شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 22)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 22)
- المحتوى
-
الانتخايات البلدية, ماضياً وحاضراً
في ما يتعلق بالمماذير والمخاوف الاسرائيلية» تميل الاوساط الاسرائيلية» بشكل عامء الى رأي
أورده مصدر اسرائيني وثيق الصلة بالاوساط الحكومية والعسكرية: يؤكد عدم الرغبة في اجراء
انتخابات بلدية. فقد اتهم المعلق السياسي والعسكريء زئيف شيفء وزير الدفاع الاسرائيلي» اسحق
رابين: بأنه لا يرغب في اجراء انتخابات بلدية. ويعتقد شيف بأن مخاوف وزير الدفاع بنيت على
الخشية من أن تعزز الانتخابات, رسمياً » قيادة جديدة للمناطقء: معترف بها. وهو ما يدقع عدداً من
الاسرائيليين الآخرين الى التهرب من الاعتراف بوجود مثل هذه القيادة, حتى لا يطرح عليهم التفاهم
مباشرة مع هذه القيادة بشأن الاوضاع المعيشية والحياتية والخدماتية للسكان: وهم الذين يدركون»
تماماًء أن أية قيادة تنبثق عن الانتخابات ستكون م.ت.ف. أى مؤيدة لها بصورة أو بأخرى, أي
العودة الى تجرية 151/1 التي تعتبر الاكثر مرارة في تجارب الاحتلال؛ على هذا الصعيد.
غير أنذا نرى أن الدعوة المعلنة الى اجراء انتخابات بلدية تستهدف غرضاً وحيداًء هو فرز قيادة
للشؤون البلدية والخدماتية» لن تطرح عليها مهمات سياسية: كما كان حال المجالس البلدية المنتخبة
العام 1975. اذ أن القيادة الموحدة للانتفاضة تتولى متابعة التطورات السياسية وقيادة الشارع
الوطني برمّته من خلال أدواتها التنظيمية التي شكلتها على امتداد الشهور الثمانية الماضية. لكنء
وعلى الرغم من هذا التوضيح, تبقى هناك خشيتان من الجانب الاسرائيلي؛ اذ أن مجرد قيام حملة
انتخابية سوف يحيل البلاد الى مهرجانات انتفاضية قوامها تجمعات وحشودات وشعارات تنصب
جميعهاء بالطبع. على الاحتلال نفسه؛ وكلها أمور تتطلب مزيداً من الاجراءات الامنية والمشاكل
المترتبة عليها. أما الامر الثاني» فيتعلق بربط قيادة الانتفاضة مطلب اجراء انتخابات بالاشراف
الدوليء الذي تنظر اليه أوساط اسرائيلية على أنه ضربة لانفرادها بحكم المناطق المحتلة؛ أذ لا تصبح»
في هذا الحالء الطرف الوحيد., المتحكم في هذه المناطق, كما أنه يعكس عدم ثقة المجتمع الدولي
باسرائيل. وتعتقد مصادر اسرائيلية بأن وزير الدفاع الاسرائيليء رابينء الذي هندس للقمع الدموي
في المناطق المحتلة, ربما أدخل موضوع الانتخابات حيّز المساومة مقابل انهاء الانتفاضة أو عودة
الهدوءء حسب «اللغة الاسرائيلية» المستخدمة, حتى يتمكن من الدخول في انتخابات الكنيست ال مقبلة
حاملاٌ معه ورقة كتب عليها «لقد كنت صارماً مع الفلسطينيين, ولكني متسامح, أيضاًء كما ترون»,
على حد قول مصدر اسرائيلي. أما المحاذير في الجانب الفلسطيني» فتتمثل في تخوفين. أذ يسود
أوساطاً في القيادة الموحدة اعتقاد بأن من شأن اختيار مرشحين للانتخابات فتح باب الخلاقات داخل
القيادة, مما يهدد وحدتها التي تحققت على امتداد الفترة الماضية؛ كذلك يعتقد بأن اسرائيل سوف
تطلب الى كل مرشح ابراز شهادة حسن سلوك صادرة عن الشرطة الاسرائيلية» الامر الذي يتيح لها
التحكم في قبول» أو رفضء أي من المرشحين.
غير أن مثل هذين التخوفين يفترض أن المرشحين ينبغي أن يخرجوا من بين صفوف القيادة
الموحدة: أو صقوف تنظيمات وفصائل المقاومة الفلسطينية مباشرة» أي بوصفهم اعضاء في هذه
التنظيمات أو محسويين عليهاء سراً أى علناً. مثل هذا الامر يطرح معضلة مزدوجة أمام القيادة
الموحدة تتلخص في التنافس على المرشحين» أذ! افترضنا أن ما سوف يجرى لا يخلو من تجارب الماضي
المماثلة؛ كذلك تسمية واشهار المرشحينء والموقف الاسرائيلي من هذ! الامر. وقد رد مصدر اسرائيلي
على ذلك بالدعوة الى انتخايات تتعرف من خلالها القيادة الاسرائيلية على من أسماهم أعضاء المركز
في قيادة الانتفاضة. وأورب أمثلة تتعلق بتجربة البريطانيين في الهند الذين تعرفوا الى قادة العصيان
المدني (اشارة الى تجربة غاندي في الهند), وكذلك القرنسيين الذين تعرفوا على اعدائهم
العدد 181. أيلول ( سبتمير ) 11848 لين فلسطفية لحن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 186
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10397 (4 views)