شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 63)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 63)
- المحتوى
-
هشام عبد العزيز سآ
بالنصر البريطانيء ولم يحاولوا أخفاء احتقارهم واستخقافهم بالعرب المسلمين, بشكل عام؛ والجيش
العراقي بشكل خاص»(*).
" - كان ضباط الجيشء وسواد الشعب العراقي» يعتقدون بأن من جملة الاسباب التي أدت الى
انخذال الجيش في حركته ضد البريطانيين هم اليهود» وأعمالهم المعادية؛ وعدم اخلاصهم للعراق» في
أثناء حركة الكيلاني التحررية. فقد راجت اشاعات بين عامة الناس بأن اليهود يتجسّسون على
العراقيين باعطاء اشارات الى الطائرات البريطانية عن أماكن تجمع القوات العراقية, فأصبح العامة
ينظرون الى اليهود هؤلاء وكأنهم المسؤولون عما لحق بالجيش العراقي من هزيمة!').
وتتحمل القوات البريطانية مسؤولية أخرى في تلك الحوادث. فقد توققت. حسب الاوامر التي
اعطيت لها على بعد ثلاثة اميال الى الغرب من مدينة بغداد؛ وخمسة اميال الى الشمال منها. وبقيت
هذه القوات مقيدة بالتعليمات المشددة الصادرة من المسؤولين البريطانيين» وأهمها عدم التدخل في
شؤون العراق الادارية والداخلية: وعدم النيل من استقلاله؛ مع تأكيد عدم دخول القوات البريطانية
الى بغدادء لأن هذا الدخول يعرضها للخطر. خاصة في الشوارع الضيقة2!'"). وهذا العامل ساعد
الأعراب المحيطين بالعاصمة على مهاجمة بيوت اليهود ومحالهم. ذكر ضابط الاستخبارات البريطاني
آنذاك: جيرالد دي غوريء انه «وعندما تحقق للدهماء أن الجيش البريطاني لن يدخل بغدادء لآن
قائده رفض ذلك على ساس أن هذا الدخول يمثل خطراً على قواته في الشوارع الضيقة؛ أقدموا على
نهب حوانيت اليهوب»(*), هذا مع العلم بأن البريطانيين كانوا يعرفون, مسبقاًء وبشكل جيد» أن
أرجاء دخول قواتهم الى بغداد والاسراع بتشكيل حكومة شرعية من شأنه ترك بغداد فريسة للنهب
والسلب. ذكر أحد ضباط الاستخبارات البريطائية في العراق» آنذاك, أن البريطانيين وحلفاءهم العرب
أدركوا أن دخول القوات البريطانية وتنصيب عبدالاله على العرش من شأنهما أن يحطا من هيبة
حليف البريطانيين الوصي على العرش؛ فيظهره وكأنه عاد بواسطة حراب البريطانيين(؟")؛ لذلك: كان
من الضروري اخفاء هذا الانطباع» وخلق انطباع آخر يشير الى أن الوصي على العرش انما عاد كمنقذ»
ولاحلال النظاء(:).
وذكر أحد قادة الطائفة اليهوبية في العراق: داود سلمان؛ أن يهو بغداد شعروا بالمرارة؛ لأن
البريطانيين لم يقدموا مساعدة لهم في حوادث الفرهودب. واشار سلمان الى أنه كان بمقدور القوات
البريطانية وضع حد لعمليات القرهود (1).
وعن موقف القوات البريطانية من حوادث الفرهود, كتب اوري افنيري» وهويهودي يمتلك جريدة
هعولام هازيه؛ التي تصدر باللغة العبرية في تل ابيبء عند تعقيبه على اقوال عصام السرطاوي(",
الذي ناقش الموضوع من قبل: «لكن عملية التحقيق التي أجراها السرطاويء كشفت النقاب عن
حقيقة مدهشة؛ وهي أن المذابح وقعت بعد سقوط النظام (المقصود بذلك حركة الكيلاني)؛ وفرار
رجاله؛ وعندما كانت بغداد تحت سيطرة القوات ت البريطانية» وكان باستطاعة هذء القوات» القريبة من
موقع الجريمة: التدخل في كل لحظة؛ وانقان اليهود لكنها لم تحرك ساكناً. ورأ ى السرطاوي ان العملية
كانت منظمة من قبل البريطانيين... ويذكر أن ما كان عل غبار ما كان يحنت في ري تماماًء ولم
يسبق ليهود العراق أن تعرضوا لعملية مشابهة؛ ابدأ»57)
ولا توجد أدلة على أن هذه الحوادث كانت بتدبير من البريطانيين: على الرفم من أنها قد تكون في
مصلحة القوات البريطانية: وذلك لأنها توفر الذريعة لدخول هذه القوات بغداد. واتفق افنيري
ا شْيُون فلسطزية العدد 186.: أيلول ( سيتمبر) 1544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 186
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)