شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 19)
- المحتوى
-
ربعي المدهون
في المناطق المحتلة عنوانها سيطرة الادارة المدنية الاسرائيلية» التي يقودها ضباط عسكريون: وتزعمهاء
في حينه, البروفيسور مناحيم ميلسونء أول رئيس لها. وهكذا انبثق قراغ جديدء افتقدت فيه الساحة
الفلسطينية؛ في هذه المناطقء سندها القيادي والتنظيمي والسياسي؛ وضاعت فيه, ولسنوات: حتى
قرص ضبط الشؤون البلدية الخدماتية. سمحت جميع هذه التطورات بدخول الاردن الى الضف
الغربية, مجدداً: ومحاولة توسيع نفوذه الذي تعرض لهزة كبيرة منذ انتخابات العام .١1917/5 وكانت
النتيجة المباشرة لذلك, ظهور جيل قياأدي ثان» ذي مواصفات جديدة؛ هي نتائج تلك المرحلة وتعبير
صادق عن ملامحها. مثّل هذا الجيل فريقان: فريق حافظ على ولاءاته التقليدية للاردن, ولم تواجهه
اسرائيل بضغوطات معينة؛ فاحتفظ بمواقعه الاصلية الى اليوم» وأبرز شخصيات هذا الفريق رئيس
بلدية بيت لحم, الياس فريج. وساند هذا الفريق عدد من رؤساء البلديات ممن تم تعيينهم من قبل
سلطات الادارة المدنية الاسرائيلية. أما الفريق الثاني, فقد أخذ يتشكل في ضوء تطور العلاقات
الفلسطينية الاردنية والتي بلغ التنسيق فيها بين الطرفين ذروته بتوقيع اتفاق في شباط ( فبراير )
5. وأبرز رموز هذا الفريق رئيس تحرير صحيفة «القجر» المقدسية؛ حذا سنيوره؛ ونقيب المحامين
في غزةء فايز أبى رحمة؛ وغلب ميل هذا الفريق نحى م.ت.ف. والتزامه ما تمليه عليه من قرارات
وتوجيهات على أية ميول سابقة له. غير ان محاولة هامة تمت خلال هذه المرحلة لترجمة التنسيق
الفلسطيني الاردني الى واقع مادي على مستوى المجالس البلدية, منيت بالفشل ودفع صاحبها ظافر
المصري, رجل الاعمال النابلسيء حياته ثمناً لها. فقد نش في ظل مرحلة اتفاق عمان (شباط فبراير
6 - شباط فبراير )١5/47 اتجاه لحل مشكلة البلديات في جانبها الخدماتي «بالتراضي»؛ أي
بدفع رموز وطنية تتمتع بولاء ونفوذ محلي كبير الى قبول مبدا التعيين كضمان لتسيير الشؤون البلدية
ما دامت شروط ومعطيات اجراء انتخابات بلدية غير متوفرة. وسرى الاعتقاد بأن مثل هذا التعيين
سوف لا يلقى معارضة الاردن» ما دام «المعين» ليس معادياً له على الاقلء ولا ميزعج» اسرائيلء ما دام
الهدف هى الشؤون البلدية الخدماتية. ويقبل به المواطتون الذين يعانون من أزمات فعلية؛ على
الصعيد الاجتماعي, منذ حل المجالس البلدية العام .١1587 وهكذا وصل رجل تلك المرحلة, ظافر
المصريء الى بلدية نابلس . غير أنه اغتيل بالرصاص وه في طريقه الى مبنى البلدية؛ في آذار (مارس)
8 وقد تبنّت الجبهة الشعبية؛ فوراً. مسؤولية الحادث الذي ترك صدى سيئاً وحقداً مريراً في
الشارع الوطني عامة؛ والنابلسي خاصة. وسقطت التجربة مثلما سقط اتفاق عمان ذاته. غير أن
سقوطها كان سينتهي بصورة آخرىء «لى صبر القاتل على المقتول» كما يقول مثلنا الشعبي. فبين
اغتيال المصري والانتفاضة أقل من عامين فقطء كان يمكن ان يتولى المصري خلالها تسيير شؤون
بلدية نابلس» من دون أن يشكل أية مخاطر سياسية, خصوصاً وأن درجة عالية من التنسيق بينه
وبين قيادة «فتح» كانت قائمة
يك وقّر التعجلون طلقاتهم لشهدنا خيارين لا ثالث لهما يقفان أمام المصري: فهو أما أن يكون
واحداً من أبناء «فتح», فعلاً ؛ كما اعلن بعد استشهاده» فينضم الى الفريق الغالب الذي يساند ويؤيد
نفوذ م.ت.ف. أى يستقيل أمام ضغط الانتفاضة . وفيٍ الحالين يبدى الخيار جماهيرياً وديمقراطياً.
في المرحلة القصيرة اللاحقة لاغتيال المصري. شهدنا مرحلة أشبه بتعويم العملة, أي «تعويم
القيادة». فريج في موقعه التقليدي لا يتزحزح ؛ والشوًا عين ثم أقيل؛ وأبو رحمة وسنيوره توليا ادوار
وساطة والتقيا شخصيات أورويية واميركية؛ ود. سري نسيبه طرح نظرية تتضمن خيارين» الحكم
الذاتي أو الالتحاق بالدولة العبرية؛ ف «اختار» الموافقة على الضم, اذا كان لا مفر منه. شرط
184 ون قلعطزية العدد 187؛ أيلول ( سبتمبر) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 186
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)