمنطق الصارم الذي فرض «الخيار الاردني». فحزب العملء المتمسك الرئيس
بهذا المنطق؛ بدا وكأته يبحث عن اجماع جديد يتكيف به مع الحقائق السكانية والاقليمية. والليكود ,
في الطرف المقابل» لديه حلوله الخاصة ل «المشكلة السكانية» التي تشمل الابعاد القسري في سبيل
توازن سكاني اكثر قبولًا. اما الفرق الاساس بين تصور الحزبين فهو الفرق بين وحدانية
العدد 187ء أيلول ( سبتمير ) ‎١588‏ كشؤون فلسطيؤية 5
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6699 (5 views)