شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 12)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 12)
- المحتوى
-
الاردن ومعضلته الفلسطينية
الاميركية بشأن عدد من القضايا الملحّة: مثل طبيعة تمثيل الفلسطينيين, والمؤتمر الدولي؛ وبيع
اسلحة متقدمة للاردن. وبالفعلء فقد برزت قضية التمثيل الفلسطيني ياعتبارها البوّرة الاساسية في
ديبلوماسية الاردن لعملية السلام .كان الملك يرى أن قيام علاقة بين واشنطن والمنظمة يمكن أن يغير
الميزان السياسي لصالحه. ويدق اسفيناً بين تل ابيب وواشنطنء ويسهم في بلورة وجهة نظر اميركية
اكثر حياداً تجاه الموضوع الفلسطيني. وكان يرىء أيضاًء ان اجتماعاً بين الادارة الاميركية ووفد
اردني - فلسطيني مشترك هى الخطوة الضرورية في هذا الاتجاه. كذلك راهن العاهل الاردني على
الدعم الاميركي في أيجاد حل لحاجته الى «غطاء» دولي. غير أن هذا الامر كان له وجهان في توجهات
الاردن: فهى من جهة» كان يتحدث عن ضرورة عقد مؤّتمر دولي يشمل الاطراف المتنازعة أضافة الى
الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن؛ وهوىء من جهة 5 أخري, كان يتحدثت» أيضاًء » عن سمياق
دولي»؛ وهو تعبير بدا وكأنه يسعى الى فتح امكانات اخرى. واخيرأء تطلّع الاردن» بحماس, الى تزويد
واشنطن له بالمعونة الاقتصادية والمسكرية, التي كانت؛ بالنسبة اليهء بمثابة اختبار جدي
لمصد اقيتها والتزامها تجاهه. ورأى الملك, بحقء أنه اذا لم يكن الاميركيون راغبين في المجازفة برأس
مالهم السياسي ببيع الاسلحة للاردن: فكيف سيكونون مستعدين لاستخد ام نفوذهم على اسرائيل من
اجل التوصل الى حل وسط اقليمي حول القضايا الكبرى؛ مثل مستقبل الضفة الغربية والقدس ؟
يمكن ان يعزى القرار الاردني في جانب منه. الى خيبتين مريرتين لتلك الاستراتيجية . فمن جهة,
لم تقم الولايات المتحدة بممارسة أي ضغوط على اسرائيل لارغامها على السير على طريق التسوية» وهى
ما المح اليه العاهل الاردني في مؤتمره الصحافي؛ والثانية خيبته مما اظهرته الانتفاضة في ما يتعلق
برصيد الاردن وقيادته داخل الضفة الغربية. لقد اظهرت الانتفاضة؛ على نحى لا لبس فيهء ان اهالي
الضفة الغربية اختاروا السير تحت راية قيادة م.ت .ف. وأن مختلف الاتجاهات المنضوية تحت سلطة
«القيادة الموحدة للانتفاضة» في الاراضي المحتلة تعارض أي دور فلسطيني للاردن» وتنظر بشكوك؛ أو
بعداءء الى تحركات عمّان المتعلقة بعملية السلام. والواقعء اظهرت الشهور القليلة الماضية تراجع
اصوات الشخصيات التي تؤيد تنسيقاً فلسطينياً اردنيا في البحث في التسوية:» وتؤيدء في الواقع,
دور اردنياً أكبر مث“دور المنظمة. ووصل الامرء في بعض الاحيان: الى اعتبار أي تعاطف مع الاردن
داخل الضفة نوعاً من «التعامل» مع الاردن.
ما بعد القران وما قبل «الدولة»
القرار الاردني» في ضوء ما سبق لم يكن قراراً تكتيكياً »بل يصح القول انه قرار دبالكتيكي 0
يمكن ان تُفهم ردوب الفعلء المطلوية والمرتقبة عليه, الا بمنظار جدلية متعددة الاتجاهات والابعاد. فما
هى تاريخي في القرار الاردني انه فرض على جميع الاطراف اعادة ترتيب الاولويات: حتى على الطرف
الاردني نفسه. وهنا مكمن السر في التجاوب السريع من جميع الفرقاء في النزاع العريي الاسرائيي»
لاتخاذ مواقف سياسية تنسجم مع المعطيات الجديدة التي تنشاً يقعل القران اقليمياً ودولياً .ولاريب
في ان ابرزردود الفعل الاولية تلك التي صدرت عن م.ت.ف. والحكومة الاسرائيلية والادارة الاميركية.
ولكن قبل التساؤل عن انعكاسات القرار الاردني» لابد من التوقف عند مسألة أساسية. فعمّان
سعت الى تصوير الخطوة وكأنها مجرد تجاوب مع رغبة م.ت.ف. الغرض منها تعزيز نضال الشعب
الفلسطيتي بقيادة المنظمة كممثل شرعي ووحيد لهذا الشعب. والملك حسين نفسه قالء ان الاجراءات
«عززت دور م.ت.ف.» في حل محتمل للموضوع الفلسطيني. غير أن ردوب الفعل الفلسطينية,
العدد 187/ أيلول ( سبتمير ) 15848 لثون فلسطيزية 1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 186
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6870 (5 views)