شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 17)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 17)
- المحتوى
-
ريعي المدهون
حمايته ورعايته. وحسب تجربة الشهور الاخيرة: من عمر الانتقاضة؛ أدى نجاح اللجان في اجتياز
الاختبار الاول بتثبيت تشكيلاتها التنظيمية» وظهور انعكاسات ملموسة لهذا النجاح (السيطرة
الكاملة الناجحة على الاضرابات التجارية؛ والاضرايات العامة؛ والضغط على رجال الشرطة واستقالة
عدد منهم؛ وكذلك استقالة عدد من رؤساء وأعضاء مجالس بلدية معينة من قبل الاحتلال, الخ)؛ الى
تأكيد ما ذهبنا اليه من استنتاجات حول الامكانات المتوفرة» حالياًء للتقدم خطوة الى أمام؛ في فرض
السيطرة التدريجية» المتعلقة بادارة شؤون الارض المحتلة, والمتنازع عليها مع الاحتلال. وتعترف
غالبية المصادر الاسرائيلية بهذا القدر أو ذاك من هذه السيطرة, التي تبوأت فيها «القوى الجديدة»
مكانة القيادة الاولى على مستوى المدن والقرى والمخيمات في الضفة والقطاع. وقد أنهى هذا التطور
مرحلة زمنية» طويلة نسبياً, أمتدت لسنوات كادت تنتهي فيها السيطرة في يد مؤسسات اسرائيلية
قمعية وآخرى محلية عميلة أو مرتبطة؛ كان أبرزها «روابط القرى», التي انشأها الاحتلال ووفر لها
السلاح بصورة علذية كاملة. ومع تراجع هذه التشكيلات وتقدم التشكيلات الفلسطينية المحلية
الجديدة والبديلة تراجعت تشكيلات النفوذ غير الفلسطيني في المناطق المحتلة. وفتح التطور الجديد
الباب أمام الانتفاضة للقيام بخطوة نوعية أخرى في مجال فرض السيطرة على المناطق المحتلة؛ بتطوير
عمل المؤسسات الوطنية في ضوء المعطيات التي وفرتها تجربة الانتفاضة؛ خلال الشهور الماضية,
والتي عبّدت الطريق لقافلة قيادة الشبان الجدد الذين يمثلون الجيل الثالث المرشح لقيادة المؤسسات
الوطنية والاجتماعية والوظيفية» في الضفة والقطاع. وهى جيل سوف يفرض. كما نتوقع؛ قدرته
التمثيلية المستمدة من تجربته المباشرة في الشهور الاخيرة والتجربة العامة للشعب الفلسطيني على
امتداد سنوات الاحتلال؛ مستفيداً, بالضرورة, من علاقته العضوية بمنظمة التحرير الفلسطينية؛
حيث يحتفظ معها ب «حبل سري» وشرايين تدفع الدماء الى القلب الذي ينيض في الوطن ويعيد دورة
الدم الى م.ت.ف. مرة أخرى.
د
فنا
قد لا يستقيم الرأي حول موضوعة الانتخابات البلدية من دون استقراء تجربة الانتخابات
البلدية في العام 1917: واستخلاص دروسها التي سوف تكون خط الدفاع الاول عن ما تدعو اليه.
اضافة الى التحصينات الاخرى التي جاءت بها الانتفاضة؛ وهي تحصينات على درجة كبيرة من
الاهمية, شكلت الانتخابات, التي أجريت في نيسان (أبريل) 15177 تطوراً نوعياً هاماً أخلٌ, في حينه.
ولسنوات» بميزان القوى المحليء في الضفة والقطاع؛ وساهم في تمكين م.ت.ف. من تحقيق سلسلة
انجازات على المستويات العربية والاقليمية والدولية . غير أن أهم ما يعنيناء هناء هو التطورات الرئيسة
على المستوى المحليء والتي كانت وراء هذه المنجزات. فبعد تسع سنوات من الاحتلال: ظهر, الى
العلن, الجيل القيادي الاول في الضفة الغربية وقطاع غزة. وكان ظهوره نتيجة مباشرة للانتخابات
التي خاضتها الزعامات والشخصيات المؤيدة ل م.ت.ف. والمؤيّدة منهاء في وقت أجريت الانتخابات,
من وجهة النظر الاسرائيلية, تحت شعار أظهار قيادة محلية بديلة للمنظمة. غير أن النتاكج التى انتهت
الى فوز أنصارم.ت.ف. ب ١18 مقعداً من أصل 5؟ مقعداًء في مدن وقرى الضفة الغربية» لم يأت في
غير صالح الاحتلال وحسب. وانما آخلّ بالتوازنات المحلية القديمة؛ ودوائر النفوذ ذات الولاءات
الخارجية. وكان ظهور جيل جديد من رؤّساء المجالس البلدية؛ والمحلية, مؤشراً الى بدأية مرحلة
1 ون فلسطيزية العدد 18: أيلول ( سيتمبر) 1984 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 186
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)