شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 7)
- المحتوى
-
محلية؛ تعمل من خلال الاهتمام بمصاح السكان؛ ومعرفة مقدراتهم ومصالحهم؛ بشكل يسمح
باستمرار الانتفاضة واستمرار الحياة الممكن تحمّلهاء وذلك عبر أساليب الاحتجاجء او اللجوء الى
حرب الحرائق والمولوتوف؛ وتطوير الأساليب البسيطة الاخرى: كحرب الحجارة. كل ذلك دون الاخلال
بمعادلة استمرار الانتفاضة واستمرار الحياة في آن. ولعل ما يساعدها على ذلك, ما تتمتع به من
شعبية. فلأول مرة؛ منذ سنة /114» تشارك فئات الشعب كافة في انتفاضة ضد الاسرائيليين؛ وتكون
قاعدتها مختلف فئات الشعبء بمختلف أعمارهم, ويمختلف عقائدهم السياسية.
وعلى ذلك» يدرك القادة الاسرائيليون» قبل غيرهم؛ اختلاف المواجهة مع الانتفاضة عن الحروب
العربية الاسرائيلية والحروب الاسرائيلية ضد قوات الثورة الفلسطينية على الرغم من انهم كانواء
في بدايات الانتفاضة؛ يعتقدون بأنها لن تستمرء وبأنها عمل عفوي؛ حتى ذهب بعض أوساطهم الى
ان الانتفاضة جاءت بآمر خارجي محدود» هدفه «احداث حريق كخلفية مناسبة لمناقشات مجلس
الأمن؛ ولاحداث ضر بالغ بالسياحة في عيد الميلاد, واحتفالات عيد الميلاد لتأكيد مدى ضعف سيطرة
اسرائيل على المناطق [المحتلة]؛ ولاضفاء طابع مناسب على الذكرى السنوية لتأسيس ' فتم ' ». ال
ان استمرار الانتفاضة, وتعاظم زخمهاء في اثناء. وبعدء ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية, أكدء
بشكل حازم» عدم ارتباط الانتفاضة بمناسبة معينة دون سواهاء وان التقديرات الاسرائيلية القائلة
ب «افلاسها قريبأ», أثبتت سذاجتها؛ بل ان تتالي تلك التصريحات؛ بشكل ترافق مع استمرار
الانتفاضة وتعاظمهاء أدى الى خلق حالات من التشوّش داخل الرأي العام الاسرائيلي ذاته؛ لا سيما
بعدما لجأت السلطات الاسرائيلية الى اتباع سياسة القبضة الحديدية التي تمثلت في تهشيم العظام؛
والابعاد, والاعتقالات الجماعية. لكن فشل هذه السياسة في ايقاف الانتفاضة والحؤّول دون
توسعهاء أدىء بدوره؛ الى خلق شعور عام لدى الاسرائيليين باستحالة استمرار الوضع الراهن على
ما هو عليه» وبالتالي استحالة شطب الانتفاضة بقرار اسرائيلي. وبذلك أحدثت الانتفاضة ردود فعل
داخل المجتمع الاسرائيليء تمثلت, لدى المزيد من القوى والشخصيات في اسرائيلء في استنكار أسلوي
الحكومة في معالجة الموقفء وطالبت بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه؛ بعد أن بات واضحاً استحالة
عودة الوضع الراهن الى سابق عهده؛ وأصبحء من وجهة نظرهاء ان السبيل الوحيد ينحصر في ايجاد
مخرج مناسب من الأزمة» بالاتفاق مع الفلسطينيين أنفسهم. وبات الاسرائيليون يلمسون نجاحات
الانتفاضة؛ خاصة ما حققته على صعيد الرأي العام العالمي. فبعدما كان الاسرائيليون يتكئون على
مقولة «الارهاب الفلسطيني» ويعزفون على أوتارهاء أضحت أفعال الجيش الاسرائيلى اليومية ضد
السكان المدنيين العزّل شاهداً على ارهاب الطرف الاسرائيلي في نزاعه اليومي مع خصمه الفلسطيني.
ومالت كفة الرأي العام الغربي من جهة الوقوف الى جانب اسرائيل «في دفاعها ضد الدول العربية»
الى جانب تأييد نضال الفلسطينيين من أجل تقرير مصيرهم. وبعد كل الفظائع التي قام بها جنود
الاحتلال الاسرائيلي لم تعد سمعة اسرائيل «كدولة ديمقراطية», سمعة قائمة.
اضافة الى ما تقدم» أحدث نجاح الانتفاضة مأزقاً معنوياً فيما بين الاسرائيليين وقادتهم, قوامه.
اولاء احداث ضرر بالاقتصاد الاسرائيي» وثانيأء تصحيح المفاهيم الفلسطينية والاسرائيلية» باتجاه
الاستقلال الاقتصادي الفلسطيني. فالاحتلال الاسرائيي؛ مثل أي احتلالء يوازن ما بين مردود
احتلاله ومردود بقائه. من هناء عملت السلطات الاسرائيلية» منذ سنة 1571 على تفتيت البنية
الاقتصادية الفلسطينية والحاقها بعجلة الاقتصاد الاسرائيليء عبر ما فرضته من اعباء ضريبية,
وادخال الاقتصاد الفلسطيني في منافسات غير عادلة مع المنتجات الاسرائيلية: وفرض المزيد
3 شْوُونُ فلسطيزية العدد :١81/ تشرين الأول ( اكتوير) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 187
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22440 (3 views)