شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 90)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 90)
- المحتوى
-
سس شخصية «المفتي» ونشاطاته
ما أورده الكاتب من روايات خاصة بعلاقة القسّام مع المفتي» وتصوير القسّام وكأن ما قام به جاء بأمر وتكليف
مباشر من الحاج أمين, فانه يفتقر الى الاسناد؛ بل ان الكاتب أورده دون أشارة الى أية مصادر, على الرغم من
حساسية الموضوع ودقته.
كتب المؤلف: «تباحث الشيغ القسام مع سماحة المفتي بهذا الشأن [اقامة تنظيم عسكري]؛ وتم الاتفاق
بينهما على ان يتابع القسام مهمته تأسيس هذه المنظمة: وقيادتهاء فقام بهذه المهمة خير قيام؛ ووضع للمنظمة
ميثاقاً اسلامياً, وانظمة وقوانين داخلية في منتهى الفعالية والاتقان». وتابع: موكان الزعيم السوري الشيخ كامل
القصاب قد هاجرء بعد الثورة السورية؛ من دمشق الى حيفاء حيث كان يمارس الأعمال التجارية فيها. وكان
للقصاب صلة وتيقة وعلاقة متينة بالحاج أمين نشات أيام الثورة: وتمت واتسعت على مر الأيام. وفي الوقت نفسه,
كان القصاب صديقاً حميماً للشيخ القسامء وكلاهما من المجاهدين في الثورة السورية» فاختير الشيخ كامل
القصاب ليكون صلة الوصل بين الحاج أمين والقسام... وكان الشيخ كامل ينقل توجيهات الحاج أمين الى
المنظمة, وكذلك يتسلم المساعدات المطلوية؛ ويسلّمهاء بدوره. للشيخ القسام» (ص .)١1١
وبذلك يبدو وكأن مسألة علاقة القسام مع الحاج أمين مسألة لا تمت للخلاف بصلة؛ إلا انها تفتقر وفقاً
لما أورده المؤلف الى أي اسناد؛ بل ان الرواية تبدى بعيدة من العديد من الوقاكع. وما أورده المؤلف لم تو
المصادر ولا روايات المعاصرين؛ بل ومن الثابت والمؤكد ان الحاج أمين ذاته؛ لم يشارك في تشييع جنازة القسام:
الأمر الذي لم يخل من دلالات؛ في مقدمها عدم رضى الحاج أمين على توقيت البدء بالثورة المسلحة.
وفي الفصل الأول من الباب السادسء يستعرض الكتاب تحالفات الحاج أمين مع المانيا وايطاليا خلال
الفترة النازية. وعلى الرغم من أن هذه المسألة هي من أبرز مسائل الخلاف في حياة الحاج أمين ونشاطه
السياسيء ومن اكثر المسائل استغلالاً من الحركة الصهيونية لتصوير الحركة الوطنية الفلسطينية على انها
معادية للسامية وحليفة للنازيين, فقد اكتفى الكاتب بايراد ما ذكره الحاج أمين بهذا الشأن: مقتبساً عن كتاب
زهير المارديني «الف يوم مع الحاج الحسيني» (ص ١55 -١17)؛ وكتاب عوني جدوع العبيدي «صفحات من
حياة الحاج أمين الحسيني» (ص :)١١5 أضافة إلى محاولة الكاتب تصوير العلاقة بأنها تقع في مستوى
التحالف بين الدول الكبرى: «لقد كان موقفه [الحاج أمين] معه [ هتلر ] مثل موقف ستالين مع روزفلت؛ موقف
أراد منه خدمة قضيته المقدسة لا الذويان في حليفه: إى اعتناق مذهبه. ولقد أقر القكر الاوروبى موقف تشرتشل
مع ستالين في الوقت الذي ظلم فيه, غاية الظلم, موقف المفتي مع هتظر. أما عقل الجماهير العربية في الشرق
الاوسط: فقد قبل الطعم الذي صاغه له الغرب دون أدنى مناقشة» (ص .)5١١
وعلى الرغم من تجاوز هذه المقارنة للعديد من الحقائق الموضوعية؛ فانها لم تُشفع بتحليل ظروف لجوء المفتي
الى المانياء ولا الى ابعاد رؤيته لمستقبل حركتها النازية, او ابعاد التحالف معها من الوجهتين/ الايجابية والسلبية,
ولا لصيغة الاتفاقات العسكرية والسياسية والامنية بين المفتي والمانيا والى نتائجهاء سلباً آم ايجاباً. ولهذاء لم
يتمكن: الكاتب من مناقشة هذه المسألة الحساسة بشكل موضوعىء ولجا الى ما يشبه رد الفعل؛ ازاء ما تعرض
له الحاج أمين منهجوم وتجريح, نتيجة تحالفه مع المانيا. فجاء دفاعه لرد التهم وابعاد الشبهات, الأمر الذي
حال دون التمكن من الغوص ف تلك العلاقة, واستجلاء ابعادها.
ملاحظات منهجية
١ ورد في الكتاب العديد من التفاصيلء والاحداثء والوقائع» دونما اسناد الى أية مصادر. ومنها رواية
خروج المفتي من لبنان الى بغداد سنة 19559. فقد أورب الكاتب الرواية التالية الخاصة بتعثر رحلة المفتي
واعتقاله عبر الصحراء السورية العراقية: «كانت تلك الليلة الاولى من رمضان. حاول المفتي ان يقنع الرقيب
صالح بأنهم تجار أغنام» محاولين يهذه الصفة ان يتركهم وشأنهم. ولكنه عاند وقرر ان يأخذهم تحت الحراسة
الى تدمر. حيث يمثلوا أمام السلطات المختصة. ولقد قضوا الجزء الاكبر من الليل في مناقشة لم تثمر.
العدد 187.: أيلول ( سبتمير ) ١1984 شُرُون فلسطزية 43م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 186
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)