شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 5)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 5)
- المحتوى
-
سميح شديب سد
في المقابلء برز رأي آخر مناقضء رأى ان تفجير الانتفاضة جاء بتعليمات خارجية؛ وان
الانتفاضة ما هي الا ذراع من أذرع المنظمة:؛ وان توقيت تفجيرها توافق مع ما كانت تعانية المنظمة
من أزمات» خاصة ابّانء وغداة» مؤتمر القمة العربي في عمّان. ولدعم ما يحدث في الداخلء ولاحداث
التناغم اللازم, تمّ تنفيذ عملية «سفينة العودة», وقبلها تنفيذ عمليات عسكرية: عبر الحدود اللبنانية
الاسرائيلية » وتحديدآ عير منطقة المنارة.
نسوق هذين الرأيين ليس على سبيل الاستذكار فحسب, بل للتأكيد ان الانتفاضة؛ عبر مسارها
خلال الشهور العشرة السابقة: قد تمكنت من اعطاء المزيد من الاجابات اللازمة عن ذلك: حتى بات
من الممكن القول ان الانتفاضة تمتعت بوضوح لم تشهده هبّات الشعب الفلسطيني السابقة, في
السنوات ١1753157١ و1575. ولا في ثورة 1557 - 1375. فالانتفاضة:؛ ومنذ بيانها المؤرخ في
الرابع من كانون الثاني ( نوفمبر ) ١548/7 أعلنت عن تشكيل قيادة وطنية موحّدة: مؤلفة من ممثلين
عن «فتح» والجيهتين: الشعبية والديمقراطية: والحزب الشيوعى الفلسطيني, ٠ وممثلي التيار الاسلامي
(الذي أعطي ثلاثة مقاعد في المجلس الوطني الأخير في الجزائر, في نيسان ابريل 13417., وأدخل
اثنان منهم الى المجلس المركزيء وواحد الى أمانة السر ), اضافة الى تذييل بيانات القيادة كافة يعبارة
م.ت.ف. القيادة الموحدة للانتفاضة؛ دون ان يلقى الاعلان عن هذا التشكيل اية اعتراضات من
الداخلء أو الخارجء على الرغم من ان شمة ستة فصائل فلسطينية متعارف عليها لم يُلن عن
مشاركتها في القيادة الموحدة. وبهذه الهيئة» يصحٌ القول ان التشكيل القيادي جاء منسجماً مع حجم
القوى الميداني» وجدلية وجوده وترابطه مع وجود م.ت.ف. وآدائها السياسي. اضافة الى كل ذلك:
حرصت قيادة الانتفاضة على اظهار وحدة الشعب الفلسطني في الداخل والخارجء عبر ثلاثة مظاهر
أساسية: الاول: ما تم التخطيط له. وما شهدته المناطق المحتلة من هيّات واحتفالات عارمة في الذكرى
الثانية والعشرين لانطلاقة الثورة الفلسطينية؛ في الأول من كانون الثاني ( نوفمير ) 5/84١؛ وكذلك
في الذكرى الخامسة للغزى الاسرائيلي للبنان وحصار بيروت ؛ ومن ثم ذكرى مجازر صبرا وشاتيلا.
والثاني» في التسميات: سواء أكان في تسهية الشوارع والمدارس والمنتزهات والمساجدء أو في تسمية
القوائم الانتخابية النقابية بأسماء لا تخلى من دلالات عميقة على الارتباط ب م.ت.ف. كتسميات
«شهداء مغدوشة» و«شهداء صبرا وشاتيلا» و«شهداء الخالصة» و«الشهيد القائد أبو جهاد».
والثالث» متابعة بيانات القيادة الوطنية الموحدة, عبر نداءاتها وبياناتهاء لما يحدث في الخارجء وابداء
الرأي فيهء وأبرزها ما أصدر خلال ما شهدته مخيمات بيروت من تصفية لمقاتلي الثورة الفلسطينية,
أوما يتعلق بجولة جورج شولتسء وأخيراً » الرؤية الفلسطينية.الى فك الارتباط الاردني الفلسطيني.
ولعل ما رافق حادنة اغتيال خليل الوزير (أبى جهاد), في منزله في تونس » من ارتياح اسرائيلي
وغضب شعبي فلسطيني عارمٍ سقط خلاله, في يوم اواحدء 18 شهيداً فلسطينياً: ألهب حماس
الانتفاضة؛ وأعطاها دفعاً جديداً, الأمر الذي شكل دليلاً واضحاً على جدلية الداخل والخارج. وازاء
حرص قيادة الإنتفاضة على هذا الارتياط, ووحدة الاداء السياسي ووحدة الشعب ٠» يمكن القول ان
الانتفاضة عمّقت المحتوى السياسي والتنظيمي لمفهوم «الشعب هو المنظمة؛ والمنظمة هى الشعب»
بشكل لم يسبق له مثيل.
يقودنا ذلك الى العودة الى جذور هذا الارتباط بمعناه غير المباشر, وبمخزونه غير الملموس, والذي
تتلاقى عناصره الاساسية على قاعدة وحدة الشعب والكفاح. فالانتفاضة, كحلقة من حلقات الكفاح
الوطنيء لم تكن وليداً جاء من المجهولء وانما جاء في سياق التراكم الكمّي النضالي المتواصل,
3 تون فلسطيزية العدد :.١1407 تشرين الأول ( اكتوير ) ١9/84 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 187
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)